ميزانية على القد.. بدائل أسر مصرية للتعامل مع الغلاء (تقرير)
كتبت- هبة خميس:
تأثراً بزيادة الأسعار لمعظم السلع الغذائية وغيرها تحاول الأسر المصرية سد احتياجاتها بشتى الطرق منها استبدال المنتجات المستوردة بالمحلية أو الاستغناء التام عن بعض المنتجات كي تستطيع الأسرة التكيف وفقاً لاحتياجاتها.
قبل فترة الامتحانات الماضية تحرك عامل البوفيه "حسن محمد" من منزله ليقرر بيع هاتفه كي يستطيع سداد مصاريف الدروس الخصوصية لأولاده الاثنين، يحاول "حسن" التعايش بصعوبة مع غلاء الأسعار والدروس الخصوصية التي ارتفعت أسعارها فجأة قبل الامتحانات.
"زوجتي ربة منزل تيجي تشتري الطماطم تلاقيها غالية فنعتمد على الصلصة الجاهزة، وطبعا علشان أقدر أجيب فرخة كاملة بيكون آخر الشهر وقت القبض غير كدة بنجيب هياكل وأجنحة" عند شرائه الجبن المعلب آخر مرة لاحظ "حسن" أن أسعاره زادت ليقرر استبداله بالجبن القريش الذي تحاول زوجته اكسابه النكهات ليأكله الأولاد.
لا يتابع "حسن" زيادة أسعار اللحوم التي لا تدخل المنزل إلا نادراً ويعتمد المنزل اعتماد كامل على الخضار والنشويات والسلع الأساسية التي لا تغطي بطاقة التموين العجز بها "عندي بطاقة بأربع أفراد بنشتري العيش ونيجي نشتري الرز يقولوا مفيش اضطر اشتري الكيلو ب 20 جنيه، دة غير الكهربا والغاز اللي زادت وبنحاول نوفر في استهلاكنا لكن مفيش فايدة".
على هاتفه ظل "أحمد أبو زيد" المخرج بوزارة الثقافة التقليب بين التطبيقات وعروض الهايبر ماركت كي يقارن الأسعار، اعتاد ذلك مع زيادة الأسعار الأخيرة قبل رمضان كطريقة للتوفير وشراء أفضل العروض بالنسبة له. بعد انجابها طفلين اضطرت زوجته للجلوس بالمنزل لرعاية الطفلين ليتولى هو شؤون المنزل وشراء كل مستلزماته بشكل دوري.
"في الفترة الأخيرة اضطرينا نلغي حاجات كتيرة واستبدلنا كل الأجبان المستوردة بأنواع مصرية أرخص وبنفس الجودة تقريباً" أثناء تفكيره في كيفية الاستغناء عن بعض المنتجات أو استبدالها قام "أبو زيد" بعمل مبادرة لتشجيع المنتج المحلي بدلاً من المستورد الذي يكلف الدولة الكثير من العملة الصعبة، وعرض "أبو زيد" مبادرته على موقع رئاسة الجمهورية.
لكن من بين الكثير من السلع يرى "أبو زيد" أن هناك سلع لا يمكن الاستغناء عنها مثل حفاضات طفليه اللذين مازالا يرتدينها "في الفترة الأخيرة فتحت محلات كتير حواليا بتبيع شوكولاتة مستوردة مثلا وسلع غذائية كتير، بشوف ان دة استهلاك مالوش لازمة يعني مفروض طالما فيه منتج مصري منتجهش للمستورد، احنا في وضع شبه الحروب وبدل ما نستورد شوكولاتة نستورد حاجات مهمة زي الأدوية مثلا".
يحاول "أبو زيد" حث الناس وتشجيعهم على ترك العلامات التجارية الأجنبية وشراء المصري لتحسين السوق المحلي وتقليل الاستيراد فالعالم باكمله يعيش أوضاعا صعبة من وجهة نظره وتلك الزيادات تشمل الكثير من الدول.
تتحرك ربة المنزل "نشوى حسن" في السوق لشراء مستلزمات المنزل بشكل شبه يومي، تتابع الأسعار وتحاول ضبط إنفاقها على الأسعار الجديدة للسلع، فزوجها صنايعي لا يملك دخل ثابت لذا تحاول تقليل الإنفاق فهناك الكثير من الأوقات التي لا يجد زوجها فيها العمل.
"كنت زمان أشتري كميات كبيرة مثلا من الزبدة أعملها سمنة بلدي وأخزنها، نفس الكلام عن البيض أحط كرتونة في التلاجة وأشتري كمية من اللحوم، لكن الوضع دلوقتي بقى صعب بقيت أشتري كميات عالأد وساعات مشتريش خالص".
لدى "نشوى" خمسة أولاد أكبرهم أنهى دراسته الجامعية و بنت متزوجة والأصغر بنتاً بالثانوية العامة والباقي أكملوا دراستهم المتوسطة ليحصلوا على الدبلوم الفني للاتجاه للعمل مع والدهم في عمل ديكورات الجبس.
قبل رمضان الماضي فكرت "نشوى" في شراء مستلزمات رمضان لكن غلاء الأسعار وقف حاجزاً أمامها فاضطرت لشراء أشياء بسيطة للمنزل مثل الزبيب وجوز الهند مع منع شراء الحلويات والاعتماد على صنعها بالمنزل كلها "وفي العيد كنا متعودين نشتري، جت بنتي عملت كحك عيد بالسمن البلدي جابتلي كميات للبيت وبقت تبيع".
وبات التعامل مع كميات الأطعمة المستخدمة في الطهي بحرص بالغ "بعاير الرز قبل ما أطبخه والعيش أقطعه واشيله في الفريزر علشان العيال متهدروش. الحاجات بتيجي بصعوبة علشان كدة مبقاش فيه إهدار" لكنها تأمل لتحسن الأحوال قريبا.
فيديو قد يعجبك: