لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الدولار هيغلى" و"البنك الفيدرالي".. كلمات يقلق مصريون من سماعها

01:14 م السبت 18 يونيو 2022

أرشيفية

كتبت-إشراق أحمد:

قبل نحو أربعة أشهر، كانت حياة هيثم ماهر تسير كما يخطط لها، يكفي مرتبه الجديد الاحتياجات، وينضم لجمعيات مالية لتوفير مستلزمات الزواج، لكن منذ شهر مارس المنصرف دخل ما أربك حسابات الشاب " بقيت كل ما اسمع كلمة البنك الفيدرالي أعرف أن في أزمة".

كان البنك الفيدرالي الأمريكي أعلن، الأربعاء 15 يونيو الجاري، رفع سعر الفائدة بنسبة 0.75%، وهذا لأول مرة منذ عام 1994 لمواجهة تصاعد التضخم.

بينما يجلس ماهر في منزله يتفقد مواقع التواصل رأى خبر رفع سعر الفائدة "محاولتش أعرف أكتر ولا اسأل عن حاجة بقيت عارف اللي فيها".

في مارس الماضي، كانت المرة الأولى لسماع المهندس كلمة "البنك الفيدرالي"، حينها بدأت خريطة الأسعار تتغير، ارتبك ماهر، خاصة ولم يكن انقضى سوى شهر على انتقاله لعمل جديد في فبراير المنصرف "كنت اتفقت على مرتب معقول وشايف أنه هيغطي مصاريف الحياة والجواز لكن لما ارتفع الدولار الموضوع بقى صعب يعني محتاج زيادة 30% عشان يكفي".

ورفع البنك الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة للمرة الأولى في مارس المنصرف، بنسبة 0.25%، وتبعه قرار البنك المركزي المصري أيضًا بالزيارة بنسبة 1% مما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، فبلغ سعر الدولار يوم 21 مارس الماضي 17.47 جنيهًا مصريًا.

انتاب ماهر القلق "الجمعيات اللي دخلتها عشان تكفي الجهاز بقت يا دوب تكفي 70% من اللي خططت أجيبه"، ومع رفع البنك الفيدرالي الأمريكي ثم البنك المركزي لسعر الفائدة مرة ثانية في مايو الماضي، ضاق الشاب من التفكير في القادم، فقرر ألا يسأل ولا يهتم بمعرفة الأسعار حتى ميعاد قبض مبالغ الجميعات، لكنه لا يسلم.

في مكان عمل ماهر، هناك 4 زملاء له مقبلين على الزواج وفي ظروف مشابهة "بقينا نعرف أن الأسعار غليت لما نشوف على وش حد فينا الاكتئاب"، وفي يوم رفع سعر الفائدة للمرة الثالثة تفاجيء بأحد زملائه يخبره بارتفاع سعر السراميك "سأل عليه من شهر كان المتر بـ"160 جنيه أول إمبارح بقى 290 جنيه"، فيما أعلمه آخر عن أن طقم الحمام الذي اتفقوا جميعًا أنه الأفضل قد تضاعف ثمنه لـ8 آلاف بعد 3 آلاف.

أصبح ماهر يتوجس كلما سمع كلمة "البنك الفيدرالي"، يعلم أنه سيتنازل معها عن مخططاته التي قرر تركها بعد رفع سعر الفائدة للمرة الثالثة.

على النقيض من الشاب، لا تعلم تهاني عبد النبي ماذا يعني "البنك الفيدرالي الأمريكي"، لكن كل ما تعرفه أنها مرت لشراء حزمة من الخضار فوجدت سعرها ارتفع لتخبرها البائعة "يا أبلة تهاني أنت مش عايشة في الدنيا الدولار غلي".

بالأمس، أخبرت جارة السيدة المقيمة في قرية بمحافظة الغربية أن سعر السمن ارتفع إلى 60 جنيهًا، بعدما كان الشهر الماضي 43 جنيهًا. كلما وجدت تهاني زيادة في الأسعار ترجمت هذا إلى أن "الدولار راح في داهية" كما تصف، فيما تظل تتساءل بين نفسها "مين اللي بيتحكم في سعر الدولار وإيه اللي بيخليه يرتفع وينزل كده"، بينما تجد الجيران منقسمين بين السخط والدعاء برفع الغمة، فتخبرهم بما تدركه أنها أزمة يمر بها دول العالم وليس مصر وحدها.

وقع كلمة "الدولار هيغلى" يثير في نفس صاحبة الواحد وخمسين ربيعًا القلق من تزاحم الناس لتخزين السلع بسعرها القديم، واستغلال بعض التجار، خاصة وهي تعلم ما يدور لامتلاكها محل لبيع الهدايا "مثلاً بجيب ساعة وببيعها بـ150 جنيه وبكسب فيها 20 جنيه أبص ألاقيها في مركز المدينة بـ180 ولما أسأل يقول عشان الإيجار والكهرباء".

كثيرًا ما تتساءل تهاني عن سبب ارتفاع الأسعار "هل الناس بتغلي بمزاجها ولا البنزين غلي ولا الدولار؟". تحتار بينما تواصل تجهيز منزل ابنها، فتجد سعر الأسمنت اليوم بلغ ألف جنيهًا بعد أن كان 1300 جنيهًا الشهر الماضي، فيما أصبح ماهر لا يعلم إن كان سيتمكن من إكمال مستلزمات السكن قبل الميعاد المتفق عليه لإتمام الزفاف في يناير المقبل.

ومن المنتظر أن تجتمع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري يوم الخميس 23 يونيو الجاري لبحث مصير سعر الفائدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان