بعد مقتل الظواهري.. سيناريوهات مُقلقة حول مستقبل تنظيم القاعدة (تقرير)
كتبت-رنا الجميعي:
بعد مقتل زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، انتشرت تكهنات وأقاويل عما سوف يحلّ بالعالم بعد مقتل قائد التنظيم الجهادي الأشهر في العالم.
قُتل الظواهري بضربة أمريكية أثناء صعوده شرفة منزله في العاصمة الأفغانية، كابل، مساء الإثنين الماضي، وكان الظواهري قد تسلم زعامة تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، وأعلنت العاصمة الأمريكية حينها جائزة تبلغ 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
يقول منير أديب، باحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، لـ"مصراوي" إن الفترة المقبلة ستشهد ظهور أكبر لتنظيم القاعدة، بخلاف ما تحاول الولايات المتحدة زعمه من حلول السلام بعد مقتل الظواهري، ويرجع أديب عدة أسباب لهذا الاعتقاد، منها عدم وجود الظواهري في صدارة المشهد لسنوات طويلة "بحكم كبر سنه، كما أن هناك تقارير استخباراتية زعمت أنه مصاب بمرض عضال، ولو صح ذلك، فالظواهري كان يعلم ذلك، وبالتالي ربما يكون اختار بديل له".
استعداد الظواهري قبل مقتله ليس السبب الوحيد في نظر أديب، بل يرجع السبب الأكبر في طبيعة التنظيم الجهادي، فيقول "القاعدة ليست تنظيم يعمل بشكل مركزي، فلديها أذرع وأفرع في العديد من الدول"، ويوضح أديب أن التنظيم الجهادي يعمل عن طريق المساعدين والمستشارين "قد يكون الزعيم له بعض التوجيه، ولكن الزعيم ليس الرجل الوحيد في الصورة".
بالتالي فإن القاعدة لن تتأثر كثيرًا بعد مقتل الظواهري، بحسب اعتقاد أديب، وربما تشهد الفترة القادمة عمليات إرهابية حول العالم، خاصة مع تمدد القاعدة في أفريقيا وكسب ود جماعات إرهابية، مثل جماعة بوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب في الصومال، كما ذكر أديب.
ويرى أديب أن الولايات المتحدة أخطأت في مواجهة تنظيم القاعدة منذ غزوها لأفغانستان عام 2001، وأخفقت في مواجهة قيادات التنظيم، فضلًا عن إسقاط حركة طالبان، ويدلل الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة على رأيه بتمكن أمريكا من قتل أسامة بن لادن بعد غزوها أفغانستان بعشر سنوات كاملة، فقد قُتل بن لادن على يد أمريكا عام 2011.
لدى أديب بعض التكنهات تجاه زعيم القاعدة الجديد، يعتقد الباحث أن يكون سيف العدل المصري أحد الأسماء المطروحة على الساحة، وسيف العدل هو لقب محمد صلاح الدين زيدان، مصري من مواليد المنوفية عام 1963، وانضم سيف العدل إلى القاعدة بقيادة أسامة بن لادن في أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
يعتقد أديب ترجيح اسم سيف العدل تحديدًا، لكونه مصريًا مثلما كان الظواهري مصري أيضًا، فالظواهري من مواليد الجيزة عام 1951، كما أن سيف العدل المنتمي آنذاك للجماعات المتطرفة في مصر، الذي أُلقي القبض عليه عام 1987 على خلفية تعرض حسن أبو باشا، وزير الداخلية المصري، لمحاولة اغتيال.
وبعد انتمائه لتنظيم القاعدة في أفغانستان حمل سيف العدل خبرة واسعة في العمل العسكري الميداني، كما يقول أديب، ونفذ عمليات كثيرة، كما أنه يعتبر الأكثر كاريزما من بين قادة القاعدة، لذا يُرجح الباحث اسم سيف العدل كزعيم قادم للقاعدة.
ينهي أديب حديثه لمصراوي بأن أمريكا أخطأت كثيرًا بتركيزها خلال السنوات الماضية في مواجهة داعش فقط، وفي تلك الآونة تمكنت القاعدة من العمل في صمت، خاصة مع رؤية أديب بأن تنظيم القاعدة هو الأكثر خطورة مقارنة بداعش، ويدلل على ذلك بعملية تفجير برج التجارة العالمي في سبتمبر 2001، وهو ما يعتبر عقر دار أمريكا.
فيديو قد يعجبك: