إعلان

للتوعية بالصحة النفسية.. 25 قصة صوتية بين أطباء ومرضى في "مشروع الفيل"

04:18 م الثلاثاء 18 مايو 2021

التوعية بالصحة النفسية

كتبت-رنا الجميعي:

هل تعرضتم ذات يوم لصدمة نفسية؟ أو لاحظت تغيرات في سلوكياتك، ولكنك لم تعرف لها سببًا، فكّرتم في الذهاب لطبيب نفسي ولكن تراجعتم في اللحظة الأخيرة؟، القلق المُزمن، الاكتئاب، اضطراب الشخصية الحدية واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها، كل تلك مُشكلات نفسية يُمكن أن يتعرض لها أي شخص، وعبر 25 قصة صوتية يُقدّمها "مشروع الفيل" تستطيع فهم أكثر عن تلك المشكلات وأعراضها.

منذ عامين بدأ فريق منصة الكتب الصوتية "ستوري تل" في صناعة محتوى خاص بالصحة النفسية، وكان أحد أسباب إنتاج ذلك المحتوى هو نُدرة المحتوى العربي في ذلك المجال "وكمان فيه احتياج شديد ليه"، تقول سارة رفعت مدير المشروع، ويعتبر "مشروع الفيل" لسدّ فراغ ذلك الاحتياج عن طريق معرفة ما يبحث الناس عنه على مُحركات البحث "كتير بيدوروا عن الصحة النفسية"، وفي رأي سارة أن ذلك الاحتياج ازداد بعد ثورات الربيع العربي وما تبعها من أحداث "لأن الناس تعرضوا لاضطراب ما بعد الصدمة وقلق واكتئاب"، كما لا يوجد تقبل لفكرة الذهاب إلى الطبيب النفسي.

كل تلك الأسباب جعلت من الضروري إنتاج القصص الصوتية "مكناش عايزين نعمل محتوى جاف، حبينا فكرة الحكي عشان الناس تتشد"، وخلال العامين أنتج الفريق 25 قصة عبارة عن جلسات افتراضية بين الشخص وطبيبه، تشرح سارة أن تلك الجلسات هي بالأساس تجارب واقعية لشباب وشابات من مختلف الدول العربية مع الأمراض النفسية، وأُرسلت تلك المشاركات إلى فريق "ستوري تل".

فقد أطلقوا هاشتاج "احكي عن الفيل بغرفتك" عبر الصفحة الرسمية للمنصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومصطلح الفيل هو مصطلح غربي يعني "حاجة واخدة مساحة كبيرة من حياتنا بس احنا بنعمل نفسنا مش شايفينها ومش عارفين نعيش حياتنا بسببها"، والفيل هنا يعني الصحة النفسية، وفي مارس الماضي أطلق الفريق المشروع على منصات التواصل الاجتماعي.

ويعتبر متوسط مدة القصة الواحدة حوالي 30 دقيقة، وتنقسم لجزئين؛ حوالي 20 دقيقة يتحدث فيها الشخص عن مشكلته، ثم يأتي رد الطبيب أو المعالج النفسي في القسم الأخير من القصة "وطبعًا الشخص والطبيب مبيكونوش اتقابلوا"، حيث يقوم الفريق بدور الوسيط بين صاحب المُشكلة وواحد من الأطباء الذين يتعاونون معهم "واحنا بردو بنأكد على إننا مش جهة تشخيص، بس احنا حابين نزود الوعي بين الناس، ونشجعهم يروحوا لطبيب".

1

تنوعت القصص التي نشرها الفريق على المنصة الصوتية؛ بين أمراض مثل البوليميا، الفصام، الاكتئاب، هوس السرقة، اكتئاب ما بعد الولادة، الخوف من الأماكن المغلقة، وغيرها من الاضطرابات الأخرى، وأحيانًا يتركز اهتمام الفريق على اضطرابات دون غيرها "زي الاكتئاب لأنه منتشر في المجتمع المصري والعربي"، وأيضًا اكتئاب ما بعد الولادة "لأنه مش معروف أوي والناس بتفتكر الأم اللي ولدت حديثًا إنها بتتدلع، وبيتقال عليها أم مش كويسة".

ولا تُسجّل الحلقات بأصوات أصحابها بل بأصوات مُعلقين صوت مُتخصصين، كما أنها تُحكى باللغة العربية الفصحى، حرصًا على أن يفهمها المُتابعين من مختلف الدول العربية، وقد أتيحت ست حلقات مجانًا على موقع اليوتيوب ومنصات البودكاست، أما باقي الحلقات منشورة على منصة "ستوري تل"،

خافت سارة من عدم تقبل البعض للمحتوى المقدم "خاصة إن فيه حاجات شائكة بنتكلم فيها زي الاغتصاب والعنف الأسري"، لكن ما حدث كان العكس تمامًا "كانت ردود الفعل إيجابية فوق ما تصورنا"، فهناك حوالي 20 ألف متابع على الانستجرام فحسب، كما توالت التعليقات والرسائل؛ فالبعض رغب في مشاركة تجاربهم أيضًا "وده بالنسبالنا كان له معنى كبير، الناس مش خايفة تشارك ودي حاجة إيجابية"، وعلّق البعض عن تأثره الشديد بالمشكلات التي تم تناولها "واحدة بعتت تقولنا إن الحكايات ده ساعدتها تتعاطف مع الناس حواليها لأنها مكنتش فاهمة هما بيتصرفوا كدا ليه".

بجانب القصص الصوتية قام الفريق أيضًا بعمل بث مباشر خلال شهر رمضان، واستضافة أطباء نفسيين تحدثوا عن أمراض بعينها مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه واضطراب الشخصية الحدية، وأقبل كثيرون على البث المباشر "وفيه أم لما عرفت عن أعراض اضطراب فرط الحركة فهمت ابنها عنده ايه، وبعتت قالتلنا إنها كانت فاكرة إنه قليل الأدب وشقي".

لازال هناك ما يُريد فريق "ستوري تل" تقديمه، حتى الآن تم إنتاج 25 حلقة فقط كونها ممولة من منحة "د-جيل" من سي اف آي المشغل من قِبل وزارة الشئون الخارجية والتنمية الفرنسية، "لكن احنا حابين نستمر".. تقول سارة، فإيمانهم راسخ بتأثير الحكي على الناس، كذلك توعيتهم بالمزيد عن الصحة النفسية "لسة شايفين فيه حاجات كتير عايزين نسلط الضوء عليها ونشجع الناس أكتر عشان تاخد المساعدة اللي هي محتاجاها".

فيديو قد يعجبك: