زيارة استثنائية.. كواليس أول لقاء للجالية المصرية بمفتي أوكرانيا منذ الحرب

كتب- محمد مهدي:

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الفائت لم يلتقِ أفراد الجالية المصرية بالدكتور أحمد تميم المفتي العام لأوكرانيا نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لكن في الأيام الماضية جرت "زيارة استثنائية" على حد وصف أحمد السعيد نائب الجالية في تصريحاته لمصراوي، من أجل مناقشة العديد من القضايا الهامة.

وتعاني أوكرانيا تحت وطأة الهجوم الروسي حيث فقد أكثر من 3.5 مليون أوكراني منازلهم، وهو ما يمثل 8٪ من سكان البلاد، كما تضررت أكثر من 830 مؤسسة صحية و2129 مؤسسة تعليمية و530 منشأة ثقافية وفنية في جميع أنحاء أوكرانيا، وفقا لمركز مكافحة التضليل التابع لمجلس الأمن القومي الأوكراني، حيث استهدفت القوات الروسية أهدافًا مدنية بمعدل 60 مرة أكثر من أهدافها العسكرية.

واعتاد أفراد الجالية المصرية على لقاء الدكتور تميم، المسؤول عن الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "وخاصة في المناسبات الكبرى، لكن مقدرناش نتقابل في رمضان السنادي وعيد الفطر والأضحى بسبب ظروف الحرب" وبعد فترة من المحاولات تم اللقاء المرتقب بين الطرفين داخل مسجد الرحمة "دا المسجد الرئيسي والأشهر في أوكرانيا، وبيضم مكتب المفتي" كانت الأجواء مثالية نظرا لقيمة المفتي الكبيرة في قلوب الجميع.

ويتمتع مفتي أوكرانيا بعلاقات طيبة مع مصر، حيث سبق وأن زار الأزهر الشريف في سبتمبر عام 2019، فضلا عن تواجده في مرصد الأزهر لمكافحة التطور خلال فبراير الماضي، للتعرف على جهود المرصد في مواجهة الأفكار المتطرفة ومتابعته الدؤوبة لأنشطة التنظيمات الإرهابية في العالم، كما جرى تعرف على آلية العمل داخل وحدات المرصد التي تضم 13 وحدة باللغة العربية والأجنبية، ليشيد الدكتور أحمد تميم بالجهود المبذولة لحفظ عقول الشباب والنشء من الانسياق وراء الأفكار الإرهابية.

استمر اللقاء لنحو 45 دقيقة بتواجد السعيد رفقة شريف رضوان رئيس الهيئة الإدارية بالجالية المصرية "دار نقاش مهم حول قرارات الدكتور تميم المهمة في الحرب الروسية الأوكرانية" من بينها فتح أبواب جميع المساجد في أنحاء البلاد للمتضررين من الأزمة الكبرى "الناس اللي بيوتهم اتضربت ومش لاقين سكن ليهم سواء مسلمين أو غير مسلمين" وهي خطوات أنقذت الكثير من الأرواح من القصف المتواصل من القوات الروسية.

تحدث المفتي للجالية المصرية أيضا عن "المساعدات الكبيرة اللي تم تقديمها للجميع في أوكرانيا، سواء طبية أو غذائية" في ظل الحاجة الماسة لتلك المواد نظرا لندرتها عقب شهور قليلة من اندلاع الهجوم الروسي، فضلا عن المحاولات المستمرة من قِبل الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا لتوفير سبل الرعاية المختلفة وبث روح الاطمئنان في قلوب أبناء البلد والمغتربين حتى مرور تلك الفترة القاسية.

وتطرق الحديث أيضا إلى أحوال الجالية المصرية في أوكرانيا والطرق الأمثل لمساندتهم "رحب بالتعاون مع (البيت المصري) الممثل للجالية في أوكرانيا، ودا كان ضروري في التوقيت الحالي خاصة بعد تأزم الوضع أكثر في الفترات الأخيرة" فيما أثنى الدكتور أحمد تميم، مفتي أوكرانيا بالدور الذي لعبته الحكومة المصرية والسفارة في إجلاء عدد كبير من المواطنين من المناطق المنكوبة وإعادتهم إلى القاهرة من خلال طائرات خاصة.

ومن الأشياء التي أثلجت قلوب الجالية المصرية في لقائهم مع مفتي أوكرانيا اهتمامه "بالمسلمين اللي تركوا مدنهم بعد الحرب وخروج لدول مجاورة، أكد على تواصله الدائم معاهم للوقوف على حالتهم الصحية وتقديم مساعدات بقدر الإمكان" وفي نهاية المقابلة المثمرة والإيجابية حرص على تقديم عدد من الرسائل لأبناء مصر في أوكرانيا منوها إلى ضرورة التماسك في الأزمات الكبرى حتى تنتهي الحرب سريعا وتعود الحياة إلى طبيعتها.