حين عمل صبري غنيم في "النادي الدولي".. مآثر سمير صبري الإنسانية لا تنتهي
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب- أحمد شعبان:
لا ينسَ الكاتب الصحفي صبري غنيم ما تعلّمه من الفنان الراحل سمير صبري، حين عمل معه معداً في برنامجه الشهير "النادي الدولي"، في سبعينيات القرن الماضي. "لازم أعيش مع الناس وللناس. لا أنتظر أن يأتِ الخبر إليّ، لكن أنزل إلى الشارع، إلى الناس وأبحث عن الخبر وأصنعه"، على ما يحكي الكاتب الصحفي القدير، لمصراوي.
في بداية الستينيات، بدأ "غنيم"، الصحفي الشاب وقتها بمؤسسة "أخبار اليوم"، العمل في التليفزيون. كانت البداية مع الإعلامية القديرة ثريا حمدان حين كتب لها برامج عديدة عن المرأة للتليفزيون. وسيقضي سنوات يكتب ويعد برامج عديدة تخرج من المبنى المُطل على كورنيش النيل بوسط القاهرة، قبل أن تأتي سنوات السبعينيات، ليعمل مع الفنان سمير صبري – الذي رحل في يوم 20 من شهر مايو الجاري- في برنامجه الذي كان ملء السمع والبصر "النادي الدولي".
كانت الصحفي الراحل "أحمد صالح"، هو من قدّم "غنيم" للعمل مع سمير صبري " كان أحمد بيكتب برنامج ’زووم’ لسلمى الشماع، وكان صديق لسمير فقالي إيه رأيك لو كتبت لسمير برنامج النادي الدولي وفقراته"، رحّب صبري غنيم بالأمر، وقد كان وقتها في عمر الخامسة والثلاثين، لكنّه قال لصالح:"بس التعامل مع سمير مُتعب، لإنه بيقعّد الضيوف بالساعات عشان يسجّل معاهم، وأغلب الضيوف اللي كنت بجيبهم كانوا شخصيات، فكنت بهرب من الموضوع ده لغاية ما طاردني وسمير قالي خليك جنبي.. وفضلت جنبه"، يتذكر الكاتب الصحفي.
كان سمير صبري طاقة عمل وإبداع كبيرة، نجم متعدد المواهب، جمع بين أشياء عديدة، تمثيل وغناء وتقديم برامج. نجح في عدة مجالات في وقت واحد، يقول عنه الكاتب الراحل حسين قدري "لم يكن ممثلاً بالواسطة، لأنه مقبول ولا بأس به كممثل وكفتى أول أو حتى ثاني.. كما أنه ليس مقدم برامج إذاعية وتليفزيونية بالواسطة"، على ما جاء في كتاب "حوارات حسين قدري".
في "النادي الدولي"، قدم سمير صبري حلقات مميزة وشهيرة، استضاف عدداً لافتاً من النجوم، أو الذين أصبحوا نجوماً لاحقاً. كان الظهور في البرنامج حلماً لكثيرين، مثّل لهم البرنامج باباً للشهرة والنجومية، وآخرين أحبوا ما يقدمه "سمير" فوافقوا على الظهور في البرنامج الشهير. كما قدم انفرادات متنوعة، وسافر خارج مصر وقدم حلقات مميزة من دول عديدة.
غير أن ثمة وجه آخر لـ"نادي سمير صبري الدولي" يحفل بحكايات ومآثر إنسانية لا تنتهي. يحكي الكاتب القدير "صبري غنيم" بفخر عن الحلقة التي استضافوا فيها سيدة مصرية من مدينة بورسعيد، تُدعى "أنيسة أبو الحسن"، حكت الأم عن ولديها المصابين بشلل أطفال، وقالت إنها تجد صعوبة كبيرة في مرافقتهم إلى الجامعة، ثم الانتظار حتى يفرغا من محاضراتهم، حتى تصحبهم في رحلة العودة.
عرض "النادي الدولي" مشكلة السيدة، فوصله تبرعات من رجال أعمال "والتليفزيون ساهم إنه يجبلهم عربية تنقلهم وحل المشكلة. أيضاً المساعدة في توفير شقة لشاب وشابة للزواج، استضفنا الشاب وكان من الضباط الاحتياط في حرب أكتوبر، ومحافظ الجيزة وفر له شقة للزواج".
يقول "غنيم" إن "النادي الدولي" قدم خدمات إنسانية لكثيرين "وده مهمة التليفزيون إنه إزاي يكون في خدمة المجتمع وخدمة الضعفاء، وسمير صاحب بصمات إنسانية على ناس كتيرة جداً"، على ما قال الكاتب الصحفي.
لذلك لم يكن مستغرباً أن يحظى البرنامج بشعبية كبيرة، بشهادة الجمهور العادي الذي أحب ما يقدمه سمير صبري "مكنش فيه منافس لسمير صبري، كنت بفرح لما بلاقي الناس في الشارع بتتكلم عن الحلقة بتاعة امبارح، دايماً كان يهمنا نعرف رأي الناس"، فيما يذكر حسين قدري في كتابه أن "النادي الدولي كان البرنامج الأول دائماً على امتداد 8 سنوات متتالية، في الاستفتاءات التي تتم سنوياً عن أكثر البرامج التي أحبتها جماهير المشاهدين، وذلك حتى آخر استفتاء تم في شهر أبريل 1978".
كان سمير صبري بتمتع بلباقة عالية، يعرف جيداً كيف يتعامل مع الكاميرا على الهواء "مكنش بيحب البرامج المُسجّلة، طول عمره برامجه بتكون على الهوا"، غير أن ثمّة تغيير حدث بعد أزمة شهيرة تعرض لها البرنامج بعد استضافة الفنانة المغمورة "فيفي عبده"، في ذلك الوقت من عام 1978.
قالت فيفي عبده في البرنامج بينما كانت تعرّف نفسها، إنها تعلّمت الرقص في قرية ميت أبو الكوم، وهي القرية نفسها التي ينتمي إليها رئيس البلاد وقتها أنور السادات "في ذلك الوقت كان بيني وبين وزير الإعلام خلافات كثيرة بسب اختلاف رؤيتي الإعلامية عن رؤيته، وهذه الحلقة كانت جزء من عدة حلقات سجلتها قبل سفري إلى لندن لتصوير عمل فني. وبعد تسجيلها طلبت من المخرج حذف ذلك الجزء من كلام فيفي عبده، وبحسن أو سوء نية لم يحذف".
حكى صبري تفاصيل ما جرى، خلال لقاء تليفزيوني مع الإعلامي وائل الإبراشي ببرنامج "التاسعة"، وعرج على ذكر الرئيس السادات وعلاقته بإيقاف البرنامج، الذي استمر فترة، قبل أن يعود من جديد بأمر من السادات، فيما قال صبري لفريق برنامجه وقتها: "مكناش موفقين. أنا ضد إن حلقات البرنامج تكون مسجّلة، لكن مضطر أقبل الأمر حماية للبرنامج بعد عودته"، وفق ما يقول صبري غنيم.
تعرض "النادي الدولي" لهجوم شديد، من قبل صحفيين، "كانوا بيقولوا إن سمير بيقبض ويستفيد من الناس اللي بيستضيفها، لكن هذا لم يحدث أبداً"، يحكي غنيم قبل أن يرسم صورة للفنان الراحل معدداً مآثره: "كان يتمتع بخصال جميلة، يحب العيش وسط الناس. كان عشقه لبلده لا يوصف، عاشق للوطن بشكل غير عادي. وكان دايماً يساعد الناس الصغيرة التعبانيين وياخد بإيده الفنيين والعمال معاه ويشوفلهم شغل وأعمال تجيب لهم فلوس عشان يعوضهم".
بعد رحيل سمير صبري، قبل نحو أسبوع، رثاه كثيرون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وشيعه محبون كثُر من الوسط الفني وخارجه إلى مثواه الأخير. كان الأمر بمثابة "تكريم شعبي جميل لشخصية لن تتكرر"، حسب تعبير صبري غنيم.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: