إعلان

"يخاف الألم أكثر مما يخاف الموت".. الروائي "جبور الدويهي" يرحل عن "الحياة" اللبنانية

06:32 م الأحد 25 يوليه 2021

جبور الدويهي

كتبت- هبة خميس:

لو افترضنا أن بداخل الروائي اللبناني "جبور الدويهي" هاجسا ظل مؤرقه طوال حياته، فهو لبنان، بكل طائفيتها وتاريخها الملبد بالصراعات. منذ أوائل كتاباته وحتى رحيله، كانت لبنان حاضرة في كتاباته، ينعاها أحيانا ويسخر منها أحايين أخرى، للدرجة التي جعلت لقبه "روائي الحياة اللبنانية".

"غرباء؟ نحن لا نقتل الغرباء، نقتل أبناء عمنا"

*من روايته "مطر حزيران"

مسيرة روائية طويلة قضاها "الدويهي" ليكتب عن الناس العادية والغارقين في الصراعات والأزمات في لبنان، ونال على إثر تلك المسيرة الكثير من الجوائز الأدبية الرفيعة، مثل وصوله للقائمة القصيرة للبوكر العربية عدة مرات، وحصوله على جائزة "سعيد عقل" عن روايته "حي الأمريكان"، وجائزة أفضل عمل مترجم عام 1995 من جامعة "آركنسا" بالولايات المتحدة الأمريكية.

2

في روايته "شريد المنازل" تعرض "الدويهي" لآثار الحرب الأهلية اللبنانية، وشاهد الناس وهي تقتل على الهوية والملابس أحيانا. البطل "نظام" انجذب منذ صغره لبستان الجيران السحري وهو مسلم يعيش في كنف أسرة مسيحية ويشعر بالألفة في ظل تلك الحياة .ومن خلال شخصية البطل يتبين لنا المجتمع اللبناني ونسيجه المعقد والمليء بالطوائف والصراعات السياسية التي لم تخمد بانتهاء الحرب .

"الكل أُصيب، لم يكن أحد بمأمن من شرورها"

*من رواية "شريد المنازل"

3 (2)

ومن الحرب الأهلية لسيطرة التيارات الإسلامية على الأحياء الفقيرة في شمال لبنان من خلال أحد أبناء ذلك الحي الفقير تدور أحداث الرواية التي تحكي الكثير عن تلك المدينة في شمال لبنان والجماعات الجهادية والمجازر التي حدثت، فالبطل "إسماعيل محسن" رغم أنه لم ينصاع للتدمير وللتفجيرات ولفكر الجهاديين يجد نفسه محاصرا بالانتماء لتنظيم القاعدة، ومن الحي الفقير لأبناء الحي الغني في مقابله حيث ابن آل عزام صاحب الثقافة والتعليم الفرنسي وحب الفن والموسيقى، يظل ابن الأسرة الغنية متعطش للطعام الذي تربى عليه في حي الأمريكان في إحدى زياراته .

"يهون الموت في الكثرة"

*من رواية "مطر حزيران"

صورة 4

ومن الحاضر اللبناني لما بعد النكبة حيث بنيت الرواية على حادثة ثأر حدثت في عام 1957 لينسج حولها عمله الذي ترشح للبوكر العربية عام 2008، يعود "إيليا" ليبحث عن تاريخ والده الذي مات في تلك الحادثة في قرية "مزيارة"، فانقسمت القرية سياسيا وفي ليلة ماطرة حدث إطلاق نار بين عائلتين ليلقى خمسون شخصا حتفهم إثر تلك الحادثة، وإثر تلك الحادثة وسردها ينضج "إيليا" بعيدا عن وطنه حيث أبعدته أمه "كاملة" قسرا للهرب من مصيره المحتوم في وطنه، لتظل وحدها في انتظار الموت .

"يخاف الألم أكثر مما يخاف الموت"

*من رواية "مطر حزيران"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان