في "رحلة تساؤل".. 35 قصة كتبها أطفال عن الفقد والإدمان
كتبت-رنا الجميعي:
عبر رحلة بحث خاضها أطفال في سن يتراوح بين 9 إلى 17 عام، نجحوا في كتابة قصص تُجيب عن أسئلتهم الشخصية، كان ذلك نتاج كتاب "رحلة تساؤل"، الصادر حديثًا عن دار نشر أوتو ميديا.
لمدة شهر ونصف خلال العام الماضي انضم 350 طفل للمبادرة المُجتمعية التابعة لـ"EducQuest"، وتقول نورهان جمال المدير التنفيذي للمبادرة إن ذلك هو العام الثاني للنشاط المعنيّ بتعليم الأطفال عبر البحث والاستكشاف، وينضم الأطفال عبر استمارة يتم ملؤها بدون أي شروط، سوى "إنهم يقولولنا أربع أسئلة شاغلة بالهم"، ومنذ السنة الأولى للمبادرة تحاول ضمّ أكبر عدد من الأطفال إليها، ففي السنة الأولى شارك 200 طالب، وزاد عددهم إلى 350 في الموسم الثاني "وبنطمح الأعداد تبقى مضاعفة السنة الجاية".
وينضم الأطفال إلى رحلة البحث تحت إشراف عدد من المُيسرين المتطوعين "اللي بيتم تدريبهم على إيد دكاترة متخصصين في التربية والتعليم والتعليم الإلكتروني"، وعبر أربعة لقاءات جماعية يتعلم الصغار مصادر البحث المُختلفة، وهم؛ الزيارات الميدانية والكتب واستشارة المتخصص والإنترنت، ويتم تدريبهم على الكيفية التي يحصلون بها على المعلومات "وبنحاول نوصلهم إن التعلم مختلف عن الدراسة، وازاي يكونوا مبسوطين وهما بيدوروا على الأسئلة الشخصية"، كما تذكر نورهان.
لا يسأل الأطفال أسئلة مُباشرة أو تقليدية أبدًا، فكما تقول نورهان إن الصغار يستكشفون أعمق الأسئلة الخاصة بهم على مدار رحلة الخاصة بهم "وكل ما نقرب منهم بتبقى الأسئلة تخصهم أكتر"، وتحديدًا تكون أسئلة لها علاقة بما يتعرضوا له في حياتهم الشخصية.
فإحدى القصص المنشورة في الكتاب عن تجربة طفلة فقدت جدّها، والقصة بعنوان "فقدان عزيز"، فقد كان السؤال التي يدور في ذهن الصغيرة - كما تذكر نورهان - هو "كيف أتعافى من تجربة موت قاسية؟"، وسأل طفل آخر عن الأسباب التي تجعل الشخص مُدمنًا "وأدركنا من السؤال إنه يبدو إنه شخص في العيلة تعرض لتجربة إدمان.
لا يقتصر التدريب على اللقاءات الجماعية فحسب، بل يقوم الميسر بلقاءات فردية مع كل طفل "لأن كل واحد فيهم بيخوض رحلة إجابة عن سؤال مختلف"، وتتم اللقاءات عبر منصة تواصل يختارها الطفل وتحت إشراف المسئولين بالمبادرة، وتنتهي الرحلة بوصول الطفل للإجابة عن سؤاله وصياغتها على شكل قصة يتم نشرها على الموقع الخاص بالمبادرة، وبالإضافة إلى ذلك تختار لجنة تحكيم من أساتذة متخصصين في التعليم والتربية من مصر وخارجها "ويختاروا القصص اللي بيتم نشرها في الكتاب".
المبادرة تُحاول جاهدة تغيير نمط تفكير الطفل، وإثبات أن هناك طرق مختلفة للتعلم، وتؤمن نورهان بالطاقة الإبداعية لدى الأطفال ومهاراتهم المختلفة "لكن عايزين الوقت والفرصة اللي تخلي المهارات دي تطلع"، وهو ما توفره المبادرة، وتعلّمه للأطفال المشاركين في الورشة، مثلما تعلّم أحد الأطفال عن مادة الأحياء وفكرة الموت عبر سؤاله الخاص بالموت، وآخر تعلّم عن الإدمان بسبب سؤاله "التعليم الحقيقي إنهم يتعلّموا حاجة يقدروا يستدعوها ويطبقوها في المجتمع بعد كدا، مش إنه ياخد مواد زي العربي أو الحساب بشكل منفصل وميعرفش ده هيلمّس ازاي معاه في حياته".
فيديو قد يعجبك: