بعد عناء طويل.. قصة إجلاء مواطن مصري من أوكرانيا على أيدي الجالية المصرية

كتبت-مروة محيي الدين:

كان ظهر الأمس حينما استقبلت الجالية المصرية شريف عبد المحسن على أرض دنيبرو الأوكرانية، بعد أشهر قضاها وأُسرته تحت القصف الروسي الأوكراني طال مدينة ليمان - محل سكنه- في دنباس شرق أوكرانيا. تبدّل الحال، عقب إدراكه أنه ابتعد عن القصف "كان سعيد جدًا وفي نفس الوقت مرهقين جدًا، وفي حالة قلق وتعب نفسي"، يصف أحمد السعيد نائب رئيس الجالية المصرية بأوكرانيا الوضع في تصريحات لمصراوي.

تمكنت الجالية المصرية في أوكرانيا بالتنسيق مع السفارة المصرية من إجلاء المواطن المصري شريف عبد المحسن، وزوجته الأوكرانية إيرينا ووالدتها، من مدينة ليمان -أكثر مدن أوكرانيا اشتباكا- إلى دنيبرو بأوكرانيا.

قبل أسبوع تلقى أحمد السعيد، نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، اتصالًا هاتفيًا، من شريف، يستغيث بهم، لإنقاذهم من هول ما يعيشوه بصوت "قلقان وتعبان ويائس ومش عارف يعمل إيه".

أثناء المكالمة حكى له عن وضعهم داخل المخبئ الذي استقر فيه منذ إعلان الحرب "قالي سيئ جدًا"، كانت المواد الغذائية على وشك الانتهاء، فكانوا يعتمدون على الجيران من المنطقة "بيساعدوا بعض بالأكل"، طوال فترة وجودهم بالمخبئ كانوا "معتمدين على أكل مخزنينه من قبل الحرب".

قال السعيد إن الخروج من المخبأ لم يكن سهلًا بالنسبة "لكون الاشتباكات شغالة الصبح وبالليل"، وقت توقف إطلاق النار خرج شريف، لعدم توافر شبكة الانترنت، مُتجهًا إلى منزله القريب من المخبئ، ليجمع بعض الطعام، كما حاول التوصل إلى إدارة صفحة الجالية المصرية، للاستغاثة، خوفًا على زوجته ووالدتها المُسنة.

حينما أجاب السعيد على هاتفه كان صوت القصف حوله و"حالته النفسية وحشة جدًا"، منذ بداية شهر رمضان كان الرجل الأربعيني "يفطر على المياه فقط"، أثناء السحور كان "بيتسحر مُعلبات"، يُصلي في المخبئ، مع سماع صوت القذائف. حاولت طمأنته "هنتواصل معاك بس هنحتاج كام يوم لتأمين طريق عشان ميكنش في مخاطرة في السفر".

قبل أن يعود إلى المخبأ اتفقنا عند توقف الاشتباكات "لو عنده إمكانية الخروج لمدة دقايق للتواصل معانا ويطمنا عليه"، كان يفعل ذلك كل يومين، يبلغنا أخباره "واحنا نتابعه بالتنسيق في إجلائه". يقول نائب رئيس الجالية لمصراوي.

حاولت الجالية المصرية التنسيق مع السفارة المصرية في كييف لإجلاء شريف وأسرته، والتي بدورها أبلغت حكومة أوكرانيا بموعد إجلائهم "بحيث يكون في تأمين"، اتفقنا مع سيارة لنقلهم، فكان الطريق الآمن للسفر دنيبرو "لأنها أقرب مدينة شبه آمنة من منطقة الدنباس"، ظلت السفارة على تواصل خلال السفر 5 ساعات.

استقبل مندوب الجالية المصرية المواطن شريف وأسرته، كما وفر لهم غرف للإقامة في أحد فنادق مدينة دنيبرو، مؤكدا أنه سيتم إجلائهم إلى أحد مدن غرب أوكرانيا "اللي تعتبر أمان بنسبة كبيرة"، التي تبعد عن منطقة دنباس بـ 22 ساعة "وفي الظروف الحالية ممكن 35 ساعة"، بعد أن يستريحوا من عناء ما عايشوه.