بعد مد إجازة الوضع.. معاناة الأمهات العاملات مع التربية والبحث عن "أكل العيش"
كتبت-هبة خميس:
منذ أيام وافق مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، على المادة 50 من قانون العمل والتي تقضي بحق الأم العاملة في الحصول على إجازة وضع لمدة أربعة أشهربدلاً من ثلاثة أشهر، جعلت تلك المادة الأوضاع أفضل بالنسبة لكثير من الأمهات العاملات، فبعضهن اضطرت في السابق للتخلي عن عملها أو بذل مجهود مضاعف للاهتمام بأبنائها، فيما مازالت أخريات تعانين من معوقات حياتية كثيرة.
في تمام الساعة الثامنة صباحاً تتحرك "نور أشرف" الأم المحاسبة في إحدى البنوك مع طفليها الأكبر عمره عام وسبعة أشهر والأصغر لم يتخطى العام، لتتجه إلى الحضانة لترك طفليها والتوجه لعملها مع العودة بعد الساعة الرابعة مساءً لتصطحب طفليها من الحضانة وتعود للمنزل.
عقب إنجابها لطفلها الأول قررت "نور" طلب إجازة غير مدفوعة لمدة عام كامل حتى تستطيع رعاية رضيعها "كان ابني تلات شهور بعد ما خلصت إجازة الوضع وطبعاً صغير جداً أنه يتساب في حضانة أو أسيبه مع جدته اللي مش هتقدر تراعيه بسبب سنها وصحتها، فقررت أمد الأجازة لحد سنة يكون كبر شوية واقدر انزله حضانة".
في طفلها الثاني لم تتمكن الأم من مد الأجازة لعام فقررت أن تمدها لـ6 أشهر فقط وحينما انتهت مدة الأجازة أدخلت طفليها الحضانة سوياً لتعاني من إصابة طفلها الأصغر بالكثير من نزلات البرد بسبب نزوله مبكراً فيتحول فصل الشتاء لمعاناة ومشاوير للتردد على الأطباء "مفيش قصادي حلول تانية انا بضطر أدفع آلاف في الشهر علشان الحضانة علشان أوفر مرتب المربية المقيمة، ومع ذلك طول الشتا الولاد بيتعبوا ومجرد ما نرجع البيت يناموا، ألحق أربي ولادي امتى؟".
تُحاول "نور" التوفيق بين واجباتها وطموحها، ورغم أن تعديل المادة جعل الأمور أفضل بالنسبة لها "لكن نتمنى تكون أطول من كدة ويكون فيه مراعاة أكتر للأم لأنها هي فرد بيقع عليه عبء ضخم في الأسرة من ضغوط مادية لمسؤولية البيت والأطفال"، فيما تقول "شغل الأم مبقاش رفاهية لأن البيت محتاج الدخل، والست مبقتش بتخلص شغلها الساعة 2 زي امهاتنا".
عقب إنجابها لطفلتها ب45 يوم عادت "آية الله هاشم" لعملها كمعلمة بمدرسة خاصة بعد الاتجاه لمنزل والدتها القريب من منزلها لتترك طفلتها مع اللبن الصناعي الذي أصبحت تعتمد عليه بسبب نزولها للعمل، ثم تتجه لعملها وفي نهاية اليوم الدراسي تعود لتصطحب طفلتها للمنزل "في الشغل الخاص الأجازة شهر ونص بالظبط ودي مدة قصيرة جداً ومفيش ضوابط من الحكومة عليهم علشان يعلوا أجازة الوضع، أنا اضطريت أنزل الشغل لكن حاسة بالذنب طول الوقت علشان بنتي مبقتش بترضع طبيعي بسبب غيابي عنها".
حينما قررت "آية الله" العودة لعملها بعد الإجازة القصيرة لم تجد حلاً سوى تركها مع جدتها، فدور الحضانة الجيدة تتخطى ميزانيتها وغير آمنة من وجهة نظرها وبالرغم من أنها تنهي عملها مبكراً إلا أنها حينما تعود للمنزل منهكة لا تجد الوقت لتعويض غيابها عن طفلتها بشكل مناسب "مد أجازة الوضع لـ4 شهور أكيد أفضل من شهر ونص وأتمنى أن القانون يسري على القطاع الخاص ويتم تطبيقه، أمهات كتير بتعاني علشان مش عارفين يوفقوا بين شغلهم وأطفالهم اللي لسة بيرضعوا".
مشوار ناجح ذلك الذي قطعته "ميار أبو العباس" في عملها كمديرة للتسويق، فعملت في أكبر الشركات العقارية لكن عقب حملها لم تستطع "أبو العباس" إكمال مشوارها بين عمل لا ينتهي قبل السادسة مساءً واجتماعات دورية لن تمكنها من ممارسة دورها كأم "وقت الحمل كنت بتعب واضطر أكمل شغلي بالعافية، ولما نقلت لدولة عربية حاولت أكمل شغل أون لاين لكن بعد الولادة على طول سيبت الشغل".
بعد ولادتها حاولت "أبو العباس" البحث عن عروض شغل تناسبها كأم لا تضطر لترك طفلها مدة طويلة، لكنها لم تجد ولم تقبل فكرة أن تستعين بمربية مقيمة لتقوم على رعاية الطفل بدلاً منها.
وحينما وصل طفلها لعمر 5 أشهر علمت بحملها ثانية لتقرر التخلي عن فكرة البحث عن عمل يناسبها كأم ولا تضطر معه لترك طفليها مدة طويلة، لكنها استغلت تلك الفترة في عمل دبلومة للتغذية "بعد ما خلصت الدبلومة وقررت أفتح بيزنس أونلاين خاص بيا، أطبق فيه اللي درسته".
شاركت "أبو العباس" طبيبتها لعمل صفحة خاصة لمتابعة الزبائن الذين يعانون من مرض السمنة اونلاين ومتابعة وزنهم والمناسب لهم، ومنذ تدشينها لعملها الخاص تعمل "أبو العباس" من المنزل طوال الوقت وبشكل مريح لها ومناسب لنظام حياتها كأم لطفلين "كان القرار الصح مني لأنه مينفعش أتخلى عن دوري كأم والصح من رأيي إن حياتي تتظبط حسب ظروفهم هما".
فيديو قد يعجبك: