فتّش عن الأسرة.. كيف تحول طفل إلى معجزة "البرمجة" على يوتيوب؟
كتب- محمد مهدي:
في بلاد الغربة كان الشاغل الأول للمهندس سعيد فليفل الاهتمام الكامل بأسرته، حين يعود من عمله داخل السعودية ينصب تركيزه على قضاء أكبر وقت مع زوجته وأطفاله الثلاثة، ليكتشف مبكرا تعلق ابنه "محمد" بالتكنولوجيا وتوغله في عالم "البرمجة" ويدفعه إلى النجاح بكل ما يملك من طاقة، ليصبح ابن العاشرة حديث مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.
نعود إلى سنوات قليلة مضت عندما لمعت أعين الأب حينما فوجيء باهتمام طفله بكل ما يتعلق بالتكنولوجيا "لدرجة إننا كنا بنأخد رأيه لما نشتري أي موبايل أو تلفزيون أو أجهزة حديثة" لم يكن الصغير يهتم برؤية أفلام الكرتون أو يمارس الهوايات المناسبة لتلك الفترة "كان يحب يتفرج على قنوات التكنولوجيا، ويقارن مواصفات الأجهزة ببعضها ويقرأ بنهم عن البرمجة" هنا جاء دور الأسرة "كنا مهتمين نقضي وقت طويل معاه، ولما أدركنا إعجابه بالطريق دا، قررنا نساعده".
حرص المهندس المصري رفقة زوجته على ترشيح الكتب والمواد المناسبة عن التكنولوجيا لابنه الذي كان يبلغ من العمر وقتها 7 أعوام "لما بيعدي مرحلة ويتعلمها بسرعة بنرشحله مستوى أعلى وأفضل، والحقيقة إنه كان دايما بيأخد أي طريق لأخره ويتعمق في الحاجة ويعرفها بصورة مدهشة" نجح محمد في وقت قصير من الاعتماد على نفسه بصورة واسعة في البحث والتنقيب والتعليم لكن الأسرة ظلت تحاوطه بالدعم والمساندة.
يدق الإعجاب أبواب محمد عندما يشاهد حلقات المبرمجين على موقع "يوتيوب" وهو بيتعلم منهم خطوات البرمجة، كان مشدوها للغاية للتجربة، شعر أن عليه اتخاذ الخطوة ذاته لتمرير المعلومات إلى زملائه من الصغار وفي الوقت نفسه يعمل على توثيق المواد التي يحصلها "طلب مننا إنه يصور حلقات على اليوتيوب، في الأول كنا متخوفين ورفضنا بس اقتنعنا في النهاية، وشاركنا معاه عشان ينفذ الحلقات" قام الأب بتوفير كافة متطلبات التصوير سواء جهاز "لاب توب" أو "مايكات" وغيرها من الاحتياجات.
يقود الشغف محمد إلى "البرمجة" بينما تبقى الأم هي عقله الذي يخُطط الأمور بطريقة منظمة حتى لا تتداخل بين الدراسة والهواية "عملتله جدول إسبوعي عشان ينتهي من التزاماته بطريقة واضحة، هو كان بيحضر طول الأسبوع ويصور في (الويك إند)" يقوم الطفل بتجهيز كافة عناصر التصوير بمفرده ثم يقف أمام الكاميرا ويتحدث مباشرة إليها بثقة وهدوء وبطريقة واضحة لعرض المعلومات "واحدة واحدة بقى يصور الفيديو في ساعة بدون ما يتعطل كتير، وبقيت النتيجة ممتازة" وحققت حلقاته آلاف المشاهدات.
لم يكن الأب يبحث عن شهرة لابنه، لم يفكر في الأمر إطلاقا "محمد ميعرفش يعني إيه شهرة ولا هدفه إن الناس تتفرج عليه، هو كان حابب يقدم محتوى كويس وتبقى فرصة يسجل المعلومات اللي بيذاكرها" ظل يقدم المحتوى لأكثر من عام لجمهور محدود دون أن يفقد شغفه أبدا حتى التقط المبرمج أحمد فوزي إحدى فيديوهات ليمررها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" متحدثا عن موهبة محمد الفذة وقدراته الهائلة في البرمجة رغم صغر سنه وتمنياته بأن يتابعه أكبر عدد من الناس وتنتشر التدوينة كالنار في الهشيم.
فوجئ المهندس المصري بإشادات كبيرة تجاه موهبة ابنه "محمد"، تلقى تعليقات أثلجت صدره وأدخلت السعادة على قلبه "خاصة إن أراء الناس كانت جاية من متخصصين في المجال، دا خلانا نحس بالفرحة وإن دعمنا لابننا كان الاختيار الصحيح" بعدها بأيام ظهر المبرمج الصغير على قناة تلفزيونية ليتحدث عن موهبته وأحلامه وخطوات في مجال البرمجة "الصراحة من بعدها حاسين بتغييرات كبيرة في شخصيته، مبسوط ومنطلق واللي حصل شجعه كتير" لذلك ينصح الأهالي بضرورة الانتباه لمواهب الأطفال ودعمهم قدر الإمكان.
فيديو قد يعجبك: