مفاوضات ورعب.. كواليس الإفراج عن مصريين اختطفا في جنوب أفريقيا
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتب- محمود عبد الرحمن وعبدالله عويس:
على مدار شهر كامل، كان هيثم كامل يعيش حالة من القلق والرعب في أسوأ أشكاله. اختطف ابنه مؤمن في جنوب أفريقيا، وتواصل الخاطفون معه، طالبين مبالغ مالية بدأت بـ7 ملايين جنيه، ثم 5 ملايين. وما بين مكالمة جرت في الـ14 من مايو الماضي، للاطمئنان على ولده، انتهاء بـ11 يونيو الجاري، للتأكد من عودته سالما، عشرات التفاصيل.
ما بين رعب شديد إلى سعادة عارمة، تبدلت أحوال الرجل، بعد مكالمته الأخيرة مع ابنه، مساء أمس، بعد نبأ تحريره من الاختطاف. سجود شكر، وتكبيرات في المنزل، والأم تعد بتجهيز أصناف ما لذ وطاب من مأكولات. لكن قبل تلك اللحظة بدقائق وما سبقها بـ29 يوما كواليس لن ينساها الأب والابن على حد سواء.
كان مؤمن هيثم وفادي سعيد، يقضيان العطلة الدراسية بجنوب أفريقيا حيث يدرسان بأكاديمية لتعليم الطيران المدني. سافرا إلى العاصمة بسيارة خاصة، إلى مدينة جوهانسبرغ، المصنفة ضمن الأقل أمانا على مستوى العالم. في ذلك اليوم، جرت مكالمة بين مؤمن ووالده يطمئن فيها الأخير على دراسة ابنه، قبل أن يفقدا التواصل على مدار نحو شهر كامل.
في اليوم التالي، كان قلق الأب والأم من عدم القدرة على التواصل مع ابنهما كبيرا، يرسلون له رسائل لا تصل، ويتصلون فيجدون الهاتف مغلقا، ليضطر الأب، للتواصل مع إدارة الأكاديمية في مصر، وينتهي به الحال للتواصل مع الإدارة في جنوب أفريقيا، ليتلقى ردا صادما، بأن ابنه وصديقه تم اختطافهما، وجرى إبلاغ الشرطة للبحث عنهما.
كانت تلك اللحظات عصيبة على الرجل، لا يعرف ما يفعل، ولا يدرك وسيلة للمساعدة، حتى أتته مكالمة من الخاطفين، يطلبون منه بحزم تجهيز مبلغ 7 ملايين جنيه في مقابل الإفراج عن ابنه، لرؤيته من جديد سالما. كان الأمر صعبا على الأب والأم، العاجزين عن توفير ذلك المبلغ، لحياة ابنهم الذي لم يتخط الـ18 عاما. وراسل الرجل جهات عدة لكن دون جدوى.
في تلك اللحظات عرضت الأكاديمية على الأسرة، المساهمة بـ50 ألف جنيه في دفع الفدية، بحسب الأب، قبل أن تتلقى الأسرة اتصالا من الخاطفين، يستفسرون عن تجهيز المبلغ، محذرا الأب من التواصل مع الأكاديمية أو الشرطة. ثم بعد يومين قرر الخاطفون تخفيض المبلغ لـ5 ملايين جنيه مصري. ثم استمع الرجل لصوت ابنه في رسالة مسجلة يقول فيها "الحقني يا بابا ادفعلهم اللي هم عايزينه أنا بتعذب هنا". ثم أغلق المتصل المكالمة.
على مدار تلك الفترة كان التواصل بين الأب والأكاديمية كبير، حتى كان مساء أمس، الـ11 من يونيو الجاري، حين أعلنت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية الإفراج عن الطالبين المختطفين، بجهود مشتركة قامت بها سفارة مصر في جنوب أفريقيا، مع السلطات هناك، والأكاديمية التي كان يدرس بها الطالبان، والجهات الأمنية وأسر الطالبين، مؤمن هيثم كامل، وفادي سعيد الهادي. كما أعلنت الصفحة استقبال السفير المصري لدى جنوب أفريقيا الطالبين، واطمأن على حالتيهما الصحية، وطمأن أهالي الطالبين.
كانت تلك اللحظات سعيدة على والد مؤمن، الذي استمع إلى صوت ابنه أخيرا، وتأكد من سلامته وصحته: "قاللي يا بابا أنا كويس وخلاص إحنا مروحين" يحكي الأب لـ"مصراوي". في تلك اللحظة لم يتمالك الرجل نفسه وسجد شكرا لله، وقامت الأم بالفعل نفسه: "هم اليومين اللي جايين راجعين البيت، بعد ما يتم الانتهاء من الإجراءات الأمنية". وبحسب الرجل فإنه لم يتم دفع أي أموال للخاطفين، وكانت السفارة تتواصل معه بشكل دوري لطمأنته.
وقال مسؤول من الأكاديمية التي كان الطالبان يدرسان بها إنها لم تقصر في شيء، وأن الطالبين عادا دون "خدش". مشيرا إلى أن السفارة وأجهزة الأمن ووزارة الهجرة بذلوا جهودا كبيرة خلال تلك الفترة لعودة الطالبين. رافضا التعليق حول المبلغ الذي عرضته الأكاديمية سابقا على الأب في مسألة الفدية: "المبلغ أكيد دي حاجة مش المفروض أنها تكون معروفة للعلن لكن معرفش أن المبلغ كان أكتر أو أقل".
وبحسب المصدر فإن الطلاب سيكملون دراستهم في الأكاديمية في الفترة المقبلة، بعد إتمام الإجراءات الأمنية: "لازم نفهم كل الحاجات اللي حصلت عشان ده ميتكررش تاني، سواء معاهم أو مع طلاب الأكاديمية كلها". لافتا إلى أن لهم 11 عاما من التدريس في جنوب أفريقيا، وهذه الحادثة تعد الأولى، والخطأ فيها فردي بسبب الطلاب الذين "كسروا القواعد والتعليمات (...) إحنا المكان اللي فيه سكن الطلاب كويس، مش قاعدين في سجن ومقفول عليهم بسلك، بس هم للأسف لما كسروا القواعد حصل معاهم كده".
اقرأ أيضا:
الفلوس أو القتل.. كواليس المفاوضات مع خاطفي الطالب المصري بجنوب أفريقيا
فيديو قد يعجبك: