قبل إعلان النتائج.. سر استحداث فرع جديد في جائزة ساويرس الثقافية
كتبت-رنا الجميعي وهبة خميس:
هذا العام استحدثت جائزة ساويرس الثقافية بند السرديات الأدبية والفنية، التي يقع تحت فرع النقد الأدبي، وقد قالت الجائزة في حيثياتها إن ذلك من أجل إتاحة المزيد من الأعمال الإبداعية غير الروائية، ووصل إلى القائمة ست كُتّاب تتنوع كتبهم بين النقد والسرديات.
وتشمل السرديات الأدبية بحسب الجائزة "السيرة، السيرة الذاتية، أدب الرحلات، والمدونات التاريخية والكتابات النقدية"، وتضمنت القائمة الطويلة لهذا الفرع الكتب التالية؛ "بعلم الوصول" أحمد خير الدين، "لن نصنع الفلك" بلال علاء، "جبل الرمل" راندا شعث، "المتن المجهول" سيد محمود، "مكان وسط الزحام" عمار علي حسن، "رحلة كامل التلمساني" محسن البلاسي، "هاملت الجرافيك المصري" ياسر منجي.
وتُوضّح وسام رجب، المتحدثة الرسمية لمؤسسة ساويرس، أن تعديل فرع النقد الأدبي جاء بسبب قلّة الأعمال النقدية، فقد تم استحداث ذلك الفرع في 2013 تشجيعًا للحركة النقدية في مصر "وعلى مدار سنين كانت الأعمال عددها قليل، وأقصى دورة تلقينا فيها أعمال كان 30 كتاب في مقابل 150 عمل في فرع الرواية مثلًا"، ولم تكن قلة الأعمال المُشكلة الوحيدة، حيث أن تلك الأعمال بعضها كانت موضوعاته مُكررة، لذا فكّرت المؤسسة في استحداث ذلك البند، بالإضافة إلى أن هناك إنتاج أدبي واضح في الساحة الثقافية ليس خياليًا كما الرواية أو القصة "زي كتاب بعلم الوصول لأحمد خير، وكتاب جبل الرمل لراندا شعث، هما مش روايات ولكن مش نقد أيضًا"، لذا جاء تعديل فرع النقد بُناء على رؤية مُتواصلة مع تطورات الساحة الثقافية المصرية.
وتُضيف المتحدثة أن تلك الاستجابة جاءت بسبب توصيات من أعضاء لجان التحكيم في الدورات السابقة، وتستطرد وسام أن هناك انقسام في الرأي بين الأعضاء "فيه أصوات بتقول إن احنا بنظلم النقد الأدبي كدا لأن الكتب اللي بتقع تحت بند السرديات جذابة أكتر من كتب النقد الأدبي"، حيث أن كتب النقد الأدبي تميل أكثر للكتابة الأكاديمية وليس الأدبية "لكن احنا شايفين إن لو فيه عمل نقدي مميز هينفع ينافس الكتب السردية، عشان كدا حدّثنا الفرع ده، عشان نوسع المجال وندي فرصة للكتب إنها تنافس".
وتّدلل وسام على رأيها أن بالفعل زادت الكتب المتقدمة، ففي بند السرديات الأدبية تقدّم نحو 57 عمل "وده ضعف اللي كان بيتقدم للنقد الأدبي"، وتُوضّح المتحدثة الرسمية أن هناك لجنة تحكيم خاصة للسرديات الأدبية مكونة من 5 أعضاء مستقلين، ولجنة أخرى تُقيّم كتب النقد الأدبي.
ومن بين الكتب المرشحة لفرع النقد الأدبي والسرديات الأدبية، "المتن المجهول" للكاتب والصحفي سيد محمود، الذي يرى أن استحداث ذلك البند هو استجابة لتوجهات القراءة في مصر، حيث يعتقد أن هناك ملمح ظهر خلال السنوات القليلة الماضية أن الإنتاج الثقافي المصري يتسع ويشمل صنوف أدبية متنوعة، من بينها الكتب التي تعيد الالتفات للماضي "وظهرت أكتر من كتابة في هذا الاتجاه، سواء سرديات مع أشخاص أو أماكن".
وتلك الوِجهة تقوم على إعادة النظر للتاريخ بشكل مختلف وتعيد تقييمه، كما في كتب عديدة منها "في أثر عنايات الزيات" للشاعرة إيمان مرسال، و"إبراهيم ناجي.. زيارة حميمية تأخرت كثيرًا" للدكتورة سامية محرز، وكتاب "الرواية المحرمة" للكاتب والصحفي محمد شعير.
وكذلك أعمال الكاتب والصحفي أحمد خير الدين "بعلم الوصول"، و"على بلد المحبوب"، التي يراها سيد كتب تعبر عن تاريخ اجتماعي مختلف، ويذكر كتاب آخر هو "شبرا: إسكندرية صغيرة في القاهرة" للكاتب محمد عفيفي، ويقول الصحفي سيد محمود في تفسير إن تلك الكتب مؤشر على وجود ظاهرة يُقبل عليها القراء "وبتفتح مناقشات أوسع حوالين التاريخ والشخصيات".
وبشكل عام يرى سيد أن استحداث فرع السرديات الأدبية مُفيد، ويساعد في كتابة إنتاج متنوع، لكنه ليس مع انفصال فرع السرديات الأدبية عن النقد الأدبي "معندناش ضمانة استمرارية لنماذج أكتر هيتم انتاجها في الفرع ده" وفي سؤاله عن وجود فرصة لتلك النوعية من الكتب في الجوائز العربية قال إن بعض الجوائز تهتم بذلك، وأشار إلى فوز كتاب "في أثر عنايات الزيات" بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2021، الذي يرتكز على السرد وأساليب البحث العلمي والصحافة الاستقصائية، كما يمزج بين السيرة الغيرية- أن يكتب أحدهم عن سيرة شخص آخر- والذاتية في سياق رؤية نقدية متوازنة،
وتترشح عن ذلك الفرع أيضًا المصورة راندا شعث، عن السيرة الذاتية الخاصة بها "جبل الرمل"، والتي تُفضّل انفصال فرع السرديات الأدبية عن النقد الأدبي، حيث ترى أن التصنيفين مُختلفين عن بعضهما للبعض، لكنها بشكل عام سعيدة بتواجد مساحة للسرديات الأدبية في التنافس، حيث تتذكر الجدل الذي حدث بعد فوز كتاب "المولودة" للكاتبة والمخرجة نادية كامل عام 2019 في فرع كبار الأدباء"وقتها الناس قالت إن دي مش رواية، ده سرد"، وكتاب المولودة يحكي السيرة الذاتية الخاصة بعائلة نادية كامل، وتتمنى راندا أن يتم فصل الفرعين العام المُقبل "لأن النقد الأدبي مهم ومش كتير بيعرفوا يعملوه".
فيديو قد يعجبك: