كيف أثرت الأسعار على "شقة الفول" خلال 5 أشهر؟
كتبت- مروة محيى الدين:
حين ذهب ربيع فتحي إلى عربة فول في منطقة الدقي، لإحضار وجبة الإفطار المعتادة، فوجئ وقتها بزيادة في أسعار سندوتشات الفول عن قبل، جعلته يتراجع عن شراء نفس عدد الساندوتشات التي اعتاد تناولها لسد جوعه، إذ زاد سعر الساندوتش من 3 إلى 4 جنيهات بما لا يتناسب مع راتبه حسب روايته لمصراوي.
على مدار الأشهر الماضية تذبذبت أسعار طن الفول البلدي المحلي والفول المستورد، بين الارتفاع والانخفاض، ففي فبراير تراجع سعر طن الفول البلدي من 17 إلى 14 ألف جنيهًا، ثم ارتفع في شهر مارس حتى وصل إلى 15500 جنيهًا، ثم انخفض في شهر أبريل ووصل سعر طن الفول البلدي إلى 14 ألف جنيهًا.
ووفقا لبيانات شعبة الحاصلات الزراعية ارتفع سعر طن الفول البلدي بزيادة ألفين جنيهًا في شهر مايو، حيث تراوح بين 16 و18 ألف جنيهًا ثم انخفض وارتفع مرة أخرى حتى كتابة التقرير كما مُوضح في الشكل البياني التالي.
جاء ربيع، أعزب، من البحيرة ليعمل في جراج في الدقي بمحافظة الجيزة، كي ينفق على أسرته، منها اثنين من أخوته خلال تحصيلهما العلمي، يحصل الشاب على راتب 2500 جنيهًا كل شهر، يرسل منهم 1500 جنيهًا، والباقي ينفقه على طعامه طوال الشهر والممثل في الفول والكشري على حد قوله.
تناول ساندوتشات الفول، في الإفطار والغداء، بالنسبة له لا غنى عنه يوميًا، نظرًا لقلة ثمنها، وصعوبة هضمها لساعات طويلة، خاصة أنه يعمل لفترة تزيد عن الـ 12 ساعة.
يقتص من راتبه فوق الـ ثلاثمائة جنيهًا لساندوتشات الفول في الإفطار فحسب، ومثلهم في الغداء، والمتبقي لطبق الكشري كما يذكر لمصراوي.
في حدائق القبة كان هاني يعجل في تجهيز الطلبات للزبائن، بين أطباق الفول وعمل السندوتشات من الجبنة والبيض، يعمل هاني على عربة الفول مع خاله الذي ورّثه المهنة منذ 11 عامًا، ظل الاثنان يتنقلان بين أماكن مختلفة حتى استقرا في منطقة الحدائق.
يقدم هاني جميع الساندوتشات باستثناء المقالي لعدم استخدام النار، نظرًا لوجود العربة بالقرب من مكاتب عمل وموظفين، سعر الساندوتش 3.5 جنيه بعد "كان 2.5 و3 جنيهات".
عقب الزيادة تأثر بيع الساندوتشات لدى هاني على حد قوله لمصراوي، أصبحت الزبائن "تشتري الفول والعيش من برة بدل السندوتشات".
"الفول زمان كان رخيص جدا"، لم يشكل بيع الفول أزمة بالنسبة إلى صلاح عبد الحافظ، صاحب عربة فول بمدينة الخصوص في القليوبية، إلا أن ازدياد أسعار الخامات التي يحتاجها لطهي الفول وعمل السندوتشات جعلته يرفع سعر الساندوتش، ليصبح ثمنه 3 جنيهات، بدلًا من 2.5 جنيه؛ نظرًا لغلاء المواد لدى التُجار "هعمل ايه ما انا راجل شغال".
يعمل صلاح في مهنة الفول منذ 40 عامًا، في الرابعة فجرًا يبدأ يوم شاق، يجر عربة الفول، ويبدأ في تحضيره، بجانب الطعمية، الباذنجان، والبطاطس، يستهلك أنبوبة غاز يوميًا تكلفه 85 جنيه "مبتقعدش يوم" كما يذكر لمصراوي.
ولعمل الساندوتشات يحتاج صلاح إلى عدد من الأرغفة يوميًا، يكلفه الـ 100 رغيف 35 جنيه بعد أن كان ثمنهم 20 فقط، في إشارة منه إلى الخبز الأبيض.
وأرجع زيادة سعر ساندوتش الفول إلى غلاء محتوياته أي ارتفاع سعر الخبز والزيوت وأسطوانات الغاز "الحاجات غالية علينا قبل الزبائن".
ونتيجة لذلك اضطر صلاح إلى رفع سعر الساندوتش، واستبعاد اثنين من مساعديه، حتى يتمكن من الإنفاق على أبنائه في المراحل التعليمية.
وشغلت أسعار الزيوت النسبة الأعلى من معدل التضخم السنوي لإجمالي جمهورية مصر العربية قدر بـ 15.3% لشهر مايو مقارنة بـ 4.9% لنفس الشهر لعام 2021 وفقا لإصدار الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
أما عن أسعار اسطوانات الغاز فهي ثابتة منذ ارتفاعها في شهر مارس، عقب الزيادة العالمية في أسعار النفط نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
حيث كان مجلس الوزراء طبّق قرار رقم 1056 للعام الجاري، والذي حدد سعر أنبوبة البوتاجاز لتكن 75 جنيها للمستهلك بزيادة 5 جنيهات لوزن 12.5 كيلو جرام، و150 جنيه للأنبوبة وزن 25 كيلو جرام بزيادة 10 جنيهات.
اختلفت الأماكن ولكن بقيت الزيادة التي اعتاد ربيع قبلها شراء وجبة من الدجاج أسبوعيًا وزجاجة مياه غازية على حد قوله، لكنه أوقف ذلك ليتمكن من الإنفاق باقي الشهر، كما حدّ من عدد الساندوتشات، أضحى يتناول 4 يوميًا بعد أن كان يتناول 6 "بنحاول نلم على قد ما نقدر".
فيديو قد يعجبك: