من الأطفال للأطفال.. طلاب يصنعون منتجات فنية لأجل مُصابي السرطان
كتبت وتصوير- شروق غنيم:
بزهو يجوب مروان أيمن وفريدة عارف أرجاء المعرض، يتحدثون عن منتجات صُنعت بأياديهم، بين ألواح خشبية مُلونة تصلح ديكور، أو حقائب تحمل رسومات المرحلة الإعدادية في مدرستهم، وأعمال أخرى متنوعة، يحاولون بيعها لنيل مُرادهم، بجوارهم تتابع ليندا هاليدي، مديرة المرحلة المتوسطة بمدرسة باراديم انترناشونال، نتاج الصغار، تفخر بإنجازهم وقدرتهم على تحقيق فكرة بسيطة وردت لعقلها إلى واقع جميل.
لمدة 26 عامًا عملت السيدة ألبانية الأصل مدرسة، اكتسبت الأمر من عائلتها إذ تعود خلفيتها لعالم التدريس "والدي أيضًا كلن مُعلمًا، لذا الأمر يسري في دمي".
على مدار تلك المدة اكتسبت ليندا خبرات مختلفة، اتخذت خطوات أكبر في عالم التدريس ولما أصبحت مديرة بالمدرسة الدولية في مصر قررت اتخاذ مسارات أخرى في التعلم "مثل الانخراط في العمل المجتمعي، خاصة في ظل تزايد انهماك الأطفال في العالم الافتراضي، أحببت استثمار طاقتهم في فعل على الأرض يفيد المجتمع".
لاحظت المديرة المخضرمة أن الأنشطة عادة تُقدّم للبالغين في المدرسة ممن تخطوا المرحلة التعليمية المتوسطة "وإذا حدث فيكون من خلال تبرعات نقدية مباشرة، أحببت هذه المرة اكتشاب درس أخر بجانب العمل الخيري"، وهو الاجتهاد وصنع شيئًا بيديهم.
من تجربة شخصية جاءت الفكرة "وُلد ابني بمشاكل صحية، لذا حينما كنت أتواصل مع الصغار دائمًا ما أخبرهم بأنك محظوظ بالتجربة التي منحك الله إياها رغم كل المصاعب"، لذا طرحت الفكرة على المسئولة عن النشاطات الفنية بالمدرسة.
مجهود بذلته إنجي سامح، مدرسة المادة الفنية بالمدرسة، مع الصغار من أجل الخروج بهذا المنتج، شجعت الطلاب بأن "في أساليب تانية لعمل الخير، ومنها يتعلموا حاجة جديدة، بيكون إحساس مختلف".
بدأت معهم بمواد سهل العثور عليها في المنزل أو أماكن مجاورة "وبطرق بسيطة نقدر نحولها لمنتج الناس حابة تشتريه، وتستعمله ويبقى شكله حلو".
تبدلت أدوات الصغار المعهودة "بدل ما بيرسم على ورقة، تبقى خشبة أو مج أو قطعة قماش".لم تتوقع المعلمة الشابة سرعة استجابة الطلاب "كان في تعاون كبير منهم واتبسطوا خصوصًا لما شافوا النتيجة النهائية، مكنوش متوقعين إن الحاجات هيبقى شكلها حلو قوي كدة بمجهود بسيط".
تلقفت سارة أبو العز، مديرة الأنشطة الفنية بالمدرسة الفكرة من المديرة ليندا، تحمست كثيرًا للأمر "الولاد ساعات بيشاركوا في فعاليات هيرية بس غالبًا بتبقى ماراثون رياضي، لكن مهم نشجعهم يندمجوا في المجتمع أكبر".
استثمرت في مهاراتهم الفنية، من رسم وتشكيل منتجات مختلفة "ويتعلموا إن ممكن يشتغلوا ويطلعوا منتج، مش بس كدة لكن كمان ينزلوا يبيعوه بنفسهم والعائد يروح لمكان خيري".
من الأطفال للأطفال، عبارة طُبعت باللون الأزرق على ملابس الأطفال والمعلمين المشاركين "الولاد عنيهم بتلمع، فكرة أنهم شايفين المنتج بتاعهم عمل إيه وهيروح فين مبهرة".
على طاولة خشبية استقرت منتجات الصغار المتنوعة، تندهش أبو العز من بيع أغلبها في اليوم الأول من المعرض.
يتوقف المارة أمام المعروضات، تصيبهم الدهشة بأنها من صُنع الصغار، فيمنحوهم الابتسامات والثناء قبل مبلغ الشراء، تحتفظ أبو العز وطلابها بردود الأفعال في وجدانها بينما لا تنسى السيدة التي وقفت طويلًا تتأمل المعرض "اتضح أنها متعافية من السرطان، وكانت مبسوطة إن الولاد عملوا حاجة بالجمال ده، كانت حابة تشتري عشان تبص للحاجة وتفتكرهم".
سعادة بالغة غمرت الأطفال خلال المعرض، كلما سمعوا عبارة مديح وأهمها حينما تكتمل بشراء المنتج "مبسوطين إننا قدرنا نشتغل ونعمل حاجة لصالح الأطفال المصابين بالسرطان، ونفسنا التجربة تتكرر"، يقول مروان وفريدة لمصراوي.
فيديو قد يعجبك: