البطل مصطفى عسل| الأب يكشف أسرار التتويج وعناق الأم داخل الملعب (حوار)

حوار-محمد مهدي:

علت هتافات الجمهور المصري داخل مول العرب احتفالا بفوز البطل المصري مصطفى عسل ببطولة أفضل ثمانية لاعبين في الاسكواش، بينما اندفعت والدته بعفوية شديدة تجاه الملعب لاحتضانه ليقبل يدها ويبكيان سويا من الفرحة، كانت لحظة مثالية لعائلة طيبة كافحت لسنوات حتى يتحول الابن الموهوب إلى بطل في رياضة الاسكواش، كما يروي والده في حواره مع مصراوي.

لم يكن الوصول إلى تلك المكانة بالأمر البسيط، وفقا لحديث الأب "نهاية لموسم صعب جدا، خاصة بعد كورونا، بطولات كتيرة ومنافسة قوية، مصطفى مر بفترة صعبة بعد خسارة بطولة العالم، لكن ربنا كرمه بعدها" حيث فشل لاعب النادي الأهلي في إلحاق الخسارة بعلي فرج، المصنف الأول عالميا بالاسكواش في شهر مايو الماضي "كان نفسيته وحشة بعدها، وزعلان لكن ربنا كرمه بعدها، وبطولة الجونة كانت وش السعد عليه".

وفاز عسل ببطولة الجونة الدولية للاسكواش للمرة الاولى في مسيرته عقب إقصاء بول كول في المباراة النهائية بعد مشوار طويل تغلب خلاله على العديد من نجوم اللعبة مثل علي فرج والبيروفي دييغو إلياس، قبل أن يُجري استعدادات سريعة لبطولة الثمانية العظماء من أجل الظفر باللقب الثالث له خلال هذا العام حيث سبق وأن اقتنص بطولة أمريكا المفتوحة.

ويرى والد البطل مصطفى عسل أن أسباب النجاح تعود إلى المساندة الدائمة والدعم النفسي المقدم إلى الابن "كنا بنقوله يركز في اللي جاي، وبتوفيق من ربنا هيقدر يعوض خسارته لكأس العالم "والحقيقة إنه على طول عنده طموح في التقدم، ويروح لمراكز أفضل في التصنيف العالمي" لذلك حرص على دخول البطولة الأخيرة بتركيز شديد "والحمدلله قدر يوصل للنهائي عشان يقابل بول كول للمرة التانية" وهو ما أضاف أعباء جديدة على كاهله "أن الكأس مش مضمونة لمصر، وكان لازم متخرجش من بره بلدنا".

وعقب وصول اللاعب الشاب إلى المباراة النهائية تلقى والده رسالة هامة "الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة كلمني وقالي أنا جاي مخصوص من الجزائر عشان اتفرج على مصطفى" كان الجميع ينظر لحامل اللقب في المرة السابقة باهتمام بالغ وامتلاك عسل لقدرات هائلة في الاسكواش سواء في التحركات الفنية المدروسة بعناية أو اللياقة البدنية التي تساعده على اللعب بقوة لساعات طويلة "أول شوط في النهائي كان 40 دقيقة كأنه شوط في ماتش كرة بس بين اتنين، متخيلين المجهود؟!".

كانت الأجواء صعبة للغاية، استشعر والد مصطفى عسل انحياز التحكيم ضد الابن "بيكون فيه تعاطف مع أي لاعب غير مصري، عشان المصريين بيأخدوا أغلب الألقاب، ورفضوا يدوا مصطفى (الجيم) 5 مرات، دا خلانا على أعصابنا أنا ووالدته، الكاميرات بتبقى علينا بس احنا مش مركزين، عيونها على الملعب ومصطفى" حتى استطاع اكتساح اللاعب النيوزلندي بجدارة شديدة ليسجد شاكرا فور إحرازه لنقطة الفوز الأخيرة في المباراة.

اشتغلت المدرجات، لم تتمالك الأم أعصابها، هرولت تجاه الملعب "أنا كنت بسلم على الوزير وبشكره على دعمه، لقيت والدته اندفعت عليه، ودخلت تحضنه، حاجة تلقائية من أم لابنها اللي بينجح، هو مفروض مينفعش تدخل بس كانت حاجة لا إرادية وغير متوقعة، مكنش فيها اصطناع إطلاقا" فيما تُشير الام في تصريح لمصراوي إلى سعادتها البالغة بتلك اللحظة "بكيت من كتر فرحتي" ليخرج المشهد بصورة جميلة وفقا لحديثها.

ويؤكد والد مصطفى عسل على أن هناك فريق متكامل يقف خلف البطل الشاب من أجل الظهور بأفضل صورة في كافة البطولات العالمية، وما يقدمه النادي الأهلي له من توفير كافة سبل الرعاية حتى يتمكن من اقتناص البطولة تلو الأخرى، منوها لمصراوي على أن الابن سيحصل على راحة بعد نهاية الموسم الشاق الخاص بالاسكواش قبل أن يظهر في مزيد من الاختبارات الصعبة في رياضة الاسكواش.

ويتمنى الأب أن يواصل مصطفى عسل تقدمه في التصنيف العالمي للاسكواش "كمان أيام بسيطة هيكون التالت في العالم بعد فوزه بأخر بطولتين، وربنا يكرمه في اللي جاي" مشددا على أن وقوف الجمهور خلفه طوال الوقت يمنحه الدافع المستمر خلال المباريات المختلفة "هو كان بيلعب كرة زمان وعنده علاقة خاصة مع المشجعين، وبإذن الله ديما يكون عند حسن ظنهم".