3 رسائل من تحت الأنقاض.. تواصل أخير بين أحد ضحايا عقار الوايلي مع أخته الناجية
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب- محمود عبدالرحمن:
ينهض إسلام صلاح من سُباته مفزوعا، إثر تساقط طبقات خرسانية من سقف غرفته على سريره، يزيد من فزعه صوت الارتطام الشديد الذي رجّ أركان البيت، الصادر له قرار ترميم لم ينفذ منذ عام 1992، باعتباره عقار ذو تراث معماري مميز.
يهرول إسلام (30 عاما) مناديا على شقيقته، "يا شيماء اصحي البيت بيقع"، كما تروي شقيقته، الناجية الوحيدة من قاطني عقار الوايلي الذي انهار فجر الجمعة الماضية، وراح ضحيته 6 من سكان العقار.
جرى إسلام وشقيقته شيماء تجاه غرفة الأب والأم، اللذان يحتاجان إلى المساعدة للنزول عبر السلالم من الطابق الرابع، حيث يعيشون منذ أكثر من 30 عاما، والخروج من العقار الذي ينهار، بعد تجاوز تاريخ بنائه 100 عام.
الأم والأب في نهاية العقد الخامس من العمر، وتعاني والدتهما أميمة من مرض الروماتيد، وحالتها المتأخرة تسببت في زيادة الآلام في قدميها، مما يجبرها على الحركة البطيئة، وهو ما جعل ابنها إسلام يحملها، بعد مشاهدته الأجزاء التي تنهار تدريجيا من العقار، ليلحق بشقيقته شيماء ووالده صلاح اللذان يسبقان بخطوات على سلالم العقار.
العقار المكون من 5 طوابق يقع في حارة حسين شاهين، المتقاطعة مع شارع طور سيناء بمنطقة الظاهر بحي الوايلى، ويقيم فيه صلاح الموظف بالأزهر الشريف وأسرته، وبهاء شحاته وأشقائه الاثنين كل واحد منهما في شقة، وصدر له قرار تنكيس عام 1992 ولم ينفذ صاحب العقار القرار، وأكد رئيس حي الوايلي عمل محضر لعدم تنفيذ مالك العقار لقرار التنكيس وتمت مخاطبته من خلال قسم شرطة الظاهر لتنفيذ القرار، لكنه لم يستجب.
بعد ثواني من بداية انهيار العقار تمكنت شيماء التي كانت تسبق والديها وشقيقها بخطوات من الخروج من باب العقار، وفصل ركام العقار الذي انهار بأكمله بينها وبينهم، حيث لم يتمكن الثلاثي من الخروج بعدما سقط العقار فوق أجسادهم.
"هما كانوا بعدي على طول بس ملحقوش يخرجوا، وكان عندي أمل أن يكون فيهم حد لسه حي"، تتذكر شيماء صلاح، الناجية الوحيدة من عقار الوايلي المنهار. تسترجع الفتاة صاحبة الـ25 عاما تفاصيل ما حدث والتي تصفها بالأكثر مأساوية في حياتها، حينما وقفت عاجزة، لا تعرف ماذا تفعل والركام غطى أجساد أسرتها "والدها ووالدتها وشقيقها"، لتدخل في حالة انهيار، ليطلب منها أهالي المنطقة وأقاربها نقلها إلى المستشفى وهو ما قابلته بالرفض حتى الاطمئنان على أسرتها.
"كنت منهارة بموت من الخوف"، تحكي شيماء التي كان يزداد رعبها لحظة عثور فريق الحماية على جثمان أحد الضحايا "لما بيقولوا عثروا على حد كنت أصرخ وأقول لا"، حتى جاءت لها ما سمته بـ"البشرى".
"سوف أتحدث إليك لاحقا.. أنا في أمان الآن لا تقلق"، رسالة تلقتها شيماء عبر هاتفها من شقيقها أثناء رفع رجال الحماية المدنية لأنقاض العقار، ليظل لديها أمل في العثور على أفراد أسرتها أحياء: "اعتقدت أنه عايش بس مش عارف يطلع من الركام"، لتقرر عقب استلام الرسالة الذهاب إلى مستشفى سيد جلال الجامعي، ليوافق طبيب الطوارئ بالمستشفى الجامعي على خروجها بعد إجراء الفحص للعودة إلى موقع الحادث، لكي تطمئن على أسرتها الذين تركتهم تحت الركام.
ليأتي لها اتصال أثناء عودتها إلى المنزل المنهار، يخبرها فيه أحد الجيران، بعثور رجال الحماية المدنية على جثمان شقيقها ووالديها "أسرتك طلعت من تحت الأنقاض بس كلهم ماتوا".
أدركت الفتاة حقيقة الرسالة، وأنها ربما رسالة إلكترونية، أرسلت من خلال ضغط الركام على الهاتف، وأن شقيقها ليس المرسل، تقول شيماء وقتها "حسيت أنى مليش حد هرجع ليه واني بقيت وحيده".
اقرأ أيضا:
"حاول ينقذ أخوه القعيد مات معاه".. حكاية شقيقين في عقار الوايلي المنهار
"ساب المكان قبلها بدقايق".. حكاية الناجي من حادث عقار الوايلي المأساوي
فيديو قد يعجبك: