جدري القرود.. كيف يفاقم الوصم أزمة الفيروس؟
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- عبدالله عويس:
«هذا وضع يمكن السيطرة عليه» تقول منظمة الصحة العالمية، في حديثها مساء أمس، عن جدري القرود. ورغم ما تحمله الجملة من طمأنة، فإن 131 حالة تم تأكيد إصابتها بالفيروس، وتحقق المنظمة في 106 حالات أخرى، بعدما امتد الفيروس لـ16 دولة خارج إفريقيا. غير أن تحذيرا آخر من المنظمة نفسها بشأن الفيروس أعاد التذكير بتحذير مشابه حين انتشر فيروس كورونا.
وكان التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية في الجمعة الماضية، في إطار عرضها لمستجدات جدري القرود، وانتشاره في عدد من الدول. وعملها مع الدول المتضررة وآخرين، لتوسيع نطاق مراقبة المرض، للعثور على المتضررين ومساعدتهم. دون أن تغفل المنظمة عن تحذير بدا مهما وهو «الوصم».
وقالت المنظمة في بيانها إنها تحذر من وصم جماعات بعينها بسبب المرض، وقالت إن ذلك «قد يشكل عائقا أمام إنهاء انتشار المرض» الآخذ في الانتشار والتنقل بين دولة وأخرى، وإن كانت الإصابات قليلة ومحدودة حتى الآن. واعتبرت المنظمة أن الوصم «سيمنع الناس من السعي للحصول على رعاية طبية، ويقود إلى انتشار غير مكتشف لحالات الإصابة به».
ويكون انتشار المرض، بعد إخفاء البعض إصابتهم به، نتيجة خوف مجتمعي من التعرض للوصم، وهو ما سيجعل المرض ينتقل من شخص لآخر، في أمر خطير يهدد الصحة العامة في البلدان التي يظهر أو يتفشى فيها المرض، ومن شأن ذلك أن يعوق عمل المؤسسات الصحية، ويؤخر من فرص وقف انتشار المرض.
وفي تعريفها للوصم، قالت اليونيسف إن «الوصم في سياق الصحة، هو الربط سلبيا بين شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين يشتركون في خصائص معينة مع مرض ما. وقد يعني ذلك في حالة تفشي المرض أن يتم تصنيف الشخص أو الأشخاص أو القوالب النمطية والتمييز ضدهم، أو معاملتهم بشكل منفصل، أو معاناتهم من فقدان المكانة الاجتماعية بسبب وجود صلة ملحوظة بينهم وبين المرض».
في مطلع 2020 نشرت منظمة الصحة العالمية بيانا، دعت فيه إلى التوقف عن وصم المرضى بكورونا، بعدما انتشرت أخبار متفرقة في العالم عن تعرض المصابين به لأذى من قبل البعض. وفي مصر كانت هناك واقعة شهيرة لطبيبة ماتت بسبب الفيروس ورفض الأهالي دفنها خوفا على أنفسهم من العدوى، قبل أن تفض الشرطة تجمعهم وتدفن الطبيبة.
يتذكر محمد صدقي، أحد سكان حي شبرا بالقاهرة حين أصيب بفيروس كورونا، وأخفى الأمر عن الجميع، حتى بعض أقاربه، خشية أن ينفر الناس منه، حتى تمكن منه الإعياء وصار عليه الذهاب إلى مستشفى: «كنت أخاف من الناس ورد فعلهم حين يعلمون الأمر، لم تكن هناك توعية، ولم يكن أحد يعرف عن الفيروس شيئا، وربما أصبت غيري بالعدوى دون قصد»يحكي محمد.
وفي حين أن جدري القرود لم تظهر له حالة واحدة في مصر بعد، وتأكيد وزارة الصحة والسكان خلو مصر من المرض، فإن البعض عبروا عن تخوفهم من أن يكون هناك وصم لمن يصاب به، داعين إلى ضرورة مواجهة ذلك التصرف بالتوعية، حتى لو لم توجد حالات حتى الآن، وليس مع جدري القرود وحده، بل مع كافة الأمراض.
تقول اليونيسف، في مواجهة الوصم، وبحسب خبراء الصحة فإن على الأشخاص «إظهار التعاطف مع المتضررين، وفهم المرض نفسه، واتخاذ التدابير الفعالة والعملية حتى يتمكن الناس من المساهمة في الحفاظ على أنفسهم وأحبائهم في أمان».
ومن المؤكد أن لكل شخص دور يلعبه في منع الوصم، على رأسها تعلم المزيد من الصحة العقلية ومشاركة الخبرات الفردية للحصول على الدعم.
فيديو قد يعجبك: