لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أولمبياد طوكيو.. «ساحة خضراء» للحرب الباردة بين واشنطن وبكين

02:20 م الخميس 05 أغسطس 2021

أولمبياد طوكيو

تقرير- عبدالله عويس:
غلاف- أحمد مولا
تنفيذ جرافيك- أحمد ياسين:

في إحدى ليالي شتاء فبراير الماضي، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الصين بـ«أخطر منافس لأمريكا»، عقب محادثة هاتفية استمرت ساعتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الذي أنذره بأن «المواجهة بين البلدين ستكون كارثية».

لم تمر سوى 5 أشهر على هذه المناوشات غير المباشرة، ليكون «التنين الصيني» في مواجهة مباشرة مع «النسر الأمريكي» في أولمبياد طوكيو 2020. لتصبح الملاعب ساحة جديدة للصراع بين الغريمين.

تصاعد حدة التنافس الأولمبي، جاء عقب عقود من سباق التسليح العسكري، والتنافس الاقتصادي، والنفوذ السياسي، والصعود القياسي للصين الساعي لإزاحة الولايات المتحدة من عرش المركز الأول، مقابل المخاوف الأمريكية من الهيمنة الصينية. منافسة على غرار ما تحرزه بكين من حصاد للميداليات الذهبية، واقترابها من إجمالي الميداليات الأمريكية في الدورة الحالية للأولمبياد.

ذهبية العالم

الصراع على المركز الأول، أو «الذهبية» بلغة الأولمبياد، بات السمة الغالبة على المنافسة الأمريكية الصينية، في ظل علاقة متوترة بين الفريقين، بات معها مصطلح «الحرب الباردة» مألوفا إلى الحد الذي دفع قائد فريق النسر الأمريكي، جو بايدن للقول «إذا لم نتحرك فسوف تهزمنا الصين».

بعلاقة معقدة، ترك قائد الفريق الأمريكي السابق دونالد ترامب، إرثا ثقيلا من العقوبات والاتهامات مع الصين في مختلف المجالات، العسكرية، والتجارية، وحقوق الإنسان، والملكية الفكرية، والأمن السيبراني، والتجسس، وتكنولوجيا الاتصالات من الجيل الخامس، ومنشأ فيروس كورونا، وغيرها من القضايا العالقة، التي لم تُخفت حدة التوتر في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن.
1

يمتلك الفريقان قدرات هائلة على المستوى العسكري، ففريق النسر الأمريكي الأول عالميا في الإنفاق على التسليح، بجيش هو الأقوى. يليه فريق التنين الصيني في الإنفاق على التسليح، بجيش يستقر في الترتيب الثالث عالميا.

وعلى المستوى الاقتصادي، فمعدلات النمو والتضخم والبطالة في 2021 تأتي لصالح الصين. ورغم أن الناتج المحلي الأمريكي هو الأعلى عالميا، يليه الصيني، إلا أن بيانات البنك وصندوق النقد الدوليين تتوقعان أن تكون بكين في المركز الأول بحلول عام 2024، بنمو اقتصادي وصف بـ«الحاد» منذ تسعينيات القرن الماضي.

2

مشاركة متأخرة

على مدار تاريخ الألعاب الأولمبية الصيفية، يُعد رصيد الفريق الأمريكي الأكبر عالميا بإجمالي عدد ميداليات بلغ 2523 ميدالية، تليها في الترتيب روسيا ثم ألمانيا وبريطانيا، وتأتي الصين في المركز الخامس بإجمالي 546 ميدالية.

الفارق الكبير في إجمالي الميداليات الأولمبية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، يتسق مع الفارق في المشاركات، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تغب عن الأولمبياد منذ النسخة الأولى في أثينا عام 1896 سوى مرة واحدة في عام 1980 احتجاجا على الغزو السوفيتي لأفغانستان.

فيما لحقت الصين بقطار الأولمبياد في عام 1932، قبل أن تغيب عن ملاعبه 8 نسخ، بسبب خلافات مع اللجنة الأولمبية الدولية بشأن وضع تايوان.

وخرجت بكين من ماراثون الأولمبياد منذ عام 1952 وحتى 1984، لتعود باقتناص أول ذهبية على يد لاعب الرماية بالمسدس البطيء، شيوي هاي فانغ، ليصبح منذ حينها اقتناء التنين الصيني لذهبيات الأولمبياد هواية وغواية.

3

منذ عودتها للأولمبياد، لم تشهد بكين تراجعا لافتا سوى في نسخة «سيول 1988» لتحل في المركز الـ11، ثم قلصت الفارق مع واشنطن في نسختي «1996 و2000» لتستقر في المركز الثالث، يليها المركز الثاني في نسخة «أثينا 2004»، على أن تلك القفزة لم تكن الأخيرة لفريق بلاد «معبد شاولين».

في نسخة «بكين 2008» التي نظمتها الصين، أظهرت تفوقا كبيرا، بحصد الميداليات الذهبية، بفارق 15 ميدالية عن الولايات المتحدة، لتكون في المركز الأول. وحلت في المركز الثاني من حيث إجمالي الميداليات بعد الولايات المتحدة.
منذ نسخة «أثينا 2004» وما تلاها، بات الصراع على المركز الأول، بين التنين الصيني والنسر الأمريكي سمة الأولمبياد، وإن كانت بكين قد أظهرت تراجعا في «ريو 2016» لتحل في المركز الثالث.

4

صراع طوكيو 2020

تبدو النسخة الـ29 من دورة الألعاب الأولمبية مختلفة عن سابقتها. إذ تأتي الصين حتى اللحظة، وقبل ثلاثة أيام من انتهاء فعالياتها، في المركز الأول من حيث حصاد الذهبيات، وبفارق «حرج» في إجمالي الميداليات كما يُظهر موقع اللجنة الأولمبية الدولية.
6
باستعدادات مكثفة حشدت الولايات المتحدة طاقتها الأولمبية بفريق مؤلف من 613 رياضيا، في ثاني أكبر بعثة في تاريخها، وفي المقابل دفعت الصين في أولمبياد طوكيو بـ406 رياضيين، في أكبر بعثة في تاريخها خارج الحدود.

5

وإلى أن تسدل أولمبياد طوكيو ستارها، تظل المنافسة بين واشنطن وبكين، محط اهتمام الكثيرين من داخل وخارج الوسط الرياضي العالمي، شأن جميع أوجه الصراع بين أكبر قوتين بالعالم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان