لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الفائز بجائزة ساويرس في أدب الطفل: استلهمت القصة من علاقة ابني بجدته (حوار)

08:03 م الخميس 13 يناير 2022

الكاتب أحمد طوسون

حوار-رنا الجميعي:

منذ أيام فاز الكاتب أحمد طوسون بجائزة ساويرس الثقافية لأفضل كتاب للأطفال تحت سن الـ 12 عام، وقد تم إضافة الفرع حديثَا بجائزة ساويرس، ليكون طوسون هو أول كاتب يفوز بها في تاريخ الجائزة.

وأحمد طوسون ليس كاتب للأطفال فقط، بل إنه جمع بين فنون ثلاثة؛ القصة القصيرة والرواية وأدب الطفل، مزيج مُدهش لكاتب حاز على عدة جوائز عبر مشواره الأدبي، أبرزها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 2013 عن رواية للفتيان بعنوان "أحلام السيد كتاب"، وقد بدأ مشواره في الكتابة في أواخر التسعينيات، واستمرّ حتى الآن في العطاء، كما أنه عضو لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو اتحاد كتاب مصر، بالإضافة للعديد من المناصب الأخرى.

في هذا الحوار يتحدث مصراوي مع أحمد طوسون عن العمل الفائز بجائزة ساويرس، وسؤاله عما يحتاجه مجال أدب الطفل في مصر، وما هي أكبر مُعوقاته، وكيف استطاع طوسون الجمع بين الفنون الأدبية الثلاثة، وإلى نص الحوار..

في البداية حدّثنا عن العمل الفائز "من يُعيد الدفء إلى المدينة".

القصة تدور حول الحب، استلهمت فكرة النص من العلاقة بين الجدة والحفيد، بالتحديد علاقة ابني الصغير بجدته رحمة الله عليها، وتحكي القصة عن علاقة طفل صغير بجدّته، حيث تغيب الشمس وينتشر البرد والصقيع، فتسعى مخلوقات كثيرة لاستعادة شروق الشمس لكنها تفشل، وينجح الطفل الذي يحب جدته أن يجعل الشمس تشرق من جديد، لنكتشف أن المشاعر الصادقة وحدها قادرة على إعادة الدفء للمدينة وللناس والمخلوقات. وصدرت القصة عن دار نهضة مصر عام 2019 برسوم للفنانة المتميزة بسمة حسام.
1

صف لنا شعورك بالفوز لاسيما وأنها الدورة الأولى لجائزة أدب الطفل.

سعادتي كبيرة بالجائزة، وبخاصة أنها المرة الأولى في جائزة ساويرس، وأعتقد أن الجوائز تُقدم دعمًا معنويًا وماديًا للكاتب، وبفضل الله نالت أغلب أعمالي سواء للكبار أو للأطفال جوائز عربية ومصرية، لعل أهمها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عن رواية اليافعة لعام 2013 لأنها ترتبط باسم مصر والدولة المصرية.

وبالنسبة لي فإن أهمية الجائزة تنبع من كونها تُسلّط الضوء على العمل الفائز، لأننا نفتقد وجود مراجعات نقدية للكتب أو طريقة تساعد القراء على الانتقاء، وإن وجدت فهي على ندرتها ليست بريئة تمامًا، وأغلب الاستفتاءات والترشيحات تكون شخصية أو دعائية، ولذلك كثير من الإصدارات الهامة لشباب وكتاب كبار تضيع في زحام النشر دون الالتفات إليها.

وبشكل عام كيف ترى إضافة فرع أفضل كتاب للطفل إلى جائزة ساويرس الثقافية؟

هي إضافة هامة وضرورية للجائزة، وكانت مطلبًا لأغلب المُهتمين بأدب الأطفال خاصة إننا نفتقد وجود جائزة مصرية لأدب الطفل منذ توقف جائزة سوزان مبارك، وهناك مساعْ للجنة فنون الطفل برئاسة المبدعة الكبيرة فاطمة المعدول لاستحداث جائزة لأدب الأطفال باسم كامل الكيلاني ضمن مسابقات المجلس الأعلى للثقافة وفي انتظار اعتماد المجلس الأعلى للثقافة لها.

وأي جائزة لكتاب الطفل لا شك تساعد في زيادة الإنتاج المقدم في هذا المجال بخلاف الاعتناء بالجودة والمحتوى، وأتمنى من أمانة الجائزة في دوراتها القادمة أن ترفع قيمة الجوائز المادية بما يتناسب مع قيمة الجائزة، وأن تتضمن أفرع لأفضل نص وأفضل رسوم، وكتاب العام لليافعين وأفضل كتاب شعري للأطفال، وأفضل ناشر لتكون الجائزة مكتملة وتساهم في ازدهار صناعة كتاب الطفل المصري.

2

أنت قاص وروائي وكاتب للأطفال، كيف جمعت بين الثلاثة، وما المميزات في الجمع بينهم؟

أنا مؤمن أن الكاتب قادر على الكتابة في كل الأشكال الأدبية حسب موهبته، والمجالات السابقة كلها تنبع من معين الكتابة السردية، وبالطبع كل كتابة تختار شكلها، ولكل كتابة جمالها ومتعتها الخاصة؛ الرواية عالم يتسع ليشمل كل الفنون وتعطي كاتبها حرية أكبر، ويعايش من خلالها الكاتب حياة أبطاله وعوالمهم، القصة القصيرة لها متعة خاصة لا يعرفها إلا كتاب القصة؛ متعة الإمساك باللحظة القصصية، لا توجد متعة تعادل متعة كتابة قصة جيدة، أما عالم الكتابة للأطفال فهو السحر الذي يعود بنا لبراءتنا، وللاستمتاع بما حولنا، الكتابة الجيدة كلها أشبه باللعب الممتع مهما تعددت أشكالها واختلفت.

في البداية كتبت القصة وبعدها أدب الطفل ثم الرواية، فلماذا قررت خوض تجربة الكتابة للطفل؟

لم أخطط للكتابة للطفل؛ الكتابة هي التي تختار القالب والشكل، كتبت أول قصة للأطفال لأن فكرة القصة هي التي أجبرتني على كتابتها بهذا الشكل، وحين انتهيت من كتابتها لم أكن أعرف إن كانت مناسبة للأطفال أم لا، وبالصدفة وجدت إعلانًا عن مسابقة للكتابة للطفل ينظمها المركز القومي لثقافة الطفل بمناسبة مئوية الكيلاني، فأرسلتها بالبريد لأختبر صلاحيتها، وفوجئت بفوزها في المسابقة، ربما هذه الحادثة شجعتني أكثر لخوض غمار التجربة إلى نهايتها.

حدّثنا عن مشوارك في الكتابة للطفل، وما هي ملامح مشروعك بها؟

بدأت الكتابة للأطفال عام 1998، وأول قصة كتبتها للأطفال هي "حكاية الليل والنهار"، وفازت بجائزة كامل الكيلاني بمناسبة مئوية الكيلاني، وفي العام التالي حصدت جائزة المسابقة المركزية بهيئة قصور الثقافة في أدب الأطفال، وبالنسبة لمشروعي الأدبي فأعتقد أن كل كتابة سواء للكبار أو للصغار هي محاولة ولعبة للإمتاع والفهم، يجب أن تمتعني وتمتع الطفل الذي بداخلي أولا كي أدفعها لتعيش حياتها في كتاب يتداول بين القراء.

في رأيك كيف ترى مجال أدب الطفل في مصر، إلى أين وصل؟ وما هي أكبر معوقاته؟

مصر في طليعة الدول التي عرفت أدب الطفل في المنطقة ولروادها الأوائل فضل بدايات أدب الطفل العربي، ولا شك أن أدب الطفل العربي شهد تطورات عبر تاريخه، وفي لحظتنا الراهنة يحاول أن يتجاوز القيود التربوية والتعليمية، وأن يكون إخلاصه الأساس للفن أولا ومعاييره ثم تأتي المعايير التربوية والمعايير المرتبطة بعلم نفس الطفولة، ويجب التفرقة بين أدب الطفل وبين الكتابات التعليمية التي تقدم للطفل وعدم الخلط بينهما.

3

وأكبر المعوقات التي تواجه أدب الطفل أنه بحاجة دومًا إلى دعم الدولة ورعايتها؛ لأن أدب الطفل وثقافته عمومًا صناعة حيوية وثقيلة وتستهدف مستقبل أمتنا، ولا نستطيع النهوض بها إلا من خلال دعم دائم ورغبة حقيقية من الدولة من خلال إستراتيجية واضحة المعالم.

ما أكبر المشاكل التي تقابل الكاتب في الكتابة للطفل؟ وما الفارق في الكتابة بين الطفل قبل سن 12 وما بعده؟

أظن أن أكبر المشاكل هي محاولة عدم الوقوع في فخ الأفكار النمطية والاستسلام للشكل النمطي المتداول عن الكتابات الموجهة للطفل، فلن يتطور أي شكل أدبي إلا من خلال التجريب، لكن للأسف في مجال أدب الطفل تواجه أي محاولة للتجريب بمقاومة شديدة، ولا يغامر الناشرون بقبول مثل هذه النصوص.

الفارق كبير.. الكتابة لليافعة في رأيي لا تختلف عن الكتابات الموجهة للكبار إلا في البعد عن التابوهات المعروفة في الكتابة، ومناقشة الموضوعات التي تجتذبهم، بينما للطفل ما قبل سن 12 سنة له خواص عمرية ونفسية يجب مراعاتها في العمل المقدم له، ومراعاة النمو التعليمي والنفسي والاجتماعي للطفل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان