حلم المستقبل.. كيف استقبل أطفال "التايكوندو" هداية ملاك وسيف عيسى؟
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت- شروق غنيم:
لحظة استثنائية انتظرها أحمد كثيرًا؛ بخطوات فَرحة صعد إلى العربة المتوجهة إلى مطار القاهرة الدولي صباح اليوم الأربعاء، بشغف يتمنى أن يلتقي قدوته في لعبة التايكوندو، والمُحفز الرئيس لدخوله اللعبة قبل تسع سنوات، سيف عيسى، بارتباك يقول ابن الثالثة عشر ربيعًا لوالدته "نفسي أسلم عليه وأتصور معاه"، ومع وصول بعثة التايكوندو من طوكيو إلى العاصمة، تحقق حلم الصغير.
ووصل صباح اليوم بعثة المنتخب الوطني للتايكوندو، ومن بينهما الثنائي هداية ملاك وسيف عيسى، لاعبا المنتخب الوطني للتايكوندو، واللذين حصدا الميداليتين البرونزيتين في أولمبياد طوكيو 2020.
في حافلة خاصة مكشوفة؛ جابت البعثة شوارع العاصمة، ليستقبلا احتفالًا كبيرًا من الجماهير المصرية خاصة لاعبي التايكوندو الصغار، الذين يروا فيهما مستقبل الغد، يقول أحمد بعفوية "حسيت إني لما أكبر ممكن أبقى زيهم".
وحققت البطلة هداية ملاك، فوزًا كبيرًا في مباراة تحديد المركز الثالث على حساب الأمريكية باييج ماكفيرسون بنتيجة 17 / 6، في منافسات التايكوندو لوزن 67 كجم للسيدات، وحصل سيف عيسى على برونزية منافسات وزن 80 كجم، بعد فوزه في مباراة تحديد المركز الثالث على النرويجي أندريه أورديمان، في منافسات التايكوندو بدورة الألعاب طوكيو 2020.
بحماس شديد؛ شجّع كابتن إيهاب جابر، رئيس اللجنة الفنية للتايكوندو اللاعبين، يفخر بما حققته البعثة المصرية في البطولة الدولية، منذ تولى المُهمة قبل ثلاث سنوات وقرر اتباع استراتيجية صناعة مجموعة أبطال "وإن ميبقاش التركيز على بطل واحد"، يرى ذلك حتى في اللاعبين الذين لم يوفقا في الدورة الأولمبية لهذا العام " نور حسين خسرت في الثواني الأخيرة، وعبدالرحمن وائل تخطى بطل إسبانيا وقدر يخوض منافسات قوية لكن لم يوفق في النهاية".
يثمَّن رئيس اللجنة الفنية أداء كافة اللاعبين؛ يرى فيهما أبطالًا رغم النتائج خاصة ما حققه بعثة المنتخب الوطني للتايكوندو خلال مسابقات دولية سابقة "حققنا بطولة عالم في الشباب تحت سن 14، وميدالية أولمبية تحت سن 17، وتسيدنا البطولة الأفريقية في السنغال".
بين يديها تحمل سجدة عُمر أعلام لكافة بعثة المنتخب الوطني للتايكوندو؛ تلوّح بها في استقبالهما "أنا جاية النهاردة عشان أشجعهم كلهم مش بس اللي كسب ميدالية". قبل أربع سنوات بدأت صاحبة العشرين عامًا في لعب التايكوندو، ولأول مرة تتابع اللعبة داخل المنافسات الأولمبية "تابعت أخبار فوز هداية في أولمبياد ريو، لكن السنة دي اهتميت اتفرج على كل الماتشات".
من السادسة صباحًا وحتى عصر اليوم نفسه، كانت تنكفئ سجدة أمام المنافسات كافة "كانت فرصة إني أشوف طريقة لاعيبة عالميين، وإني أساند منتخب مصر". شعور لازم الفتاة العشرينية خلال متابعة كل منافسات اللاعبين المصريين "إحساس تاني، إن ممكن في يوم من الأيام أكون مكانهم.. إننا نشوف الحلم ده بيتحقق قدامنا بيدينا أمل".
فيما لم ينطفئ حماسها مع لحظات الإخفاق في البطولة لاثنين من اللاعبين المصريين "كانوا قريبين جدًا من الفوز، وكنت منبهرة بأدائهم، بالنسبة لي هما كمان فائزين حتى ولو مرجعوش بميدالية" تقول سجدة.
حرصت الشابة على الذهاب صباحًا إلى مطار القاهرة الدولي حتى وإن لم تتمكن من التواجد بقُرب للاعبين، فقط حملت الأعلام وتوجهت خلفهم إلى نادي الصيد في منطقة الدقي لاستكمال جولة الاحتفاء بهما "يادوب شاورت لهم، بس كنت حاسة بفخر إني شايفاهم محققين إنجاز عالمي".
ونظم نادي الصيد ظهر اليوم الأربعاء، احتفالًا بالثنائى سيف عيسى وهداية ملاك، وحّث محسن طنطاوي رئيس نادي الصيد، أعضاء الجمعية العمومية بالنادى للحضور من أجل الاحتفاء بـ"البطلين بعدما رفعا اسم البلاد عاليًا في المحافل الدولية وحققا الميدالتين لمصر حتى الآن".
وكرّمت البعثة المصرية بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 برئاسة المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، الثنائي هداية ملاك وسيف عيسى لاعبا منتخب التايكوندو، في مقر إقامة البعثة بالقرية الأولمبية بطوكيو، بعد نجاحهما في تحقيق الميدالية البرونزية في منافسات التايكوندو.
خلف الحافلة الحاضنة للبعثة الوطنية للتايكوندو، سار كابتن وائل مهران، المدير الفني للتايكوندو بنادي الصيد، سعادة غامرة يشعر بها تجاه اللاعبان ولاسيما هداية ملاك التي درّبها في الفترة من 2003-2011 وتربطه علاقة وطيدة بها "في تواصل دائم معاها، حتى وهي في الطيارة راجعة مصر".
منذ بدأ مهران تدريب هداية وشعر أن مستقبلًا باهرًا يستقبلها، على مدار كل تلك الأعوام يرى كيف تحرص على تطوير أدائها باستمرار حتى وإن أخفقت في أي بطولة "مش بتلوم ظروف أو أي شخص، بتشتغل على نفسها في صمت".
بسبب الإجراءات المُشددة لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو هذا العام بسبب فيروس كورونا، لم يستطع مهران السفر برفقة البعثة عكس السنوات الفائتة، لكنه قضى تلك المُدة كأنما داخل العاصمة اليابانية ولكن من منزله "أول ما الجدول نزل، بدأت أدرس اللاعيبة اللي هتقابلهم هداية، وأبعت لها تقارير عنهم؛ إيه مراكز القوى، إيه الضعف، وأقولها شوية نصائح ممكن تشتغل عليها لما تواجههم".
طقوس أساسية اعتادها مهران خلال متابعة مباريات هداية؛ قراءة الفاتحة قبيل بدء المنافسة وفي منتصفها يؤدي صلاة استثنائية مليئة بدعوات التوفيق للاعبة الأولمبية. خلال استقباله صباح اليوم للبطلة الدولية ساورته مشاعر مختلفة، تذكر كيف استقبلها على أبواب المكان ذاته في لحظات مختلفة "سواء كسبت أو خسرت.. دايمًا فخور بيها".
انتهى بلال محمد من تدريبه سريعًا، جرى الصغير صوب البوابة رقم 7 في نادي الصيد للحاق بأبطال بعثة المنتخب في التايكوندو، يديه تحمل صورة هداية ملاك وقلبه أمنيات كبيرة بأن يلقى نفس مصيرها في المستقبل "بقالي 4 سنين بلعب تايكوندو، وحلمي أكون زي هداية لما أكبر"، يقولها صاحب العشرة أعوام ببراءة.
فيديو قد يعجبك: