أول بطولة دومينو في مصر.. من كراسي المقاهي إلى "كأس العالم"
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
- مارينا ميلاد:
منشور يَحمل إعلانًا عن أول بطولة دومينو أمريكاني في مصر لمن يرغب في المشاركة!.. للوهلة الأولى، لم يقتنع محمد طلعت أن ذلك حقيقي. مَرَّ عليه كأنه لم يراه. فهو لا يريد أن يدفعه عشقه للدومينو، للوقوع فيما اعتبره "فخًا".
لكن مع تكرار المحتوى نفسه على صفحات معروفة، تأكد من صحته. شارك في البطولة، فاز بالمركز الأول، ووجد نفسه بين ليلة وضحاها، مؤهلًا للمشاركة في بطولة كأس العالم لهذه اللعبة.
تلك البطولة المُفاجئة نَظمها الاتحاد المصرى للألعاب الترفيهية، وهو اتحاد نوعي تأسس عام 2020 بهدف الحفاظ على الألعاب التراثية والرياضية الترفيهية كالألعاب الخمس التي يتبناها: "الدومينو، طاولة الزهر، فوت فولي، كورف بول، وليدو".
سَعى الآلاف للمشاركة في البطولة، التي أقيمت مؤخرًا ولمدة يومين.. لكن انطبقت الشروط على 122 مشاركًا فقط بينهم محمد طلعت، الذي يعمل مهندسًا، ويلعب الدومينو ثلاث مرات أسبوعيًا بواقع 4 ساعات تقريبًا في اليوم الواحد.
وفي كل جلسات لِعبه مع أصدقائه، لم يأت في خيال "محمد" أن تقوده اللعبة إلى هذه النقطة التي سيشكل فيها مع الفائزين بالمراكز الـ16 الأولى نواة أول منتخب مصري للدومينو.
يقول "محمد"، البالغ 37 عامًا: "كنت متوترًا وخائفًا في اليوم الأول.. لم أكن أعرف أن لعبتنا على المقاهي يمكن أن تأخذني إلى بعيد".
فالدومينو وطاولة الزهر، التي تشكل صورة رئيسية للمقاهي المصرية، هي ألعاب التراثية لعبها الإيطاليون في مطلع القرن الثامن عشر ثم انتشرت بعدها في أوروبا – حسبما يذكر موقع اتحاد الألعاب الترفيهية.
لذا يسعى الاتحاد للحفاظ عليها في ظل سيطرة ألعاب الإنترنت الجديدة.. كان هذا الاتجاه الأساس للفكرة التي نَمت في رأس أحمد البكري يومًا بعد يوم، حتى انتهت بتأسيسه الاتحاد. ذلك رغم عدم صلته بالمجال الرياضي، حيث يملك شركة توظيف عمالة وسياحة. كما لم تتعدَّ مساحة الدومينو والطاولة في حياته حدود الهواية.
لكن زاد حماسه تجاه فكرته؛ عندما وجد صديقه الذي يعيش في الولايات المتحدة سيشارك في بطولة عالمية للدومينو. لم يكن "البكري" يَعلم وقتها أن هناك بطولات تخص هذه الألعاب المَحصورة في مصر على أنها "للتسلية"، كما يقول.
قَدم "البكري" مقترحه لوزير الشباب والرياضة، وما عرضه كان مُقتصرًا على لعبتي الدومينو وطاولة الزهر، قبل أن يقرر الوزير تغيير الاسم إلى "الألعاب الترفيهية" ليتسع ألعاب أخرى. وباتت هناك ميزانية مخصصة من الوزارة لهم - وفقا لـ"البكري".
لا تتطلب عضوية هذا الاتحاد سوى الاشتراك السنوي الذي يصل إلى 350 جنيها للاعبين بشكل حر و125 جنيها للتابعين لأندية أو هيئات، فلا شروط أخرى أو حدود للأعمار.
في المقابل؛ تتمثل فوائد عضويته في المشاركة بالبطولات كبطولة الدومينو الأخيرة، بعيدًا عن مسألة التدريب حتى الآن.
فالمركز الأول الذي حصده محمد طلعت بالبطولة كان نتاج مواجهاته لأصدقائه في المقهى أو النادي بمدينته "المنصورة"، لذا وجد الأمر مختلفًا تمامًا في البطولة.
فيقول إنه "تعلم أفكاراً وأساليب جديدة في طريقة اللعب"، خاصة وأن الدومينو الأمريكاني تختلف عن "المعتادة"، وهو النوع الأكثر انتشارًا في مصر، حيث القواعد الأكثر صعوبة واللعب من أربعة اتجاهات وليس جهتين.
بجانب "محمد"؛ شَارك في البطولة 20 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان بينهم هاني مسعد (43 سنة)، وهو موظف حكومي ويتولى رئاسة لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بالاتحاد.
يرى "مسعد" أن إعاقته الحركية لا تصعب عليه لِعب تلك الألعاب كما هو الحال بالنسبة للصُم الذين لا يسمعون النتيجة أو التوجيه. فيعمل على تيسير الأمر عليهم وتوصيل المعلومة لهم. فيقول: "نسعى لإثبات وجودنا.. وأنه بإمكاننا المشاركة مثل الأسوياء".
لدى "مسعد" مهمة متمثلة في نشر تلك الألعاب بجميع الأندية، حيث إن عددا كبيرا منها يرفض ممارستها حتى لا يصبح المكان شبيهًا بالمقهى – حسبما يقول.
يزداد الأمر صعوبة للنوادي أو مراكز الشباب الخاصة بذوي الاحتياجات، فكما يوضح "مسعد"، هم يحتاجون إلى دعم وميزانية من اتحادات الألعاب لتوفير وسائل مواصلات لهؤلاء الأشخاص أو غيرها من الإمكانيات، وهو ليس باستطاعة اتحادهم حديث التأسيس حتى الآن.
لذا بادر "مسعد" بشراء "دومينو" وتدريب من شاركوا في البطولة من ذوي الاحتياجات بنادي الإيمان لذوي الإعاقة ومركز شباب الساحل.
ومن ناحيته، يعمل أحمد البكري، رئيس الاتحاد، على توفير إنشاء أكاديميات لهذا الغرض في مراكز الشباب، التي ستضم سيدات أيضًا. فالبطولة الأخيرة شارك بها 8 سيدات، بينهن منة يحيى.
منة، التي تعمل مديرة حسابات في إحدى الشركات، لم تتجاوز مدة لعبها للدومينو بضعة أشهر، وكان أغلبها "أون لاين".. لكنها أرادت بمشاركتها في البطولة "التأكيد على أن اللعبة ليست حكرًا على الرجال، كما أنها لعبة ذهنية وليست بدنية" – وفقا لحديثها.
لكن اهتمامها الأكبر ينصب على لعبة طاولة الزهر، التي تمارسها منذ 3 سنوات. فعندما أوقف فيروس كورونا جميع الأنشطة، ترك المساحة أمام ألعاب مثل الدومينو والطاولة لتجتمع "منة" بأصدقائها في البيت وتتعلمهما معًا.
خَرجت "منه" من الجولة الأولى في البطولة، لكنها ستدخل بطولة "الطاولة" المقرر إقامتها قريبًا بمدينتها "الإسكندرية"، وهي اللعبة الأهم بالنسبة لها.
في هذا الوقت، سيستعد الأربعة الأوائل في بطولة الدومينو وعلى رأسهم محمد طلعت، للسفر إلى جمهورية الدومينيكان لتمثيل مصر في بطولة كأس عالم اللعبة.
سيترك "محمد" مقعده في المقهى ليأخذ مكانه في بطولة كأس العالم، التي لايزال يجهل قواعدها.. يعكف هذه الأيام بجانب عمله، على التدريب عليها "أون لاين"، لأنها الصورة الأقرب لما سيلقاه في البطولة. وينتظر أن يوفر لهم الاتحاد معسكرًا للتدريب أكثر والتعرف على قواعد البطولة.
اقرأ أيضًا:
رحلة هروبه استغرقت عاما.. حكاية إدريس التي جعلته الكرة لاجئًا
سيدات كرة الجرس.. من بطولة هولندا إلى أولمبياد طوكيو (قصة مصورة)
فيديو قد يعجبك: