"أحلامنا قابلة للتحقق".. فرحة الأهالي بتخصيص "أتوبيسات" لذوي الهمم بالإسكندرية
كتبت :هبة خميس
قبل أيام أعلن محافظ الإسكندرية عن تخصيص 23 أتوبيس نقل جماعي مريحة لاستقبال ذوي الهمم بالتحديد من ذوي الإعاقات الحركية وكبار السن، تعد تلك الأتوبيسات مجهزة لتيسير حركة صعودهم ونزولهم وتأمينهم داخل العربات. ولم تكن تلك المرة الأولى التي تُخصص فيها وزارة النقل المواصلات لذوي الهمم، فالأتوبيسات الكهربائية التي طرحت منذ شهور مجهزة بالفعل للتنقل لذوي الهمم، وتركز محافظة الإسكندرية الاهتمام بذوي الهمم بعد تدشين أول شاطيء وأول حديقة ملاهي مخصصة لهم.
محمد عبد القادر، موظف بالإسكندرية ووالد الطفل عبد الرحمن الذي يُعاني من إعاقة حركية تضطره لاستخدام الكرسي المتحرك؛ استقل برفقة صغيره إحدى الحافلات الجديدة، ا من طريق الكورنيش.
"جربنا مرة الأتوبيس وهو مُجهّز بممشى للكرسي المتحرك يطلع وينزل من خلاله بسهولة، لكن للأسف الأتوبيس ده مش بيمشي غير في خط واحد بس، وأظن من الصعب يمشي في خطوط غير الكورنيش بسبب أنه مش مناسب للمشي فوق المطبات".
يتمنى عبد القادر أن توفر المحافظة مواصلات تغطي كل أنحاء المدينة، فبسبب انضمام صغيره عبدالرحمن في تدريبات السباحة، يتحرك باستمرار مما يُكلف الأسرة ماديًا بسبب الاعتماد بشكل رئيس على المواصلات الخاصة "التاكسي". لدى الأب عدد من الاقتراحات التي يتمنى طرحها على المسئولين بخصوص تهيئة حافلات لذوي الهمم بالإسكندرية "بدل شراء الأتوبيسات الجديدة المكلفة، من الممكن أن تتخلى وزارة النقل عن أتوبيسات النقل العام القديمة ويتم تجهيزها من جديد لذوي الهمم، خصوصًا أنها مُجهزة تمشي في الشوارع".
كي تتمكن شيماء من اصطحاب ابنها عمرو لمستشفى الطلبة بمنطقة سموحة، تُنفق على التاكسي ما يقارب المائة وعشرين جنيهًا "الإشاعة اللي بدفع فيها 15 جنيه، بتقف عليا بـ120 جنيه مواصلات بس، وده بيخليني أروح أي مكان خاص قريب مني توفيرًا لفلوس التاكسي".
ولد عمرو بمرض ضمور العضلات، ويُعاني من إعاقة حركية تجعله يعتمد على الكرسي المتحرك ومع بلوغه الأربعة عشر عامًا، لم يعد من السهل على والدته حمله والتحرك به في المواصلات بسهولة، في إحدى المرات صادفت "شيماء" الأتوبيس الجديد على طريق الكورنيش لتستقله مع ابنها للمرة الأولى.
"اتبسطت جدا من الأتوبيس لأنه عمرو طلع لوحده فيه بالكرسي وكان مرتاح، وله مكان مخصوص، ومفيش نظرات الناس الصعبة لما بشيله، لكن سألت السواق وقتها قالي أن الأتوبيس بالكهرباء وصعب يمشي في شوارع متكسرة".
من أجل أن تصل شيماء لخط سير الأتوبيس المُجهز، عليها التحرك من منزلها بمنطقة السيوف، وتسير قرابة الساعة حتى تصل إلى الكورنيش لتنتظر الأتوبيس الذي يتحرك بدون مواعيد مخصصة ومن الممكن أن تظل منتظرة فترة طويلة، لذا تفضل التاكسي بالرغم من ارتفاع تكلفته المادية على ميزانيتها المحدودة "للأسف عدم توفر مواصلات مجهزة بيخلينا أهالي ذوي الهمم بنتحرك بصعوبة، وبنفكر كتير قبل ما ننزل بأولادنا وده بيأثر على نفسيتهم جدًا، لما بشيل ابني وهو كبير اركبه مواصلة، بيحس بالأذى في عيون الناس ونفسي يحس أنه إنسان طبيعي".
تتمنى الأم أن الأتوبيسات الجديدة المجهزة تُغطي معظم مناطق المدينة ليصبح حلمها بالحركة دون حسابات مع ابنها قابلاً للتحقق.
فيديو قد يعجبك: