حُلم كرة القدم.. أصدقاء "زياد إيهاب" سيُكملون الطريق
كتبت-رنا الجميعي:
يعضّ مصطفى أمين على شفتيه ندمًا؛ حين يتذكر أمنيته التي رددها بينه وبين نفسه "كنت لسة هكلمه وأقوله إني بفكر أدخل اختبارات نادي الأهلي وألعب معاه ونونس بعض"، غير أن رحيل زياد إيهاب، حارس مرمى الأهلي للناشئين، مُبكرًا جدًا عن تحقيق الأحلام حال بين تنفيذ صديق عُمره للأمنية الرقيقة، لكن مصطفى انتوى في قرارة نفسه السير في نفس طريق زيزو-الاسم الذي يناديه به أصدقائه-، حتى يفرح صديقه كما كان أمين يفخر به خلال عُمر صداقتهم "هو الوحيد اللي شِقي فينا".
في الخامسة من صباح الأحد الماضي، استيقظ أهل شارع الفرن بمنطقة عين شمس على صوت ارتطام، سارعوا لمعرفة السبب في ذلك، وجدوا جثمان زيزو مُلقى على الأرض، وقالت النيابة العامة في بيانها على صفحة الفيسبوك إن زياد قام بإلقاء نفسه بشكل مفاجئ من أعلى العقار الذي يُقيم به.
يسكن زيزو في شقة بالطابق الخامس في العقار المؤلف من 12 دور، وفي نفس الشارع يعيش أيضًا صديقه أمين، الذي يعرفه منذ الطفولة "بقالنا 14 سنة عارفين بعض"، حُب كرة القدم جمع بينهما، فيقضوا ساعة يوميًا في لعب الكرة داخل مركز شباب عين شمس "كنا خمس صحاب دايمًا نلعب مع بعض".
لم تكن كرة القدم بالنسبة لزيزو مُجرد هواية لقضاء الوقت، كانت حُلمًا يريد السير ورائه، بفضل والدته سهير التي غرزت في نفسه التصميم والإرادة "روحه كانت في أمه، وهي اللي كانت بتقوله يلعب كورة وتجري وراه في النوادي" يذكر أمين، من مركز شباب عزبة النخل إلى نادي النصر إلى نادي الأهلي، سعى زيزو حتى رأى أحلامه تتحول لحقيقة أمامه "كان حلمه النادي الأهلي"، حتى أنه-بحسب أمين- نجح في اختبارات الدخول إلى نادي إنبي "لكن أبوه عم عُمر سحب ورقه ووداه للأهلي".
يشعر أمين بشوكة في قلبه تنغزه، كلما تذّكر أن لمّة الأصدقاء التي اعتادت اللقاء داخل مركز شباب عزبة النخل نقصت فردًا "كنا متعودين نتجمع ونتكلم في الكورة"، ولن يتحدث زيزو بعد الآن عن فرحته بفوز ناديه، كما كان في المباراة التي لعبها أمام الزمالك منذ أسبوع في عُقر دارهم "كان مبسوط أوي إنه تصدى ليهم وكسبوا الماتش"، ولا عُن حزنه حين الهزيمة، ففي المباراة الأخيرة أمام الاتحاد السكندري خسر الفريق.
لم يعتاد زيزو الحديث كثيرًا في أي شيء عدا كرة القدم "كان كتوم جدًا"، سيفتقد أمين انفعاله حينما يشعر بالفرح لفوز ناديه "كان دايمًا يوريني الفيديوهات وهو بيلعب وازاي بيتصدى للهجوم"، وكان حلم زيزو أن يصبح مثل محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي.
كان أمين يفتخر دومًا بزيزو، فمن بين شلّة الأصدقاء كان زيزو هو أكثرهم إصرارًا، كذلك صديق آخر لهم يلعب في نادي الإنتاج الحربي، كان أمين يسير برفقة زيزو في منطقتهم بزهو شديد "وبقول لكل اللي أعرفهم عنه"، يحكي الصديق أن زيزو لم يكن يُبادر بالكشف عن مكنون نفسه "كان لازم أنا أسأله"، وفي بيان النيابة العامة ذكرت حُزن الشاب بسبب رفض والده طلبه الزواج بإحدى الفتيات، لكن أمين لا يستوعب ذلك "زيزو عُمره ما يعمل كدا عشان بنت، ده أعقل واحد فينا".
ومما يعرفه أمين عن صديقه أن حُزنه كان مُنصبًا أكثر على حلم حياته كرة القدم، بالذات حينما يجلس على دكّة الاحتياطي "ده كان بيزعله"، رأى أمين ذلك في الفترة التي جاء فيها حارسين مرمى جُدد للنادي "وقتها مكنش بيلعب أساسي"، غير أن ثقته بنفسه لم تهتز بسبب تلك الظروف "كان واثق من نفسه وعارف مستواه"، وكان كابتن سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادي الأهلي، يُشجّعه طوال الوقت "كان بيقول إن كابتن سيد بيحبه أوي وبيقوله إنه أحسن لاعب دربه".
بعد شهرين من الآن كان زيزو ليُتمّم عامه الثامن عشر، فقد كان عيد ميلاده في 12 من مايو القادم، وكان سيُكمل السير في طريق أحلامه، غير أن قضاء الله نفد، ونقصت جلسة الأصدقاء أحد أفرادها، وخلا مقعده من حرارة جسده وروحه العالية، ولكن رُبما تتحقق أحلامه على يد أمين وبقية الرفاق الذين اجتمعوا على حب كرة القدم.
فيديو قد يعجبك: