قتل النساء في الأماكن العامة.. نزيف نيرة أشرف مُستمر
كتبت- شروق غنيم:
لا يزال نزيف سلسلة قتل نساء على يد شركاء سابقين أو حاليين مُستمرًا، بشكل متتالي هزّت قضايا قتل نساء في الوطن العربي الرأي العام مُتسائلًا عن تصاعد العنف ضد المرأة في صورة غير مسبوقة، بل صارت ساحة القتل أماكن عامة، في الشوارع أو أماكن الدارسة.
نيرة أشرف.. قتل على قارعة الطريق
في وضح النهار، وأمام المارَّة، خارج أسوار جامعة المنصورة، قُتلت الطالبة الجامعية نيرة أشرف نحرًا، في 20 يونيو الماضي، على يد زميلها، وكشفت التحريات الأولية حينها، أن نيرة وجه لها عدة طعنات نافذة في رقبتها، لتنقل الضحية إلى المستشفى قبل أن تلتقط أنفاسها الأخيرة.
أُلقي القبض على المتهم محمد عادل، 22 عامًا، وعلى مدار يومين من المحاكمة، أُدين "بارتكاب القتل العمد مع سبق الإصرار" بعدما اعترف بارتكابه للجريمة، وبأنه وجه تهديدات للطالبة قبل قتلها، وحُكم عليه بالإعدام، وطالبت المحكمة حينها بتعديل تشريعي، من أجل إذاعة تنفيذ حكم الإعدام علنًا، من أجل ردع جرائم القتل.
إيمان رشيد.. القتل بالرصاص في حرم جامعة أردنية
مسافة تُقدر بـ 675 كم، وساعة ونصف بالطائرة تفصل بين مصر والأردن، إلا أن واقعة الطالبة المغدورة نيرة أشرف، دوى أثرها هناك، وتحديدًا، شمال العاصمة الأردنية عمّان، في حرم إحدى الجامعات الخاصة.
رسالة نُسبت إلى قاتل الفتاة الأردنية، حيث وجه لها تهديدًا بأنها سوف تتجرّع نفس مصير الطالبة المصرية نيرة أشرف على يديه، لينفذه بعدما رفضت الطالبة الارتباط به، وداخل حرم جامعة العلوم التطبيقية شمال العاصمة الأردنية، أطلق الطالب عُدي الرصاص على الطالبة، ليُرديها قتيلة في الساحة العامة.
لكن تفاصيل الجاني تختلف عما لاقاه الطالب المصري محمد عادل، إذ بعدما حاصرت الشرطة الأردنية القاتل لإلقاء القبض عليه، أشهر المسدس وأطلق النار على رأسه، مُنتحرًا.
هزّت القضية الرأي العام الأردني، وانتشر وسم "بأي ذنب قتلت إيمان؟"، لتنضم إلى قائمة النساء المغدورات علنًا، بسبب رفضهن للارتباط.
سلمى بهجت.. القتل بسكين الحُب
تتشابك خيوط كل القصص، باختلاف الأدوات أو الأسماء، لكن المجي عليه واحد.. امرأة قررت أن تتخذ قرارها الحُر برفض الارتباط بشخص. بوحشيّة سدد إسلام محمد طعنات نافذة إلى الطالبة سلمى بهجت في مدخل عقار سكني بالقرب من محكمة الزقازيق في محافظة الشرقية.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو، بينما يحمل القاتل إسلام محمد أداة القتل، أُلقي القبض عليه وأمر النائب العام، بحبسه أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل المجني عليها سلمى بهجت عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
وجاءت شهادات عائلة سلمى، لتحكي عن رفضهم سابقًا لخطبة الشاب بالطالبة الراحلة، بسبب سلوكه، لم يتراجع الشاب وأخذ في توجيه تهديدات بإيذاء سلمى وتهديدها بالقتل.
سلمى بهجت، كانت تبلغ 20 عامًا من العمر، وقعت مشادة بينها وبين الجاني أمام مدخل العقار في مدينة الزقازيق، ما تطور إلى إشهار إسلام السكينة وطعنها.
واعترف إسلام، البالغ من العمر عشرين عامًا، بارتكابه للجريمة، وقال إنه حاول في 29 يونيو، أي نفس الشهر الذي هزّت فيه جريمة قتل نيرة أشرف، حاول توجيه أذية لها، إذ كان بحوزته آلة حادة، إلا أنه فشل، لكن عاود قبل يومين الجرّة، ونجح في إنهاء حياة الطالبة البريئة.
تركت الحادثة حزنًا كبيرًا، لكن أيضًا غضبًا، إذ كرّت الجريمة شريط الحوادث المختلفة التي عاشتها نساء في بلاد مختلفة، جراء تصاعد جرائم العنف ضدهن،وبحسب تحليل لمنظمة الصحة العالمية في العام الماضي، أقرت بتعرض واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، أي نحو 736 مليون امرأة، لعنف جسدي أو جنسي خلال حياتهن.
فيديو قد يعجبك: