المتداول عن أصل المصريين ليس حقيقيا.. ناشيونال جيوجرافيك أوقفت المشروع منذ 3 أعوام

كتبت - مها صلاح الدين:

منذ أكثر من عام انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، نتائج دراسة نسبت إلى مشروع يسمى "Genographic"، ينسب إلى مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك، لتحليل التركيب الجيني للبشر، ومعرفة أصول كل جنسية، والتي زعمت أن المصريين، 17% منهم فقط عرب، و68% من جيناتهم تنتمي إلى شمال أفريقيا، و3% منهم من جنوب أوروبا، و3% من آسيا الصغرى، و3% من شرق أفريقيا، و4% من اليهود.

بمزيد من البحث المعمق والتدقيق، في أصل وجود المشروع، تبين أن مشروع Genographic بدأ بالفعل في عام 2005، وهو مشروع بحثي نفذه الفريق العلمي التابع للجمعية الجغرافية الوطنية "ناشيونال جيوجرافيك" للكشف عن أنماط الهجرة البشرية، وارتباط جيناتهم بالأصول الجغرافية.

تعرف ناشيونال جيوجرافيك المشروع بأنه "محاولة طموحة للمساعدة في الإجابة على الأسئلة الأساسية حول من أين أتينا وكيف أتينا لتعبئة الأرض".

استخدم Geno 2.0 تكنولوجيا متطورة لبناء صورة أكثر اكتمالاً للتاريخ الجماعي للبشر. وفحص المشروع ما يقرب من 300.000 عينة مختلفة من الحمض النووي DNA ، والتي تقدم معلومات غنية ذات صلة بالأصول، وفقًا للصفحة المشروع على الموقع الرسمي للمؤسسة.

بدأت المرحلة الأولى من مشروع "Genographic"، في عام 2005 ، عبر 11 فريقًا علميًا إقليميًا عالميًا قاموا بجمع العينات وتحليل الحمض النووي في مناطقهم القارية الخاصة بهم. بالإضافة إلى ذلك، شارك أكثر من 470.000 فرد من الجمهور في المرحلة الأولى من المشروع.

أعيد إطلاق المرحلة الثانية، في عام 2012 باسم Geno 2.0، عبر تحليل الحمض النووي لـ 275000 شخص.

وقسمت ناشونال جيوجرافيك النتائج إلى تصنيفات جغرافية - أي ليس لها علاقة بالتصنيفات البشرية أو الأديان، بل انحصرت النتائج في التصنيفات " شعوب شرق آسيا، شعوب البحر الأبيض المتوسط، شعوب جنوب أفريقيا، شعوب جنوب غرب آسيا، شعوب أوقيانوسيا، شعوب جنوب شرق آسيا، شعوب شمال أوروبا، شعوب إفريقيا جنوب الصحراء، وشعوب القارات الأمريكية الأصليون.

كانت المشاركة في المشروع، والحصول على نتائجه مدفوعة، وتوقف ناشيونال جيوجرافيك عن بيعها في 31 مايو 2019.

ووفقًا للإشعار المنشور مسبقًا على موقع Genographic، تم إيقاف موقع Geno ولم تعد النتائج متاحة.

وبالتالي، لا يوجد أي نتائج موثقة متاحة منشورة منقولة عن المشروع - المدفوع في الأساس، ولا يوجد أي دليل على تصنيف البشر - والمصريون على وجه الخصوص - وفقًا لانتمائاتهم الدينية أو العرقية - بينما كان الهدف الأساسي من المشروع، هو التصنيف الجغرافي فقط، ورسم خريطة الهجرة الجغرافية عبر التاريخ.

الخميس الموافق 3 مارس 2022، راسلنا ناشيونال جيوجرافيك للاستفسار عن دقة ما هو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنسوب إلى نتائج مشروع "Genographic"، وعن أسباب توقف المشروع، وجعل نتائجه غير متاحة على الشبكة العنكبوتية سواء على موقع ناشيونال جيوجرافيك أو على موقع المشروع، لكننا وعلى الرغم من تلقينا رد تلقائي، يؤكد أننا سيتم الرد على استفسارنا في أقرب وقت، إلا أننا لم نتلقى ذلك الرد حتى توقيت نشر القصة.