أفريقيا بريشة فنانيها".. معرض فني جديد بقصر الأمير طاز"
كتبت- مروة محيي الدين
داخل إحدى قاعات قصر الأمير طاز تحت الأضواء الخافتة يُعرض عدد من اللوحات التي رسمها كوكبة من الفنانين التشكيليّن الأفارقة، تنوعت المشاركة لتمزج بين ثقافات متعددة من دول أفريقيا، وتبرز ملامح حضارة كل بلد كما تعبر عن ثقافتها وتقاليدها غير المعروفة للبلد الآخر.
تُعد لوحات معرض "أفريقيا بريشة فنانيها" الذي يضم 78 لوحة نتاج للدورات السابقة التي أقامها صندوق التنمية الثقافية ضمن ملتقى الأقصر الدولي برعاية وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، وعماد أبو زيد، قومسير الملتقى، وبدأ المعرض من 17 فبراير الجاري ويمتد إلى 2 من شهر أبريل.
شارك فتحي عفيفي، الفنان التشكيلي، بلوحة فرعونية ممثلة في أواني فخارية توضح طريقة حفظ المصريين القدماء لأحشاء الموتى، وكيفية تحنيطها قديمًا.
تلك المرة الأولى التي اتجه فيها الفنان إلى رسم لوحة مرتبطة بالعصر الفرعوني، حينما سنحت له الفرصة للمشاركة في الدورة الـ 14 من ملتقى الأقصر الدولي، من خلال السفر إلى الأقصر باعتبارها أنسب مكان لنقل ما يشاهده "أنا مولود في السيدة زينب بيئة ومناخ تاني بعيد عن الحضارة الفرعونية"، يحكي لمصراوي.
فكان هدف الفنان هو أن يبرز جزءًا من حضارة مصر القديمة "كنت عايز أشوف جدودي العظام عملوا إيه"، ساعده الترحال مع الفريق أثناء التحضيرات للوحات "بالنسبالي قعدت فترة لحد ما في خيط رفيع بين أنا مصري وأروح كسائح، نظرة السائح غير الأجداد".
شعر عفيفي بصعوبة تشييد القدماء المصريين "كنت مبهور بحضارتنا.. احنا نيجي إيه جمب المقابر والتماثيل والمعابد مش عارفين نوصل للعظمة دي"، باستثناء الفنان أحمد شيحة –أحد المشاركين في المعرض-إذ يقول "الوحيد اللي عرف يفصص اللغة الفرعونية ويحولها إلى لغة تشكيلية باحتة، كل فنان له تيمة بيجري وراها ومؤمن بيها".
منذ الثمانينات خاض الفنان عفيفي تجارب كثيرة لكن تجربة أفريقيا بريشة فنانيها كانت خاصة وثرية بالنسبة له "كلهم أفارقة أضفوا الروح الجميلة واحتكاك الحضارات القديمة والثقافة بتثري الفنان وتجربته وبتقرب الشعوب من بعضها".
غير أن الجمع بين هؤلاء الفنانين أنتج أفكارًا وصنع ذكريات مميزة خلف كواليس المعرض، فلم ينس زميله التشكيلي من جنوب أفريقيا خلال رحلة الأقصر "كل ما نروح مكان يرسمنا كلنا" حتى تظل الصورة التذكارية التي جمعتهم في ملتقى واحد.
تأثر الفنان عفيفي برحلته إلى الأقصر لدرجة يتمنى لو أُنشأ فرع آخر من كلية فنون جميلة المتواجدة منذ 120 سنة على حد قوله "عشان ميحصلش انفصام بين الفنان العايش دلوقتي والحضارات القديمة".
فيديو قد يعجبك: