إعلان

ليلة الخروج إلى المعاش.. كيف ودع "رضا" أيامه الحلوة بـ"هندسة المطرية"؟

06:11 م الإثنين 28 يونيو 2021

تكريم رضا مطر عقب خروجه على المعاش

كتب- محمد مهدي:

داخل أحد معامل كلية هندسة المطرية بجامعة حلوان أقيمت احتفالية لتكريم الموظف الستيني "رضا مطر"، نظرا لخروجه إلى المعاش.

لم يتمالك الرجل نفسه من شدة التأثر بمحبة الجميع. بكى بينما يتأمل جدران المكان الذي حفظه عن ظهر قلب لعقود عديدة، "أنا عشت عمري كله في المكان، شغال هنا من 35 سنة"، يردد تلك الكلمات "مطر" في حديثه لمصراوي.

يخشى الناس لحظات الوداع، أن تفقد جزءا من روحك بمغادرة مكان أو بالغياب عن المقربين، لكن لا حيلة في القضاء والقدر، لذلك كان "عم رضا" يستعد منذ أيام عديدة لتلك الخطوة الصعبة، "بدأت أجهز شغل تاني بعد المعاش عشان أنسى نفسي فيه. مش عايز أسيب روحي للزعل"، لا يرغب في الاستسلام لأوقات فراغ تؤرقه أو التخلي عن مشاويره اليومية من البيت إلى العمل، "مكنتش برضى آخد إجازات لأني بتبسط لما بروح أشتغل في الكلية".

صورة 1

كان الرجل الستيني قد دخل الكلية للمرة الأولى منذ 3 عقود عندما علم باحتياج المكان لفنيي دهان، "روحت الاختبارات اللي عملوها ونجحت بنسبة 99 %"، ترك عمله في شركة خاصة ليتنقل بعدها بين عدد من الورش داخل "هندسة المطرية"، حتى بات أمينا لمركز الوقود الحيوي، ليكتسب مزيدا من محبة الناس نتيجة لشهرته بالابتسامة الطيبة وكلمات المودة، "بعتبر نفسي والد لكل الطلبة والمعيدين، أوفر لهم الحاجة اللي بيحتاجوها، وأنصحهم عشان ينجحوا ويرفعوا رأس أهاليهم".

المشاعر متبادلة بينه وبين أبناء الكلية، زرع الرجل الكثير من المحبة في قلوب الناس وحصدها بنهاية مشواره بالمكان، "عم رضا أب لينا كلنا، بنحبه ونحترمه ودايما بيقف جنبنا"، يقولها المهندس خالد يحيى، معيد بكلية هندسة المطرية بحلوان، والمشارك في تنفيذ الاحتفالية للرجل الستيني، "هنفتقد وجوده معانا، ومن دلوقتي شايلين هم غيابه عننا"، لكنهم اجتمعوا منذ فترة من أجل التجهيز لتكريمه بصورة تليق بمسيرته بالكلية.

صورة 2

اتفق يحيى مع زملائه من المعيدين على تحديد يوم لتكريم "عم رضا". وضعوا خطة لخروج اليوم على أفضل ما يكون. قاموا بترتيب مكان بداخل الكلية لاستقبال الحضور من رفاق الموظف المحبوب، فضلا عن تصميم درع باسمه "دي أقل حاجة نعملها عشان نفرحه"، وفي الساعة المحددة توافد العشرات نحوهم. حضر عدد من المسؤولين بالكلية والأساتذة والطلاب وزملاء الرجل، وسط كلمات الإشادة بتاريخه وإجادته عمله، "ناس كتير بتحبه، ولو مفيش امتحانات كان العدد هيكون أكتر".

حصل "عم رضا" أيضا على درع خاص من إدارة الكلية، فضلا عن عدد من الهدايا، مثل المصحف وشهادات تقدير في حضور أعضاء التدريس والمعيدين وعدد من الطلاب. انسابت الدموع من عينيه رغم محاولاته المستميتة لمنع ذلك، "اتأثرت بالموقف، والكلام اللي قالوه عني، دموعي كانت لازم تنزل في اللحظة دي". يرى أمين مركز الوقود الحيوي أن الصداقة الحقيقية وروح التعاون ومساعدة الغير هي سر أيامه الحلوة بالكلية والتفاف الناس من حوله في ساعاته الأخيرة بالمكان.

صورة 3

التقط الجميع الصور التذكارية مع "عم رضا" بينما يتبادل معهم الحديث عن ذكرياته في الكلية. انفض الزحام بعد فترة بينما جلس الرجل مع المعيدين في المركز يتلو عليهم وصاياه، "قولتلهم اوعو واحد فيكم يعمل ماجستير أو دكتوراه من غير ما يقولي، طول ما أنا بصحتي هاجيلكم أفرح بيكم. الواحد لما يزرع شجرة في الطريق ويراعيها بيبقى عايز يطمن عليها ويشوفها وصلت لفين"، بينما اتفقوا على تبادل الزيارات معه بصورة مستمرة، "وهيفضل الود معاه من خلال الاتصالات لأنه قيمة كبيرة في حياتنا"، كما يقول المهندس خالد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان