لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

النوبة والحرب والرحيل.. ما جمع "صاحب شفرة حرب أكتوبر" والمشير طنطاوي

08:05 م الثلاثاء 21 سبتمبر 2021

أحمد ادريس والمشير طنطاوي

كتب- أحمد شعبان:

في ميدان المعركة اجتمعا، مقاتلين في صفوف الجيش الباحث عن استرداد الأرض وتحرير سيناء، خاضا حروب مصر الكبرى من العدوان الثلاثي إلى حرب أكتوبر؛ الأول "أحمد إدريس"، الذي تطوع كمجند بالجيش المصري عام 1954. والثاني "محمد حسين طنطاوي"، الضابط الذي تخرج في الكلية الحربية في الأول من أبريل عام 1956، واندرج في سلك الضباط بسلاح المشاة.

اختلفت ظروف النشأة والمسارات الحياتية والمهنية لكل منهما، لكن جمعتهما الحرب والمعارك والأدوار اللافتة التي لعباها في حرب الكرامة قبل نحو 50 عاماً، وقبل ذلك جمعهما الانتماء إلى النوبة في محافظة أسوان، فيما كانت المحطة الأخيرة لهما في يوم واحد، هو الثلاثاء 21 سبتمبر 2021.

رحل الرجلان اليوم، "إدريس" عن 84 عاماً، و"طنطاوي" عن 85 عاماً، فيما أعاد رحيلهما إلى الأذهان بطولاتهما في الحرب المجيدة.

كانت حرب العدوان الثلاثي أولى الحروب التي خاضها الاثنان مع الجيش المصري، شارك فيها أحمد إدريس ضمن قوات حرس الحدود، فيما كان "طنطاوي" قائد فصيلة مشاة، ثم شاركا في حرب 67 وما بعدها من معارك ضارية في حرب الاستنزاف، وصولاً إلى حرب أكتوبر 1973، والتي لعب فيها الاثنان أدواراً مؤثرة.

في فترة الاستعداد للحرب، كان الجيش يبحث عن طريقة لإبلاغ الأوامر والمعلومات المتعلقة بالحرب بين الضباط وقادتهم، في وقت كانت فيه ثمة مشكلات في عملية "فك الشفرات"، أمر الرئيس السادات قادة الجيش بالبحث عن حل. وذات مرة كان الصول أحمد إدريس مندباً مع رئيس الأركان وسمع حديث دار بين الأخير وبين أحد القادة حول المشكلة، فقال إن لديه الحل، الذي تمثل في استخدام اللغة النوبية في التواصل، بحيث تكون هي لغة التواصل، سيحاول العدو الإسرائيلي فك شفرتها، لكن سيجد نفسه أمام لغة بلا أبجدية موثقة.

نالت فكرة ابن قرية "توماس وعافية" إعجاب القادة، الذين نقلوها بدورهم إلى الرئيس السادات، فحرص الأخير على لقاء "إدريس"، أبدى إعجاباً بالفكرة، رغم غرابتها، وقد كانت أحد العوامل التي ساهمت في تحقيق النصر المجيد، وحظي صاحبها بتكريم رسمي في احتفالات النصر عام 2017، حين قلده الرئيس السيسي وسام النجمة العسكرية، تقديراً لدوره اللافت.

2

في أحاديث النصر المجيد، تتجلى بطولة الكتيبة 16 مشاة، وقد كان قائدها العميد أركان حرب محمد حسين طنطاوي، وهي الكتيبة صاحبة معركة "المزرعة الصينية" الشهيرة، التي مُنيت فيها إسرائيل بخسائر فادحة، باعتراف قادتها.

في السادس عشر من أكتوبر 1973، اليوم العاشر من الحرب، المعارك الضارية تدور رحاها بين مصر والعدو الإسرائيلي، الذي حاول في ذلك اليوم العبور لغرب القناة وإقامة كوبري على ضفتي القناة بمنطقة الدفرسوار لمحاصرة السويس والجيش الثالث. على الضفة الشرقية للقناة، تقدم أربيل شارون بقواته المدرعة للاختراق، فيما أهداهم المقاتلون المصريون كابوساً لم يستيقظوا منه، أطبق على صدورهم وكبّدهم خسائر فادحة.

بعد أن وضعت الحرب أوزارها، استمر طنطاوي بضع سنوات في عمله بالجيش، ثم رحلة قصيرة للعمل ملحقاً عسكرياً لدى باكستان عامي 1977 و1978، أعقبها عودة إلى مصر، ليستكمل رحلته الطويلة الممتدة داخل القوات المسلحة، يتدرج في المناصب القيادية، حتى يصبح قائداً للجيش الثاني الميداني، ومنه إلى قيادة الحرس الجمهوري، ثم رئيساً لهيئة عمليات القوات المسلحة، وهي الفترة التي شهدت مشاركة مصر في حرب تحرير الكويت أوائل التسعينيات، ولعب فيها "طنطاوي" دوراً في التخطيط وإدارة الحرب، قبل أن يصبح وزيراً للدفاع في 20 مايو 1991، فيما حصل على أوسمة وأنواط عسكرية مختلفة، وقضي أطول مدة وزير دفاع في تاريخ مصر الحديث، حيث استمر في منصبه لنحو 20 عاماً.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان