كبير مفتشي "أبوسمبل" يروي كواليس "التعامد الفريد" بأسوان (حوار)
كتب- محمد مهدي:
اتجهت أنظار العالم أول أمس إلى محافظة أسوان وتحديدا نحو معبد أبوسمبل لمتابعة ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني وسط تواجد الآلاف من السائحين الذين حرصوا على القدوم من بلادهم ليتسنى لهم معايشة تلك التجربة الفريدة التي شهدت تجهيزات خاصة من وزارة السياحة والآثار وهو ما يسرده أحمد مسعود، كبير مفتشي آثار أبوسمبل في حواره مع مصراوي.
وكانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت في وقت سابق عن إقامة احتفالية كبرى داخل ساحة معبد أبوسمبل ضمن السياسة التي تنتهجها الوزارة للدعاية والترويج السياحية خاصة مع ظهور تعامد الشمس في تاريخ لن يتكرر مرة أخرى وهو 22 فبراير 2022، وهو ما ساهم في وصول عدد زوار المكان في لحظات التعامد إلى 6 آلاف شخص من جميع دول العالم، وفقا لمسعود.
وبحكم عمله كان كبير مفتشي آثار أبوسمبل حاضرا في كافة الخطوات من بينها التجهيز للاحتفالية التي أُقيمت ليلة التعامد "تجهيز الساحة الأمامية للمعبد لاصطفاف القادمين لمشاهدة العرض فضلا عن تنظيف الأرضيات وأعمال التجميل وصيانة الإضاءة وجرى تزويد المنطقة بـ 12 مولد كهرباء ونشر العلم المصري في الأنحاء" بجانب تجهيز شاشة عملاقة لعرض الاحتفالية واستخدامها في اليوم التالي لمهمة أكبر "نقل ظاهر التعامد لحظة بلحظة لجميع الزوار".
سادت حالة من البهجة، بحسب رواية مسعود، خلال تقديم الاحتفالية في ساحة معبد أبوسمبل، حيث شهدت عروض عدد من الفرق الفنية المصرية والأجنبية، بينما انتشر عشرات من الشباب المتطوعين في كل شبر "للمساعدة في عملية تنظيم وتوجيه الجمهور القادم للحفلة" فيما اندمج الحضور مع الأجواء الحماسية في المعبد العتيق "كانت أجواء كرنفالية، الناس كلها كانت سعيدة" في حضور عدد من المسؤولين من بينهم وزير ي السياحة والآثار والثقافة والأمين العام للآثار.
وبحسب بيان لوزارة الثقافة فقد أخرج الفنان هشام عطوة الحفل بإطلاق البالونات الطائرة المضيئة لتزيين وتجميل سماء أبو سمبل فى رسالة حب وسلام للعالم أجمع من معبد أبو سمبل وتم تقديم أوبريت "موال الشمس" كلمات والحان محمد مصطفى ، تصميم استعراضات محمد القذافي، وشارك فيه 350 فنانا من مصر ودول العالم، وقدم باللغتين العربية والإنجليزية مستعرضا قصة إكتشاف معبد الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل.
في الصباح الباكر كان الصفوف كبيرة أمام معبد أبوسمبل في انتظار الدخول لحضور ظاهرة التعامد على قدس الأقداس، الجميع مشدوهة ناحية تمثال رمسيس الثاني، البعض ينظر في ملصقات دعائية أو كتب تروي لهم قصة هذا الاكتشاف المبهر " المعبد يعود إلى عصر الملك رمسيس الثاني واشتهر بظاهر فلكية فريدة هي تعامد الشمس في توقيتات محددة على وجه التمثال، تم اكتشافها في أواخر القرن الـ 18" لذلك تحتفل مصر بالأمر في شهري فبراير وأكتوبر من كل عام.
ومن أجل انسيابية الحركة في المعبد رغم تكدس الزوار كان لابد من إعداد المنطقة لهذا الحدث الكبير" صيانة الطريق الحجري المؤدي للمعبد وإضافة لوحات إرشادية وعلامات توضيحية ومظلات واستراحات للزوار، وأعمال ترميم وصيانة للمكان بمشاركة إخصائي ترميم آثار أسوان" فضلا عن صيانة الموصل للبواخر السياحية بمسافة كيلومتر من المعبد عن طريق تطهيره من الحشائش وتسويته باللوادر والمعدات الثقيلة وزيادة المساحة الخضراء وإضافة زراعات تجميلية جديدة.
خضع المعبد أيضا لتطوير منظومة الإضاءة الداخلية والخارجية واستبدال وحدات الإضاءة القديمة آخرى بمعايير حديثة، كما يسرد كبير مفتشي آثار أبوسمبل لمصراوي " وصيانة أجهزة الشفط بالقبة الخرسانية والمسؤولة عن تجديد الهواء داخل المعابد، إنشاء وتجهيز منطقة مخصصة لتمركز وانطلاق سيارات الجولف. وإضافة 3 سيارات كهربائية كبيرة وتزويد ساحة المعبد بدورات مياه متنقلة صديقة للبيئة" وتشغيل منظومة التذاكر الإلكترونية لأول مرة في أبوسمبل.
ويُعدد مسعود لمصراوي فوائد منظومة التذاكر الإلكترونية "تساهم في تحسين تجربة الزائرين من المصريين والسائحين أثناء زيارتهم وإسراع عملية دخولهم المعبد وجعلها أكثر سهولة و يسر، ويعمل في الوقت ذاته على معرفة أعداد الزائرين بشكل دقيق بما يساهم في إحكام الرقابة على عملية الدخول والخروج" كما تحد من التزاحم أمام البوابات والمداخل الرئيسية، ويمكن حجزها عن طريق الإنترنت بدلا من تكبد معاناة الحصول عليها داخل أبوسمبل.
وعقب انتهاء توقيت التعامد، ظهرت علامات الفرحة على وجوه زوار معبد أبوسمبل بينما يغادرون المكان، كانت ردود الفعل طيبة للغاية عن الحدث الفريد "من بينهم سائح أمريكي اسمه (ألس) جاء لمصر رغم إعاقته وتركيب أطراف صناعية، سعداء بموقفه وفرحته بالتواجد بمصر في زيارته الأولى لها ورغبته في عمل جولة في المواقع الأثرية المميزة في مختلف المحافظات" فيما يُشعر بالفخر للمجهود المبذولة في أحد أجمل بقاع الأرض على يد رجال الآثار المصرية خلال الآونة الأخيرة.
فيديو قد يعجبك: