مصراوي يحاور الفائزة بأفضل رسالة دكتوراه بجامعة أمريكية
حوار- محمد مهدي:
لحظات مفعمة بالسعادة عاشتها الباحثة المصرية هبة السيد قنديل عقب فوزها بجائزة John M. Houchens for Outstanding Dissertation لأفضل رسالة دكتوراة لفصل الربيع مايو 2022 من جامعة لويزفيل الأمريكية. والتي تركزت حول التشخيص المبكر لمرض ضغط الدم المرتفع عبر استخدام الذكاء الاصطناعي "فخورة بالإنجاز اللي تم تحقيقه، دلوقتي حسيت إن المجهود اللي عملناه خلال الـ 5 سنين اللي فاتوا كان له صدى حقيقي" تقولها قنديل بحماس شديد في حوارها مع مصراوي.
كانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد احتفت في بيان رسمي بإنجاز قنديل التي تعمل مدرسا مساعدا بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة المنصورة، ورحلتها العلمية منذ حصلت على بعثة خارجية عام 2016 لدراسة الدكتوراة في كلية الهندسة بجامعة لويزفيل الأمريكية والتحاقها بمعمل التصوير الحيوي الذي شهد على مشروعها الهام فضلا عن نشرها مقالات بحثية في عدد من المؤتمرات والمجلات العلمية المرموقة.
وقع اختيار الشابة النابغة على التشخيص المبكر لمرض ضغط الدم المرتفع كرسالة دكتوراة لعدة أسباب "لأنه من أخطر الأمراض اللي بيواجهها الإنسان حاليا، وفي أمريكا واحد من كل 3 أشخاص بيعانوا من ارتفاع ضغط الدم" والأزمة الكبرى من وجهة نظرها أنه "مرض صامت" نسبة كبيرة من من المصابين لا يعانوا من أعراض ظاهرية "ودي الخطورة الحقيقة اللي شجعتنا نبحث عن حل للموضوع دا".
داخل معمل التصوير الحيوي بجامعة لويزفيل، انهمكت قنديل رفقة زملائها في مراجعة العديد من الدراسات الطبية المتعلقة بالاكتشاف المبكر لضغط الدم "وخلال البحث اكتشفنا وجود تغيرات بتحصل في شبكة الأوعية الدموية بمخ الإنسان قبل بداية المرض الفعلية بسنوات" انخرطت على الفور في وضع نظام عبر الكمبيوتر "نقدر من خلاله التنبؤ باحتمالية إصابة الأشخاص بالمرض في المستقبل" عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل المعلومات الواردة من أشعة الرنين المغناطيسي على المخ التي ترصد حالة الأوعية الدموية.
"لما (السيستم) بيتوصل إلى إمكانية الإصابة بالمرض، بنقدر نحذر الناس والطبيب المختص يأخذ الخطوات المناسبة للوقاية سواء بالأدوية أو النصائح او اختيار نظام صحي أكثر يساعد على إيقاف تقدم المرض" تؤكد قنديل أن الأبحاث التى يعمل عليها معمل التصوير الحيوي بقيادة الدكتور أيمن الباز، منذ سنوات، لا تقتصر فقط على مرض ضغط الدم المرتفع "يهتم المعمل بتوفير نظم تشخيص مبكر لأمراض كتيرة زي التوحد وسرطان الرئة وغيرهم" منوهة إلى سهولة تطبيق تلك الأفكار في العديد من الدول "لكن بعض البلاد هيواجهوا صعوبة عشان التكلفة الباهظة لاستخدام أشعة الرنين المغناطيسي".
رحلة الباحثة المصرية لم تخلُ من التحديات منذ قررت الانتقال إلى أمريكا ونجحت في حصد المنحة الحكومية للدراسة في جامعة لويزفيل "كان عدد المتقدمين كتير والحمدلله فزت بالمنحة بعد اختبارات مختلفة" لكن التحدي الأكبر بالنسبة إليها "كوني أم لطفلين صغيرين، دا كان بيزود المجهود المطلوب لأنهم محتاجين رعاية، لكن بدعم من زوجي واهتمامه بنجاحي قدرت أوفق بين دوري كأم وكباحثة في الوقت نفسه" تثمن جهود الزوج في المساندة والوقوف بجوارها طوال الوقت.
ولا تنسى قنديل المؤازرة التي وجدتها بصورة مستمرة من الأستاذ الدكتور عادل المغربى مدير مركز البحوث الصناعية والابتكار بجامعة لويزفيل "كان له دور كبير في نجاح المشروع" وأستاذ الدكتور أيمن الباز رئيس قسم الهندسة الحيوية بالجامعة ذاتها ومدير المعمل "بيعلم الطلبة يكونوا ناجحين ويبقى عندهم حماس يعملوا أداء مميز، أثر في شخصيتي وكان بيدفعني دايما للمقدمة ومهتم بنشر الأبحاث في أفضل الأماكن" تنوه إلى الاستفادة الهائلة التي اكتسبتها من خبراته العلمية الكبيرة.
وتمتلك الطالبة النجيبة نحو 18 بحثا قامت بتقديمها في 6 مؤتمرات وفصلان في كتاب والعديد من المجلات العلمية الكبيرة مثل NeuroImage و Scientific Reportsو IEEE Accessو Frontiers in Bioscience، كما وصف الدكتور وي تشانغ، رئيس القسم الذي تعمل به الباحثة المصرية بأن مشروعها "سيترك تأثير قوي على التشخيص المسبق لأمراض مختلفة مثل ارتفاع ضغط الدم" وفقا لتصريحات للموقع الرسمي للجامعة.
وتعود قنديل إلى مصر قريبا بعد إتمام مهمتها في جامعة لويزفيل الأمريكية "أنا خرجت بمنحة من الحكومة المصرية وأتمنى أرد الجميل بعد رجوعي ويكون فيه فرص إننا نكمل البحث بتاعنا، ودا هيكون بتعاون مستمر مع جامعة لويزفيل" ترغب في استكمال البحث بمزيد من الدقة في النظام للكشف عن أمراض مختلفة "دا هيخلي حياة الناس أسهل وأكثر صحة" فيما تثمن إشادة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإنجازها "فخورة ودا بيدل إن الاتجاه في مصر حاليا هو تشجيع البحث العلمي والشباب إنهم يتثبتوا نفسهم، دا شيء رائع ودايما منتظرين الدعم والاهتمام".
فيديو قد يعجبك: