لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"صكوك الأضحية": مؤسسات خيرية بين مواجهة الفقر وارتفاع الأسعار

06:33 م الجمعة 08 يوليه 2022

- مارينا ميلاد:

- صور: أحمد جمعة

للعام الثالث على التوالي؛ يأتي عيد الأضحى وسط ظروف اقتصادية غير مستقرة.. تسبب فيها وباء كورونا وتداعياته ثم الحرب الروسية الأوكرانية هذا العام، والتي أثرت سلبًا على معدلات التضخم وأسعار السلع في مصر، وبالطبع أسعار الأضاحي.

لذا استقبلت مؤسسات خيرية هذا العيد بتغيرات طالت خططها، حيث زادت الأعداد المستهدف الوصول إليها بعد أن اتسعت قائمة الأسر التي باتت تحتاج مساعداتهم.

صورة 1

فور الانتهاء من صلاة العيد صباح غدًا السبت؛ سيبدأ أحمد لبيب، رئيس قطاع العمليات الميدانية في بنك الطعام، وفريقه، عملية الذبح بمجزري المؤسسة في محافظتي أسوان والبحيرة. تلك العملية التي تستمر حتى عصر رابع يوم العيد داخل مصر وخارجها في كلا من الهند والبرازيل.

في هذه الأيام، يستهدف بنك الطعام – بحسب "لبيب" - 2500 رأس في مصر، و4000 خارجها، لتصل اللحوم إلى نحو مليون أسرة في 27 محافظة.

حَدد بنك الطعام سعر ما يُعرف بـ"صك الأضحية" بـ3950 جنيها للبلدي، في مقابل 2500 جنيه للمستورد، ذلك بجانب صك أخر للحوم الصدقات قدره 270 جنيها، على أن يحصل البنك على 18 كيلو منها وصاحب الأضحية على 9 كيلوجرام.

صورة 2

لم تكن أسعار "صك الأضحية" هكذا في العيد الماضي عند المؤسسة نفسها. فقد بلغ وقتها سعر الصك البلدي 3400 جنيه، والمستورد 1950 جنيها، وصك لحوم الصدقات (3 كيلو) 200 جنيه.

تلك الزيادة يوضح "لبيب" أنها بسبب زيادة الأسعار عليهم عند الشراء بنسبة 15 إلى 20% تقريبا على الرأس الواحدة. فرغم أن بنك الطعام يملك مزرعة خاصة به، إلا أنه يحتاج لشراء المزيد من المواشي من مزارع أخرى، التي توفر لهم أقل الأسعار.

ويفسر هيثم عبد الباسط، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، الزيادة بأنها نتيجة طبيعية لارتفاع تكلفة الأعلاف المستوردة ليصل سعر الطن إلى نحو 10 آلاف جنيه.

لذلك ارتفعت أسعار الأضاحى عن العام الماضى بنسبة 30%؛ وفقًا لتقارير الغرفة التجارية.

صورة 3

يعتبر بنك الطعام أول من تعامل بـ"صك الأضحية" طبقًا لفتوى رقم 1732 لعام 2006.

وفي ظل معدل فقر وصل إلى 30% في مصر؛ تضم قاعدة بياناته 750 ألف أسرة تحت خط الفقر ومن غير القادرين علي العمل سواء مسنين أو أمهات معيلة أو مرضي. يشير "لبيب" إلى أن تلك القوائم التي يتم تحديثها دوريًا شهدت زيادة هذا العام بنسبة 15%.

للوصول إلى هؤلاء في النجوع والقرى ومتابعة عملية "صك الأضحية"؛ يعتمد "لبيب" على فريق يضم أكثر من 250 شخصا؛ بداية من الشراء، الذبح، التعبئة، والتوزيع والتسليم. إلى جانب لجنة الجودة التي تشرف على اختيار الأضحية السليمة ومدى تعقيم وجاهزية المجازر.

لكن هشام محمد وشقيقته، اللذان اعتادا الذبح كل عيد، لا يلجأن إلى "صك الأضحية" بأي مؤسسة. ويلخص "هشام" أسبابه في "تفضيلهما اختيار الذبيحة للتأكد من وزنها وأنها ليس مريضة، ومتابعة طريقة ذبحها، وتوزيع اللحمة بأنفسهما".

يقول "هشام"، وهو على المعاش، واحتاج أربعة أخرين لمشاركته في شراء العِجل: "نحن نشعر بالعيد عندما نقوم بكل شئ بأنفسنا، لا عن طريق وسيط". ذلك على عكس، إبراهيم بكير، الذي يرى أن التعامل مع "صك الأضحية" في "مؤسسة ذو ثقة" يوفر لهم وقت ومجهود، كما أنه أسهل وأنظف في رأيه.

صورة 4

وقبل أسبوع من بداية الأضاحي، اتجه عادل عبد الفتاح، مدير العمليات الميدانية بجمعية رسالة، لتوزيع 6 أطنان ونصف طن من اللحوم على الأسر الفقيرة في محافظة الفيوم، ثم كررها، خلال اليومين الماضيين في محافظة بني سويف بتوزيعه 3 أطنان ونصف طن، بمعدل 2 كيلو لكل أسرة.

هدف الجمعية من ذلك – بحسب "عبد الفتاح" – أن يكون لدى هؤلاء لحوم قبل العيد ضمن حملة صداقات جارية خاصة باللحوم، التي تكلفت مليون ونصف المليون جنيه.

تلك الحملة جَدت هذا العام على خطة الجمعية بسبب الظروف الاقتصادية للأسر، والتي لمسها "عبد الفتاح" بنفسه عند استلامه لكشوف الأسر المستحقة من الجمعيات الشريكة لهم في المحافظات. فيقول "وجدت زيادة في الكشوف وتحققنا منها.. وسببها توقف مصادر أخرى عن الذبح والتبرع لهم هذا العام".

كان ذلك الاتجاه نفسه الذي لاحظه في التبرعات القادمة للجمعية، فيشير إلى أنها قلت بشكل كبير، في وقت اشترت فيه الجمعية رأس الماشية بزيادة ما بين 10 – 15 جنيها في الكيلو الواحد.

رغم ذلك، لا زال "عبد الفتاح" متفائلا بأنه يمكنهم جمع 30 أو 40 طنا تكفي محافظات الصعيد، التي ستكون وجهته خلال العيد: "نحن نجتهد ونسعى ونتمنى إيجاد تبرعات كافية".

وقبل شهرين من عيد الأضحى، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ارتفاعا جديدا لمعدلات التضخم في أبريل لتصل إلى 14.9% مقابل 4.4% لنفس الشهر العام الماضي. وهو ما فرض زيادة على أسعار السلع الغذائية الأساسية بنسبة 29.3%.

وعليه؛ تطلع جمعية "مصر الخير" إلى القيام بدور مضاعف قدر طاقتها. ففي العام الثامن لها بنظام "صك الأضحية"، تعمل على جمع 40 ألف صك لحوالي 5300 رأس، وفقا لمعتز محمد، مدير إدارة العلاقات العامة بالمؤسسة.

يوضح "معتز" أن دائرة عملهم تختلف عن غيرهم من المؤسسات، إذ لا يوفرون لحوم فقط إنما يساعدون أشخاص أخرين على كسب رزق.

فقبل 6 أشهر من عيد الأضحي، بدأت المؤسسة تدريب أشخاص على الإنتاج الحيواني وتربية المواشي بإشراف مهندسين زراعين وأطباء بيطريين، لتمكنهم من شراء 20 ماشية وتربيتها في مزارع المؤسسة مقابل قرض من البنوك الممولة للمشروع.

وعندما تُباع الماشية ذات الحالة الجيدة في أيام الأضاحي، يحصل الشخص على نصيبه الذي يسدد منه القرض، ويتبقى منه ربح يصل إلى 15 - 20 ألف جنيه.

ربما تساعدت هذه الآلية في حفاظ المؤسسة على نفس عدد متبرعيها كل عام، وهي النقطة التي أشار إليها "معتز"، فلم يطرأ عليهم تغيرًا حتى الآن.

كذلك مؤسسة بنك الطعام، فيرى أحمد لبيب، رئيس قطاع العمليات الميدانية بها، أن نسبة التبرعات لا يمكن قياسها إلا بنهاية العيد، لكنها "مقبولة حتى الآن". ويكمل قائلا: "هناك أشخاص عندما أثرت الأزمة الاقتصادية عليها، شعرت بالأقل منها وكيف يمكنه العيش؟.. لذلك رغم صعوبة الحال نجد تكاتفًا من الناس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان