لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بـ"منطقة سرية"| قصة إعلان بيع قصر ملكي بمصر.. وعلاقته بإسرائيل وتيران وصنافير

08:42 م الأحد 30 أكتوبر 2022

كتب- محمود الشال:

قصر ملكي، يقع داخل منطقة سرية محظورة على العامة. بهذه الميزة النوعية أعلنت صفحة عامة غير موثقة على "فيسبوك"، عن بيع القصر الذي وصفته بالفخم، ودلّلت على هذا الوصف بسرد مميزاته، التي حددت أبرزها التالي: عواميده وأنتيكاته واكسسواراته مطلية بالذهب، وأرفقت أدمن الصفحة 19 صورة للقصر؛ تفاعل معها الآلاف من رواد موقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تجاوز التفاعل مع البوست الأول، أكثر من 50 ألف متابع ما بين مشاركات وتعليقات ورياكت.

بخلاف التفاعل على صفحات أخرى وحسابات شخصية، يتجاوز عددها 7 آلاف صفحة وحساب، تناقلت الإعلان على مدار 30 يوماً الماضية.

تفاصيل القصر المعروض للبيع، حددتها الصفحة العامة التي نشرت الإعلان وتحمل اسم "فسح مصر"، كالتالي: يقع على مساحة 80 ألف متر، منها 8 آلاف متر مقام عليها مبنى القصر الذي يتوسط حديقة مساحتها 15 ألف متر، ويضم القصر 3 مهابط للهليكوبتر، و9 حمامات سباحة، وبحيرة خاصة (لاجون) على مساحة 30 ألف متر؛ تحتوي على دلافين وأسماك "كوي" نادرة، و3 ملاعب "جولف وتنس وبولو"، و3 مزارع "خيول ونعام وطاووس"، وجراج يسع 150 سيارة، و30 غرفة للسائقين والطباخين والخدم.

اختتم المنشور بتنويه، يؤكد أن قطعتي الأثاث المتواجدتين ضمن محتويات القصر (بيدمنتون شيست ودراجونز شير)، والمقدر ثمنها بـ 40 مليون دولار، بمزاد "بونهامز" بشهادات موثقة، ليس ضمن السعر المعلن لبيع القصر الذي حدد ثمنه بـ 2 مليار و200 مليون جنيه إسترليني، مطالباً من يرغب في المعاينة على الطبيعة بأن يدفع رسوم جدية 1000 دولار.

وتحفظت الصفحة والقائمون عليها على ذكر مكان القصر، مؤكدين أنه "سري" ولن يُفصح عنه إلا بشروط وعند جدية الشراء.

فما هي حقيقة القصر المعلن بيعه؟ ومن هو مالكه وأين يوجد؟ ما هي حكاية عرضه للبيع؟ وما هي ماهية الصفحة التي أعلنت عنه؟، ذلك ما نرصده في هذا التقرير

بعد ثلاثة أيام من تداول الإعلان وسخرية بعض المتابعين من دفع مبلغ 1000 دولار لجدية الحجز، استبدل أدمن الصفحة المبلغ الذي حدده لجدية الحجز، بالتالي: نظراً لكثرة الاستفسارات وطلبات المعاينة تعتذر الصفحة عن قبول طلبات الشراء والاستفسار، مؤكدا أن المعاينة مجانا والإعلان غير هادف للربح، وأن الوسيط الوحيد والمسموح له بالتواصل مع المالك الأصلي هو الدكتور رامي، وسيكون التواصل معه من خلال البروفايل التالي: https://www.facebook.com/soulwhisper62

وبتصفح الحساب الشخصي أو البروفايل المرفق بالمنشور، يتضح أنه حساب غير نشط ولا يوجد عليه أي محتوى بخلاف صورة واحدة، نشرت في أكتوبر 2020 وأعيد نشرها في سبتمبر الماضي، بينما صورة البروفايل لشخص يعرف نفسه بـ "رامي عدلي"، كما أكد خلال تواصلنا معه من خلال الصفحة.

ورفض "رامي" الإفصاح عن مكان القصر، أو الكشف عن هوية صاحبه، الذي اكتفى بالقول إنه صديق شخصي له، مؤكدا أن كافة المعلومات الدقيقة عن القصر، مثل موقع القصر ومالكه، سيتم الإفصاح عنها بعد سداد رسوم 1000 دولار، إضافة إلى توقيع إقرار "خصوصية"، لحفظ البيانات عن القصر وصاحبه.

بسؤاله عن اختيار صفحة غير متخصصة أو غير موثقة أو مشهور لنشر الإعلان كان رده: "ده ما يفرقش في حاجة، المهم أنه وصل للناس"، انتهت المحادثة معه بالاستجابة لإرسال مزيد من الصور الخاصة بالقصر.

وبالعودة إلى الصفحة العامة التي نشرت الإعلان، وتحمل اسم "Egypt outings فسح مصر"، كمحاولة لمعرفة مزيد من المعلومات، أظهر تصفحها الأولي، أنها ليس لها علاقة بسوق العقارات، وجميع منشوراتها خلال الشهر الماضيين عبارة عن إعادة نشر مواد إخبارية ليس لها سياق عامة، ولم تعلن عن أي عقار من قبل.

وبالاطلاع على المعلومات الخاصة بهوية الصفحة، كما تظهرها خانة الشفافية، يظهر تغيير اسم الصفحة التي أنشئت في 9 أبريل 2016، وكانت تحمل اسم "تيران وصنافير أرض مصرية"، وبعد ثلاثة أيام عدل اسم الصفحة إلى "الصفحة الرسمية للجزر المصرية تيران وصنافير"، وبعد مرور 6 سنوات تغير الاسم " Egypt مصر"، في 2 مايو 2022؛ وبعد مرور 22 يوما من هذا التاريخ، تغير اسم الصفحة للمرة الثالثة إلى"Egypt outings فسح مصر".

شفافية الصفحة

باستخدام أداة "socialblade" لتحليل مستوى التفاعل على الصفحة، يتضح أن معدل التفاعل تضاعف بعد نشر الإعلان، من الزيادة بمعدل 3 متابعين يوميا، إلى متوسط 70 متابع يوميا، في الفترة التي تلت نشر الإعلان.

الصور التي وصلتنا من البروفايل الذي يحمل اسم "رامي عدلي"، والصور المنشورة على الصفحة العامة التي نشرها الإعلان، بحثنا عنها على محرك جوجل والمتصفح الروسي يانديكس، للتحقق منها ومعرفة مصدرها، لنكتشف أنها لأحد القصور المرموقة والأعلى سعرا في العالم، يقع في إسرائيل، ووفق مجلة Castles Magazineالوسيط العقاري والمتخصصة في بيع القلاع و القصور حول العالم.

تقرير آخر لموقع FINEST RESIDENCES، المتخصص في بيع العقارات الفاخرة، يؤكد أن القصر سعره يقدر بـ 250 مليوناً ونصف المليون دولار أمريكي، وليس بـ 2 مليار و200 مليون جنيه إسترليني، كما ذكر الإعلان على صفحة "فسح مصر".

ويقع القصر في مدينة كيساريا بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وإليها ينسب القصر في أغلب الإعلانات التي نشرت عنه إذ تُعرفه بـ "قصر كيساريا"، ويطل على البحر الأبيض المتوسط جنوب مدينة حيفا.

finest

القصر مملوك لرجل الأعمال الروسي فاليري كوجان، وهو أحد المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، بحسب تقرير نشر على موقع "إسرائيل اليوم" في 2020، وكان الملياردير الروسي وقتها يعرض قصره للبيع بمبلغ 250 مليون دولار، وخفض السعر إلى 195 مليون دولار، بعد الفشل في بيعه على مدار عامين.

إسرائيل اليوم

ويوضح تقرير "إسرائيل اليوم" أن أبرز المهتمين بشراء القصر الذي يقع بالقرب من قصر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، في "كيساريا" جنوب مدينة حيفا؛ الهندي غوتام أداني، خامس أغنى رجل في العالم، ويشرف على عملية بيع العقار والتسويق له شركة (Sotheby's Israel Real Estate).

صورة الموقع الرسمي للشركة

الشركة بدورها كلفت "شيلي بيلرز" كوكيل عقاري مسؤول عن بيع القصر، كما يوضح الموقع الرسمي للشركة في آخر تحديث حول القصر الذي ما زال معروضاً للبيع، وتؤكد البيانات أن سعره انخفض مرة أخرى إلى 149 مليوناً ونصف المليون دولار.

الوكيل العقاري

لم يتوفر عن القصر الكثير من الصور الخارجية لتحديد موقعه، إلا الصورة الأولى تقول أن القصر قريب من شاطيء البحري، لذلك حصرنا البحث من خلال جوجل إيرث على الشريط الشاطئي لمدينة كيساريا، الصورة الثانية تعود لأثناء بناء القصر، وبها مصفوفة أعمدة على شكل نصف دائرة يتوسطها تمثال، إضافة إلى ببنايتين كبيرتين بينهما مسبح، وجميع الأوصاف وجدناها بواسطة جوجل إيرث في النقطة الأحداثية (32°31'18.5"N 34°54'14.4"E)والتي تبعد 500 متر عن شاطيء بحر كيساريا.

قصر كيساريا، بدأ بناء القصر في عام 2012 واستمر ما يقرب من ثلاث سنوات، مستوحى من الفن الباروكي، بأسلوب ملكي ينعكس في عناصر التصميم مثل الزخارف الذهبية عيار 14 قيراطاً، ومزين بأحجار الكريستال، ومجموعة من الإضافات التكنولوجية المتقدمة مثل نظام المنزل الذكي المتقدم.

يرتبط القصر بإثارة الجدل، حتى قبل بنائه، حيث اشترى كوجان الأرض المبنى عليها القصر في عام 2008، بإجمالي 17 مليون دولار، وسط انتقادات كبيرة من خبراء أسواق العقارات في إسرائيل للصفقة التي أدت لجنون الأسعار في سوق العقارات في إسرائيل.

وأنفق الملياردير الروسي فاليري كوجان على بنائه ربع مليار دولار أمريكي، وفق موقع ديلي ميل، الذي يؤكد كوجان المُصنف بأغنى رجل أعمال في روسيا عام 2014، بصافي ثروة 2 مليار جنيه إسترليني، ويبعد شاطئ البحر الخاص بالقصر مسافة 500 متر عن مبنى القصر، وفقاً لجوجل إيرث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان