إنجاز جديد لأصغر خطاط للقرآن الكريم في مصر (حوار)
كتب- محمد مهدي:
لا يكف الشاب عبدالكريم محمد مرجان، الملقب بأصغر خطاط للقرآن الكريم في مصر، عن تحقيق مزيد من الإنجازات في مسيرته بعالم الخط، حيث نجح مؤخرا في الحصول على المركز الأول على مستوى الجمهورية في دبلوم مدارس الخط العربي التابعة لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، كما يؤكد في حواره مع مصراوي.
واختار ابن قرية الشرقي سمهود بمحافظة قنا أن يترك دراسته في الثانوية العامة من أجل الالتحاق بمدارس تحسين الخط العربي رغم رفض أسرته لتلك المغامرة "استغربوا إزاي أسيب الثانوية العامة وأروح لمدرسة فنية، ناس كتير شافوا الموضوع فشل، لكن بفضل الله قدرت أثبت العكس" حيث انهمك في الدراسة بكل ما أؤتي من قوة وتركيز من أجل حصد أفضل الدرجات بين أقرانه.
وكان عبدالكريم قد حصل في فبراير من العام الفائت على شهادة إجازة في كتابة المصحف الشريف بخط النسخ كأصغر خطاط في مصر من الأستاذ العلامة مسعد خضير البورسعيدي، نقيب الخطاطين حينذاك، نظرا لموهبته الكبيرة والحرفة التي يمتلكها في تدوين الخط كأنه رجل ذو خبرة، وهو ما وضع الشاب القناوي في مكانة مميزة وأصبح حديث لمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.
وكان عبدالكريم ينوي تحقيق العديد من الأحلام من خلال التحاقه بمدارس الخط العربي "من أول افتتاحها مفيش شخص قناوي حصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية" أراد كتابة التاريخ لأبناء محافظته حتى تمكن من اقتناص اللقب المميز "كنت بحلم أكون العشرة الأوائل والحمدلله بقيت الأول على الجمهورية" موضحا أن النظام التعليمي يتبع الحكومة "مدة الدراسة 4 سنوات زي أي مدرسة وليها مستقبل كبير".
وعن مستقبله بعد التخرج من مدارس الخط العربي يؤكد عبدالكريم أن أمامه العديد من الطرق التي يرغب في السير بها "عندي كمان سنتين تخصص في الزخرفة ثم متاح ليا الشغل كمدرس خط في الأزهر الشريف أو مدارس الخط العربي في محافظات مصر المختلفة" يرى الشاب الموهوب أن تلك الخطوة هامة للغاية في المهنة التي يحبها منذ طفولته حيث يذاكر ليل نهار من أجل تحصيل كافة المعلومات الخاصة بالخط.
ولم تكن الأمور تسير بسهولة في تلك التجربة "المدرسة كانت بعيدة عن قريتي، وكنت بتحرك بليل ومفيش مواصلات كفاية" كان يتحرك بصعوبة من أجل الوصول إلى بيته يوميا غير أن ذلك لم يُقلل من عزيمته وإصراره من أجل التخرج بأفضل نتيجة ممكنة "لكن كان يهمني في الأخر أخد شهادة من المدرسة مهما كانت العقبات اللي بتقف قدامي" لذلك كانت سعادته كبيرة عقب استلامه شهادة حصوله على المركز الأول في مصر.
ويعتقد عبدالكريم كما يروي في حواره مع مصراوي أن والده هو صاحب الفضل الأول له لدخول عالم الخط العربية، حيث ساعد على الكتابة بطريقة جيدة وتعلم الكثير من فنون الخط في وقت مبكر وزرع بداخله الشغف تجاه تلك المهنة "وبعد ما اتوفى قررت إني أكمل في نفس الطريق واتعلمت من خلال الانترنت" كما يشدد على أن والدته وباقي أفراد عائلته "هما الداعم الأول ليا وبيقفوا جنبي في كل الظروف عشان كدا أول الناس اللي بتفرح ليا لما بحقق أي إنجاز جديد".
ولن يتوقف عبدالكريم عند النجاحات التي وصل إليها في سن مبكر، حيث سبق وأن قام بتأليف كتاب عن الخط العربي في جامعة جنوب الوادي فضلا عن الاستعانة به لتعليم أبناء قريته المهارات التي اكتسبها على مدار سنوات فيما يحلم بأن يظل شغوفا بتلك المهنة ويستزيد من المعرفة عنها "وأكون حاجة كبيرة في الخط العربي وأنقل خبرتي خاصة في منطقة الصعيد".
فيديو قد يعجبك: