مبادرة "وصال".. رحلة البحث عن الحرف اليدوية وتوثيق تراث مصر
كتبت-هبة خميس:
خلال أعوام دراستها للسياسة والاقتصاد بالجامعة أحبّت "أميرة عيد" الدراسات التي تربط بين العلوم الاجتماعية والسياسية مما أدى لدراستها التراث غير المادي الذي تعلقت به بشدة، وفي خلال تلك السنوات ظلت تقوم بالأبحاث حول تأريخ الفن والتراث اللامادي بشكل تحليلي أكثر، وعقب الجامعة عملت أميرة بالمجال التنموي والمشاريع التي تنفذها منظمات المجتمع المدني في مصر واعتادت "عيد" وضع الخطط لتلك المشروعات بشكل مستمر بحكم وظيفتها.
"من 2019 بدأت معايا فكرة وصال وكنت قررت اسيب شغلي واشتغلت في مجال التسويق بعد ما درسته في الجامعة الأمريكية، وقعدت أحط خطوط عريضة لفكرة وصال".. تقول أميرة لمصراوي.
في نهاية عام 2019 أعلنت اليونسكو عن مسابقة للتراث اللامادي لتشجيع الشباب الذين لديهم مبادرات لها علاقة بالتراث وتنمية أفكارهم وتطويرها، فقررت دخول المسابقة بمشروعها "وصال" وهو منصة لتعلم الحرف اليدوية التراثية للمحافظة على التراث اللامادي.
بدأت الفكرة لدى أميرة بسبب حبها للحرف اليدوية ورغبتها في التعلم "لكن كنت بلاقي دايما ان التعلم يا إما طويل ومكلف أو ورش قصيرة مفيش حاجة وسط بين الاتنين، والمسابقة ادتني الفرصة أطور فكرتي" كما تقول.
حازت "عيد" على المركز الثاني في المسابقة مع إرشادها من خلال لجنة التحكيم لتطوير فكرتها كي تصبح مشروعًا قائمًا بذاته كي تتمكن من الحصول على دعم مادي من منظمات المجتمع التنموية لدعم مشروعها.
وفي النصف الثاني من عام 2020 بدأت فكرة "وصال" في التبلور لتبدأ "عيد" إقامة أول دورة تدريبية لتعلم صناعة الجلود ليحضر تلك الدورة ثلاثة أشخاص فقط. لم تستطع حينها الحصول على الدعم لمشروعها "قررت أصرف عليه من جيبي واتفقت مع المدربين لعمل الورش وكنت بسوق بنفسي انا والفريق" حتى مرحلة تخرج المتدربين من المشروع، فتدعم "وصال" منتجات الخريجين عبر المعارض المختلفة التي تنظمها أميرة بها كي تزيح عن الحرفيين عبء التكلفة وعرض منتجاتهم.
لمؤسسة وصال طريقة مختلفة في التدريب "بنعتمد على الطبيعة في التصاميم، مفيش مدرب ييجي وينزل تصميم من عالنت ويخلي المتدربين يطبقوه، لكن بنخرج في رحلات لمناطق مختلفة في مصر ونستلهم التصاميم من التراث ومفردات الطبيعة حوالينا ودة اللي بيميز منتجات المتخرجين عن أي حد تاني".
تضع "عيد" الكثير من القواعد للحفاظ على التواصل مع التراث المصري والحفاظ على تفرد مبادرتها وتفرد المنتجات التي ينتجها المتخرجين من الدورات، لكن "عيد" لم تكتفِ بالتدريب.
منذ فترة قصيرة طورت "عيد" من فكرة أخرى متصلة بنفس الهدف الذي تحاول الوصول إليه من خلال "وصال" وهو الحفاظ على التراث اللامادي في مصر، فعملت على مبادرة تسمى "وصال في السكة" وهي مبادرة تجمع الحكايات والأغاني والأشياء التي تتميز بها كل محافظة عن أخرى مثل المأكولات والرقصات مع إنتاج محتوى تعرضه على وسائل التواصل الاجتماعي أو تبلوره في الدورات التدريبية لتخرج منتجات لها علاقة بذلك "حاجات زي الزفة الدمياطي مثلا أو الرقص البدوي بتندثر ومش بتتوثق، وفكرة اننا نلف المحافظات صعبة فعملنا إعلان لتجميع الحاجات دي من أبنا المحافظات نفسهم يحكوا عن الحكايات المختلفة الخاصة بيهم والأكلات وشكل الأفراح مثلا".
تتابع أميرة المحتوى الشبيه عبر صفحات التواصل لكنها في كل مرة تشاهد شيئاً مختلفاً تتمنى أن تعرف حكايته بأكملها وأصلها فقررت أن تكون "وصال في السكة" هي المنصة التي تجمع تلك القصص والعادات لإعادة التوثيق ومنح الفرصة لتلك الأشياء كي تؤرخ.
فيديو قد يعجبك: