في عيد ميلاده.. حكايات عن محبة عادل إمام في قلوب الشعوب العربية
كتبت-هبة خميس ورنا الجميعي:
لا تقتصر محبة الفنان عادل إمام داخل قلوب المصريين فقط، بل تشمل الشعوب العربية أيضًا، ومن بينهم شابة سودانية وشاب تونسي، فيما رأت سيدة مصرية بنفسها محبة الكويتيين للزعيم، ويتحدث هؤلاء في ذكرى ميلاده الـ82.
من خلال نشأتها بالمملكة السعودية تعرفت "ولاء البشير" الشابة السودانية على الثقافة المصرية بشكل كبير، في المنزل تلتف أسرتها على سهرة كوميدية لمسرحية على شريط الفيديو وتعلو ضحكاتهم حينما يحتل المشهد "عادل إمام" بتعبيرات وجهه وحركة حاجبه . حينما تناديها والدتها ترد بصوت عالٍ "دة انا غلبااان".المسرحيات التي شاهدتها "ولاء"على شرائط الفيديو كانت أول مسرحيات تشاهدها في حياتها، وتحديدًا مسرحية "مدرسة المشاغبين".
تمتن ولاء لنشأتها بالسعودية التي ترى أنه لولاها لما عرفت الكثير عن الفن المصري "السعودية بلد متعدد الجنسيات والثقافات، وكونت دومًا طيلة حياتي صداقات مصرية".
تكرر"ولاء" في بهجة قفشات المسرحيات مثل "بعد 14 سنة خدمة في ثانوي بتقولي أقف"، وتضحك على الإفيه التي سمعته ورددته مرارًا بصوت عادل إمام، حتى أنها تقوم باستعادته أحيانًا خلال المواقف الحياتية التي تمر بها، فيما تشعر بمحبة شديدة تجاه عادل إمام "بمجرد ما أستحضر نظرته وصورته بضحك، لأنه عنده قدرة عالية على الإضحاك".
كبرت ولاء ومعها حبها لمسرحيات "عادل إمام"، حتى أنها نجحت في التقاط اللهجة المصرية من خلال أعماله الفنية، وعقب زواجها وانتقالها للسودان ظلت أمنيتها زيارة مصر في يوم ما، وبالرغم من انشغالها بالأمومة والحياة إلا أنها اعتادت على إعادة مشاهدة تلك المسرحيات التي أحبتها منذ طفولتها مثل "مدرسة المشاغبين"، "شاهد مشافش حاجة" و"الزعيم".
ومنذ شهرين فحسب تمكنت ولاء من زيارة مصر لأول مرة في حياتها، وتفاجأت أنها لم تشعر بالغربة خلال زيارتها "حسيت كأني كنت هنا من قبل، مستوحشتش الناس ولا الأماكن"، وترجع الشابة السودانية ذلك كونها تابعت لسنوات طويلة فنانين عظام مثل عادل إمام.
حدث العكس تمامًا مع نادية جرس المصرية، كانت تعيش في الكويت في بداية التسعينيات، وفي تلك الفترة لمع نجم عادل إمام كثيرًا، وتتذكر عرض مسرحياته في الكويت مثل مسرحية الزعيم، ومن قبل ذلك كانت مسرحياته وأفلامه تتنقل بين أيدي الكويتيين وتنتشر.
وتتذكر أيضَا شهرته خلال فترة الثمانينيات بين الكويتيين "كانت شهرته رهيبة، وكنا نسمع ونردد الإشاعات عنه كأننا في مصر بالظبط"، وخلال أوقات العمل كان عادل إمام حاضرَا دومًا بقفشاته الشهيرة "هو مصدر ضحك دائم.
وترى نادية أن الكويتيين في تلك الفترة تأثروا بالزعيم كثيرًا، وبالتبعية بالثقافة المصرية "لكن الأجيال الشابة الآن تسمع وتعرف، لكن أقل تأثرًا بسبب الانفتاح على كل الثقافات من مختلف أنحاء العالم".
ورأت نادية بنفسها اهتمام الكويتيين بالأحداث الجارية في مصر "كانوا بيسألوا عن البلد كأنها بلدهم"، وذلك بسبب محبتهم الكبيرة لها "ولأنهم شافوا أفلام ومسرحيات مصرية كتير، وبالذات أعمال عادل إمام".
لم يكن مهدي بن حمزة التونسي أقل تأثرًا من نادية وولاء، عاش طفولته في تونس في ثمانينيات القرن الماضي "وكبرنا واحنا بنتفرج على اسماعيل ياسين وممثلين مصريين آخرين وبينهم بالطبع عادل إمام"، ولا ينس مهدي مشاهدته مرارًا وتكرارًا لمسرحية مدرسة المشاغبين، ويتذكر بسعادة كيف أن تلك المسرحية ترتبط عند كثيرين من التوانسة بعيد الفطر "مستحيل يمر العيد الصغير من غير عرض مدرسة المشاغبين على القناة الرسمية التونسية".
يحب مهدي الكثير من مسرحيات وأفلام الحريف من بينها؛ مسرحية الواد سيد الشغال، ومدرسة المشاغبين، وفيلم عمارة يعقوبيان "دي أعمال مستحيل أي تونسي ميعرفهاش"، وبشكل خاص يحب الشاب التونسي أفلام مثل اللعب مع الكبار والإرهاب والكباب، وبخيت وعديلة، والإرهابي والتجربة الدنماركية، وكلها أفلام من فترات مختلفة على مر التاريخ الفني لعادل إمام.
وفي 2015 انتقل مهدي إلى العمل في الخليج، وبسبب حبه للثقافة المصرية صار لديه الكثير من الأصدقاء المصريين "الحديث دايمًا ممتع بيننا لأننا نتحدث في الفن والسينما والرياضة"، وحتى قفشات عادل إمام تمر بينهم خلال جلساتهم "زي جملة وأنا باعيط، وجملة أخاف من الكلب يطلعلي أسد"، ويرى مهدي أن الفنانين المصريين وعلى رأسهم عادل إمام هم سفراء لبلدهم "الفن والسينما هم أكتر الأشياء اللي تقرب الشعوب من بعضها".
لا يقتصر إعجاب مهدي بالزعيم على الأعمال المشهورة فحسب، أو لأنه فنان كوميدي "أكثر ما يعجبني فيه إنه فنان مثير للجدل، يعني لما أشوف فيلم أو مسرحية مبتكونش فيها كوميديا فقط"، ويرى مهدي أن أعماله الفنية تحتوي على أفكار عميقة يقدمها، وتُحدث جدال داخل المجتمع، وفيلمه المقرب هو الإرهابي "لأنه بيصور حقيقة الإرهاب والأفكار اللي وراه، وبيحاول يقاوم ظاهرة الإرهاب".
فيديو قد يعجبك: