قضية انتهت بانتحار وسجن.. حكاية وثائقي فضح أكبر شبكة للاتجار بالبشر في أمريكا

كتبت-هبة خميس:

بالأمس صدر حكم محكمة أمريكية صدد المتهمة "جيزيل ماكسويل" السيدة البريطانية صديقة ومساعدة رجل الأعمال "جيفري إبستين" والتي كانت تجند له القصر ليتم استغلالهم جنسيا. تم القبض على "ماكسويل" في يوليو عام 2020 وتم الحكم عليها بالسجن لمدة عشرون عاماً بتهمة استغلال القصر.

في وثائقي قصير بعنوان "جيفري ابستاين: الثراء الفاحش" الذي أنتجته شبكة نتفليكس عام 2020 نتتبع قضية ذلك الملياردير الذي استغل نفوذه في عمل شبكة لاستغلال القصر جنسياً والإتجار بهم.

في يوليو 2019 تم العثور على جثة رجل الأعمال "ابستين" في زنزانته منتحرا حيث كان منتظرا الحكم عليه على خلفية قضية تهريب بشر لاستغلالهم جنسيا لتنتهي جثته قصة ملياردير من أغني أغنياء الولايات المتحدة الأمريكية وظلت ثروته لغزا لسنوات طويلة .

تبدأ السلسلة المكونة من 4 حلقات من عام 2003 حيث عملت الصحفية الأمريكية "فيكي وارد" التي كانت تعمل بمجلة "فانيتي فير" على تحقيق حول الملياردير إبستين باعتباره لغزا وخلال رحلة بحثها عنه تلقت "وارد" قصة من فنانة تحكي عن تحرشه بها جنسيا هي وأختها الأصغر منها.

بعد استماعها للناجيتين قررت "وارد" البحث ورائه، لكن نفوذ رجل الأعمال منعها من استكمال تحقيقها تجاهه ليصدر تحقيقا قاصرا يمجد في إبستين على اعتباره المدير المالي لكثير من المليارديرات وكيف نجح في ذلك.

بين عامي 2005 و2006 نجحت شرطة فلوريدا في تتبع إبستين ونشاطه الغريب في قصره في خليج "بالم بيتش" وبعد سماع إفادات الكثير من الضحايا اللاتي كان يتم استدارجهن بمبلغ قليل من المال ومعظمهن قاصرات من بيئات مفككة وأسر فقيرة وبعد كثير من التفتيش حوله تم اتهام إبستين بتهمة الحث على الدعارة وتم اعتقاله لكنه خرج بعدها بساعات بكفالة.

وخلال عامين تهرب إبستين من كل التهم من خلال اتفاق فيدرالي يمكنه من دفع مبالغ مالية كتعويضات للضحايا وسجل اسمه ضمن لائحة مرتكبي الجرائم الجنسية في ولاية فلوريدا ونيويورك لكن استمر محاموه في ملاحقة الضحايا مستغلين نفوذه الكبير ومصاحبته للرئيس السابق بيل كلينتون ودونالد ترامب والأمير أندرو كما حرص فريقه الإعلامي على تهديد الصحفيين بنشر أي تقارير عن القضية، وأصر النائب العام وقتها "أكوستا" أن قراره تجاه القضية كان مناسبا وظلت "ماكسويل" تنكر التهم الموجهة ضدها.

يتعرض الوثائقي لبداية إبستين كابن لأسرة متوسطة من نيويورك ونبغ في دراسته ليعمل بعد سنوات كمدرس، ثم دخل سوق المال وزيف شهاداته الجامعية ليتلاعب بأسعار الأسهم ويتمكن من تكوين ثروة طائلة في خلال سنوات قليلة وأثناء إدارته المالية لبعض رجال الأعمال مثل "ليز ويكسنر" تمكن إبستين من استغلالهم مقابل تقديم القصر لهم.

في الجزء الثالث من الوثائقي شهادات حول الجزيرة الاستوائية الخاصة بإبستين وكيف ضمت حفلات عربدة للكثير من الشخصيات السياسية واستغلال الفتيات لتقديمهن هدايا لأصدقائه.

مع استمرار ملاحقة وشهادات الضحايا تم القبض على إبستين بتهمة تهريب البشر والاتجار بهم، ولم يعترف بذنبه وأنكر كل التهم الموجهة ضده وأنهى حياته في زنزانته مع ترك وصية لمنح كل أملاكه لإئتمان بنكي.

ويعتبر الحكم بصدد "ماكسويل" هو إنهاء لسلسلة الانتهاكات التي قامت بها مع إبستين ضد الكثير من الفتيات والقصر ليكون الحكم عادل على المرأة التي أبدت ندمها على صداقتها مع رجل الأعمال الذي دمر حياتها على حد وصفها.