"عمو أبو 100 جنيه".. شهامة أب في ميكروباص تلفت أنظار مستخدمي مواقع التواصل
كتب- عبدالله عويس:
بشهامة "ابن البلد"، وبتصرف عفوي بسيط، لاقى موقف لـ"عبد الحميد الحمراوي" إعجاب الآلاف وثنائهم على وسائل مواقع التواصل الاجتماعي. كان الرجل ذو الـ35 عاما في طريقه إلى عمله، داخل ميكروباص متجه إلى الإسكندرية، وبينما كان السائق يجمع الأجرة، خرج صوت فتاة من بين الركاب، يطالب السائق بالتوقف، إذا أنها نسيت حافظة النقود في المنزل، لتقرر العودة وجلب الحافظة. لكن الرجل الذي خشي على الفتاة من تأخرها عن امتحانها كان له قرار آخر.
لم يكن الميكروباص قد ابتعد كثيرا من الموقف، ولأن عبد الحميد يحتفظ بمبالغ زيادة في جيبه لأي طارئ، فكان قراره أن يدفع لـ"ندى" التي كانت متجهة إلى كلية الطب بجامعة الإسكندرية، لأداء امتحان، قيمة المواصلات، ومنحها 200 جنيه، لتكون معها على مدار يومها، لكنها رفضت الأمر، ولولا إقناع باقي الركاب لها، لما وافقت على أخذ 100 جنيه من الرجل، شريطة أن تحصل على رقم هاتفه لتعيد المبلغ له.
عادت الفتاة بعد الامتحان وأخبرت والدها "نيازي محمد"، استشاري العظام، بما حدث، وكانت سجلت رقم هاتف عبد الحميد باسم "عمو أبو 100 جنيه"، فهي لم تحصل على اسمه، ليهاتفه والدها ويخبره بأنه سيتجه إليه لشكره لموقفه الحسن وتصرفه مع ابنته. ونشر طبيب العظام تفاصيل ما حدث على منشور على موقع "فيسبوك" لاقى إعجاب الآلاف.
يقول عبد الحميد، الحاصل على دبلوم صنايع، في حديثه لـ"مصراوي" إنه شعر بأن هذا الموقف قد تتعرض له ابنته في المستقبل، وأنه إن فعل خيرا سيلقى خيرا، كما تعلم من والده: "وهي كانت خجولة، وقالت هاخد من صحباتي في الكلية، بس أنا قلت يمكن تتكسف منهم، ومتحبش تتحط في الموقف ده، ويمكن عايزة تفطر قبل ما تروح الجامعة ولا حاجة، ومش عايزها تشغل بالها وهي في الامتحان بالموضوع" يحكي الرجل الذي لم يكن يعرف أن الطالبة ابنة دكتور العظام الذي يسمع عنه في محيط محافظته البحيرة، حتى هاتفه وعرفه بنفسه.
قطع والد ندى مسافة تصل لـ35 كيلو مترًا، تفصل بين قريته وقرية عبد الحميد، بلقطر الغربية، لا لشيء سوى شكره على ذلك الموقف، وحين التقيا حصلا على صورة معا تم نشرها على موقع فيسبوك وتداولها الآلاف: "وأنا مكنش في نيتي كل ده، أنا بس كنت عايزها تلحق امتحانها ومتروحش وترجع البيت تاني، خفت تتأخر، واعتبرتها زي بنتي". لدى عبد الحميد الذي يعمل في ميناء الإسكندرية ثلاثة أولاد، أكبرهم في الصف الأول الإعدادي، والصغيرة في الصف الأول الابتدائي، ويتمنى أن يرى أولاده في كليات كالهندسة والطب والصيدلة.
فيديو قد يعجبك: