كيف تؤثر كُتب علم النفس على قرائها؟.. شباب يُجيبون
كتبت- آية الله الجافي:
الأسلوب المُبسط والمعلومات الواضحة هي السر الذي دفع بعض الشباب لتداول كُتب الدكتور محمد طه، استشاري الطب النفسي بجامعة المنيا، بات بعضهم ينشرون جُملًا منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما غيّرت بعضها مفاهيمهم عن الطب النفسي وأهميته.. "في مجتمعنا لما الراجل بيشتكى من مشكلة نفسية بنسخر منه.. ونقوله انشف مفيش رجالة بتتكلم كدة".. يقول"عبد الرحمن أحمد" مهندس كمبيوتر، إن قراءته لكتب د. محمد طه وبصفة خاصة كتابه الأخير "ذكر شرقي منقرض"غيرت نظرته تجاه المشاكل النفسية وكيفية التعامل معها "عرفت أشاور على المشكلة وأحاول أحلها.. وحتى لو مش في ايدي قوة التغيير في الوقت الحالي، بس يكفي أن د. محمد وضحلي مفاهيم كتير غلط تخص الرجل الشرقي وتعاملاته مع المحيط إللى حواليه".
بعدما تغيرت الكثير من معتقدات عبد الرحمن تجاه نفسه، حاول أن يساعد غيره من خلال دعوتهم لقراءة الكتب النفسية ولكن كان يواجه ذلك بالنقد والسخرية: "في ناس كتير بتخاف أن حد يقولهم فجأة انتوا عيشتوا طول حياتكم غلط.. مش فاهمين نفسكم أو احتياجاتكم.. بيخافوا من التغيير وبيرفضوه عن طريق التريقة والانتقاص من الشخص اللي بيحاول يفهمهم ده".
"دكتور محمد طه بدأ معانا من الصفر.. بدأ يعرفنا بنفسنا وبإحتياجاتنا وحدودنا النفسية في كتاب علاقات خطرة.. لحد ما وصل بينا لخطط تغيير في كتابه الأخير ذكر شرقي منقرض".. حيث اعتبر الثلاثيني " أحمد سمير" انه بدأ مرحلة جديدة من النضوج والوعي عند انتهائه من قراءة الكتاب الأخير، فقرر أن يجاهد نفسه لترك كل الموروثات السلبية التي زرعها المجتمع تجاه نفسه وتجاه الجنس الآخر "ازاي ممكن تكون الأسرة نافعة في المجتمع وفيها شخص بيجبر زوجته وأولاده انهم يعاملوه معاملة الآله اللي مش بيغلط ولا بيتناقش".
أنتج طه عدة كتب متعلقة بالصحة النفسية، منها "الخروج عن النص"، "علاقات خطرة"، "لأ بطعم الفلامنكو" وغيرها، "بعتبر الكتب دي ترجمة لثورة الشباب على كل الأفكار الغلط بس بطريقة علمية.. وده هيفيد الشباب في نواحي حياتهم.. ومن أهم الأفكار اللي اتعرضت لدكتور طه أن لازم يكون في تقييم نفسي للمقبلين على الزواج للتأكد من صحتهم النفسية قبل الزواج".. وانتقد سمير العنصرية وتصنيف البشر في المجتمع المصري على أساس الدين أو المظهر العام مُعتبرا أن زيادة الوعي النفسي هو أحد الحلول لتقبل الآخر.
"الكتب النفسية أصبحت مرجع ليا .. لما مبكونش فاهمة تصرفات شخص معين.. برجع أدور في كتب ومقالات دكتور محمد عن طبيعة الشخصية وأزاي اتعامل معاها".. قالت ندي محمد 32 سنة، ورأت أن أكثر العلاقات المؤذية، والتي بحاجة إلى التغيير هي علاقة الأب والأم بأبنائهم:"أغلب الأباء معتقدين أن ضرب الأبناء ده شئ صح لأنهم اتربوا على كدة وبيقدسوا أبائهم وأمهاتهم.. وبالتالي احنا في دايرة مغلقة ومريضة، " ونتيجة لذلك تنشأ أجيال تعاني من مشكلات نفسية عديدة يكون مصدرها الأساسي الأسرة والتربية الخاطئة.
شعرت فاطمة أحمد 20 سنة بالصدمة عند قراءتها لأول كتاب نفسي "علاقات خطرة"، فكانت تتذكر مع كل سطر تقرأه مواقف غير مفهومة مرت بها من عدة أشخاص: "فهمت يعنى ايه ممكن أكون عايشة مع شخص سيكوباتي أو بيمارس عليا ألاعيب نفسية حتى من غير ما يكون هو واعي لده"، حيث بدأت قراءة الكتاب مع اقترابها على المرحلة الجامعية "هقدر أعرف مين بيمارس عليا ألاعيب او لو كنت في علاقة غير صحية".
الفرصة ما زالت قائمة في نظر "فادي مدحت" طالب كلية الهندسة، لإصلاح ما فسد في نفس المجتمع: "الكتب النفسية مهمة لكن كمان مهم أن الدولة تعمل دورات تأهيلية تعلم الإنسان ثوابت نفسية للتعايش الصحي مع نفسه ومع الآخرين قبل التفكير في الجواز والخلفة..ولازم يكون في وعي نفسي في مناهج الأطفال والمراهقين علشان نعلمه من وهو صغير يعرف قيمة نفسه ويحترم حقوقه وحقوق الآخرين".
فيديو قد يعجبك: