إعلان

عيون تشتاق للزيارة.. كيف استقبل مصريون التجوال الافتراضي بالمسجد النبوي؟

04:38 م الجمعة 27 مايو 2022

المسجد النبوي

كتبت-إشراق أحمد:

بلغ الشوق مداه، عامان ولا يستطع معاذ إبراهيم الذهاب للمدينة المنورة كما اعتاد طيلة 11 عامًا، يواصل دعوته اللحوح "اللهم لا تحرمنا من رؤية الحبيب المصطفى"، وفي 18 مايو الجاري تحقق لإبراهيم المراد؛ بينما يتصفح حسابه على فيسبوك، ظهر رابط نشره أحد الأصدقاء، يدعو فيه المشتاقين لزيارة افتراضية للمسجد النبوي، فورًا دخل الشاب على الموقع واستردت نفسه شيئًا من الحنين.

في مارس المنصرف، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية عن تدشين تجربة التجوال الافتراضي في المسجد النبوي، وقدمتها لزوار معرض المصحف الشريف بمدينة ينبع، تلك المعايشة الإلكترونية القائم على تنفيذها مجمع فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وضمها لموقعه الإلكتروني، تحت عنوان "التجوال الافتراضي" ضمن ثلاثة مشاريع إحداها للمجمع ذاته والآخر لملتقى خطاطي المصحف، لكنهما لم يتاحا إلى الآن مثل الحرم النبوي.

1

لم يتخيل إبراهيم أن تتواجد وسيلة تنقله وهو بمكانه لتفاصيل المكان الأقرب لقلبه، كانت أحلام اليقظة البديل الوحيد له بعدما انقطع مضطرًا عن السفر طيلة العامين الما ضيين بسبب انتشار فيروس كورونا "أوقات كنت أسرح بخيالي أشوف المكان والروحانيات اللي فيه"، لذا كان وقع الجولة الافتراضية عليه مختلفًا.

كأنما سافر للتو إلى المدينة وعيونه ترى حقيقةً المسجد النبوي، فعل مثلما اعتاد في زياراته السنوية منذ 2010 "دخلت من باب السلام مرورًا بباب جبريل وصولاً للروضة الشريفة"، هنا توقف باحثًا عن البقعة التي قُدر له الوصول إليها في الواقع رغم صعوبة الأمر "الباب الوحيد المفتوح على مقام سيدنا رسول الله"، قبل 5 أعوام تمكن معلم الشاب الأزهري، خريج كلية الشريعة والقانون، من رؤية المقصورة الرئيسية للنبي، الآن يرى مقامها ويتذكر أنوارها مرارًا وتكرارًا دون عائق، يبتسم بينما يتجول بحرية افتراضيًا.

دعوات "ونورانيات" كما يصف تشهدها أرجاء المسجد النبوي، وخاصة مكان الروضة الشريفة، تعلق قلب إبراهيم بالمكان وحفظ تفاصيله عن ظهر قلب خاصة وهو أنه كان يتولى الإرشاد لرفاقه في زيارات العمرة التي أداها على مدار الأعوام، بحث الشاب الثلاثيني عن ركن خلوته بالمكان "كنت بقعد في الصُفة. منطقة في آخر المسجد عالية كانت معروفة بأنها مجلس الفقراء".

2

غمرت السعادة قلب إبراهيم، تحركت الأشواق في نفسه، شعر أن التجوال الافتراضي بمثابة "هدية المحب"، يعلم أنه لم يكفيه ويشبع لهفته للزيارة، لكن يرى فيه وسيلة "يتجدد بها الوصل والاشتياق مع محبة رسول الله.. أهم حاجة مع المحب هو تجديد المشاعر دي".

يحتفظ إبراهيم برابط الجولة الافتراضية على هاتفه، بين وقت وآخر يفتحه كأنما ورد يومي يهنأ معه للحظات، فيما يعلم أن تلك المشاعر التي تكمنه ربما لا يبلغها مَن لم يسبق له زيارة المسجد النبوي.

كذلك انبهرت نجلاء عاشور بالصور الملتقطة في الجولة الافتراضية. علمت طالبة الفرقة الرابعة بكلية الألسن عن المعايشة الإلكترونية عبر فتاة صينية تعلمها العربية، وحينما خاضت التجربة، ظل يلح عليها التساؤل "إزاي الصور قدرت توصل للتفاصيل دي".

3

تشتاق صاحبة الاثنين والعشرين ربيعًا لرؤية المسجد النبوي ومقام النبي، لكن الزيارة الافتراضية لم تحرك مشاعرها كثيرًا "مكنتش متأثرة أوي.. وأكيد الشوق مش هيكون في الزيارة الحقيقة".

شارك كل من إبراهيم ونجلاء رابط الزيارة الافتراضية مع أصدقائه ومعارفه، تلقيا مَن يشاركهما المشاعر والاشتياق لزيارة أولى أو العودة مرارًا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان