فوز فريال أشرف بالذهبية.. لحظة تغير عندها كل شيء (بروفايل)

كتبت-رنا الجميعي:

لحظة تغير عندها كل شئ، في الثانية صفر من المباراة بين اللاعبة الأذربيجانية وفريال أشرف، كانت لاعبة الكاراتيه المصرية قد حصلت على نُقطتين مقابل لا شيء، وبها حصلت على الميدالية الذهبية في الكاراتيه في أولمبياد طوكيو 2020، وفي تلك اللحظة لم يعد شيئًا كما كان.

اهتزّت القلوب واقشعرت حين عُزف النشيد المصري الوطني في أولمبياد طوكيو، كانت المرة الأولى التي يسري فيها منذ عام 2004، وقت حصول المصارع كرم جابر على الذهبية، ورفع العلم المصري عاليًا بين الدول، كان الحدث استثنائيًا بجدارة، فهي المرة الأولى أيضًا التي تفوز فيها مصرية بالميدالية الذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية، وأول عربية أفريقية تفوز بالذهبية في الأولمبياد للعبة الكاراتيه، كما أنها المرة الأولى والأخيرة التي تدخل فيها لعبة الكاراتية الأولمبياد، حيث ستخرج اللعبة في أولمبياد باريس 2024.

تلك اللحظة لم تأتْ في غفلة من الزمن، فقد كانت فريال تتدرب على لعبة الكاراتيه منذ أن كانت في الثامنة من عمرها، ولم تتخيل نفسها سوى أن تكون لاعبة رياضية، ومنذ ذلك الوقت بذلت فريال كل ما في وسعها للوصول للقمة، ساعدها في ذلك دعم أسرتها، فوالدتها لم تُثنيها للحظة عن الاستمرار في حُلمها، كانت دومًا ما تدفعها للأمام، تشحن طاقتها وتُردد على مسامعها الكلمة التي تُشعل حماسها "انتي بطلة.. انتي هتقدري"، كما كانت عيون والدها الفخورة بها تتحدث بأكثر مما تُريد، فهو رجل هادئ الطباع، غير أن لمعة عينيه تُخبر بكل شيء.

وبسبب اجتهادها وسعيها حصدت الكثير من البطولات، ففي عام 2017 حصلت فريال على برونزية الدوري العالمي للكاراتيه في وزن 68، وتعتبر أول مصرية تفوز بالبرونزية في الدوري العالمي، كما أنها حصلت على فضية الدوري العالمي في الصين عام 2018، كما أنها تُوجّت ببرونزية بطولة أفريقيا للكاراتيه في رواندا عام 2018، وحصلت على الميدالية الذهبية في بطولة العالم لناشئي الكاراتيه في تشيلي عام 2019، وعلى الذهبية في الدوري العالمي في دبي في نفس العام، وفي عام 2020 حصلت على ميداليات عديدة منها الفضية في الدوري العالمي وبطولة البريميرليج للكاراتيه الدولية.

كل تلك البطولات كان تمهيدًا لأن تحقق فريال أكبر إنجاز لها ولمصر، فتلك اللحظة لم تكن فخرًا لها وحدها، بل لملايين المصريين الذين انتظروا الذهبية في الأولمبياد طويلًا.

لم تنتهِ استثنائية اللحظة عند ذلك فحسب، بل إن اسم فريال سيتم إطلاقه على أحد الكباري الجديدة، وتم رصف الشارع التي تسكن فيه استعدادًا لاستقبالها، كما أن والدتها طالبت الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم طالبات كلية الصيدلة-وهو مجال دراسة البطلة الأولمبية- من مبادرة حياة كريمة، لتُصبح استثنائية اللحظة لا تخص فريال وحدها، بل مئات الفتيات اللاتي ستتغير حياتهن للأفضل.