"الواحة".. "قعدة العرب" في عرض مسرحي عند "جبل راس غارب"
كتبت-رنا الجميعي:
منذ صغره وقع شاذلي صالح في غرام المسرح، ورغم غرابة ذلك وسط أهل مدينته رأس غارب؛ لكنه لم يلتفت، أخذته غواية المسرح للتمثيل والإخراج، وكذلك حُبّه لتاريخ مدينته وتُراثها، فأنتج مسرحية "الواحة" التي تُنافس حاليًا في مسابقة التجارب النوعية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.
منذ الأول وحتى الخامس من يونيو عُرضت مسرحية "الواحة" في بُقعة صحراوية عند جبل رأس غارب، الذي يبعد عن المدينة حوالي 60 كيلو.
لم تحتاج المسرحية إلى خشبة مسرح، حيث قام أفراد فرقة قصر ثقافة رأس غارب بأداء العرض على الرمال، مُستخدمين الصحراء كمكان للعرض، وتمثيل كيف تحدث الجلسات العرفية لدى عُربان الصحراء الشرقية "وازاي الناس بتحل المشاكل مع بعضها"، والعُربان تعني المنتمين للقبائل العربية، واحتوت المسرحية على أغاني ومواويل تراثية، كذلك الرقصات ومنها رقصة الرفيحي "ودي رقصة مازالت موجودة حتى الآن، بتحصل في الأفراح والمناسبات"، ويقوم بغناء تلك الأغاني والمواويل فرقة فنون تلقائية تحت الاعتماد بقيادة أحمد سباق، وضمّت الموسيقى آلات الجركن والسمسمية والناي.
عمل صالح وفرقته على المسرحية حوالي ثلاثة شهور، وقد كتب العمل المؤلف كرم نبيه، وتعدّ المسرحية qمن ما يُعرف بـ"مسرح الشارع"، أي المسرحيات التي تستخدم الشارع دون الحاجة لخشبة مسرح، ويقول صالح إنها تجربة مختلفة بالنسبة له عن أعماله السابقة "هي مختلفة من حيث القالب الدرامي والمكاني"، فالقصة تعتمد على خط درامي واحد يجعل المُشاهد مرتبطًا بالشخصيات، وتختلف تلك المسرحية بالفعل عما قدّمه صالح قبل ذلك في عمله المسرحي "التغريبة"، والتي فازت بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الصعيد المسرحي للفرق الحرة عام 2019، وقد كانت مسرحية التغريبي عبارة عن "اسكتشات" مُختلفة تصف أوجاع الصيادين في البحر.
عبر الفيسبوك أعلن صالح عن المسرحية، وكذلك بين الأهل والأقارب، تحمّس الجميع للقدوم، ولبعد جبل رأس غارب قرر عرض المسرحية في الأربع أيام الأولى في منطقة صحراوية أقرب للأهالي، فيما عرض في اليوم الخامس بحضور لجنة التحكيم عند الجبل، وبمعاونة أحد أدلة الصحراء تمكّن من العثور على بقعة عند الجبل يُمكن أداء العرض المسرحي بها، وتم اختيار الجبل لخصوصيته لدى أهل رأس غارب "الأجيال الجديدة متعرفش ايه هو جبل راس غارب، بالذات مواليد التسعينيات والألفينات، ولما يحصل حدث في المنطقة دي الناس هتتذكر الجبل، ويعرفه الأجيال الجديدة كمان".
ستنتهي مسابقة التجارب النوعية في منتصف الشهر الحالي، ورغم أن الفوز يُهمّ صالح، لكنه ليس الأهم، فما رآه من تفاعل الناس بالمسرحية، وخاصة الصغار هو ما يُرضيه "لقيتهم بيرددوا بعض الكوبليهات من المواويل، وبعض جمل المسرحية، والأطفال بيندهوا الممثلين بأسماء الشخصيات وبيروحوا يسلموا عليهم"، كما أن هناك رغبة تولدت لدى الكبار بزيارة الجبل أيضًا.
فيديو قد يعجبك: