حسام حسن.. لماذا فشل مع الأهلي وتألق مع سموحة؟ (قصة مدفوعة بالبيانات)
تقرير - مها صلاح الدين:
يقف حسام حسن، يتصبب عرقًا أمام عدسة كاميرا أحد المراسلين، مرتديًا تيشرته الأزرق وشارة قيادة نادي سموحة، بعد انقطاع دام نحو عام و4 أشهر، منذ رحيله إلى النادي الأهلي في سبتمبر 2021 وعودته إلى النادي الأزرق على سبيل الإعارة، لمدة 6 أشهر في بداية يناير الحالي.
يسأله المراسل عن الهدفين اللذين سجلهما في مرمى نادي طلائع الجيش، بعد عودته مباشرة إلى نادي سموحة، الذي يُعد حسام حسن هدافه التاريخي، وما إذا كانوا بالنسبة له بمثابة رد اعتبار، فيرد اللاعب بنبرة تملؤها قلة الحيلة: "والله لا رد اعتبار ولا حاجة.. أنا جاي أساند الفرقة، وأنا بقالي فترة مكنتش بلعب، فالحمدلله إنه رجوعي كان بالشكل ده".
الهدفان اللذان سجلهما حسام حسن، قائد نادي سموحة المُعار من النادي الأهلي لمدة 6 أشهر، في أقل من 80 دقيقة، يوازيان بالضبط عدد الأهداف التي سجلها حسام خلال عمر انتقاله إلى النادي الأهلي بأكمله، مما أثار تعجب جماهير النادي الأحمر.
الأمر الذي جعلنا نلجأ إلى تحليل خُطى حسام بالأرقام منذ البداية، في محاولة لقراءة أسباب هذا التحول، والإجابة على سؤال: لماذا فشل حسام حسن مع النادي الأهلي على الرغم من كل إمكانياته المادية ورصيده من البطولات، بينما تألق مع نادي سموحة؟
بدأت رحلة حسام حسن في الدوري المصري منذ عام 2012 مع نادي طلائع الجيش، ومنذ ذلك الوقت لعب صاحب الـ 29 عامًا، 206 مباراة، وتحديدًا 12 ألفًا و895 دقيقة، سجل خلالهم 51 هدفًا، 90% منهم مع نادي سموحة.
بدايات متشابهة
لعب حسام حسن في طلائع الجيش والداخلية، وقضى في كل منهما موسمان، قبل أن ينتقل إلى نادي سموحة في منتصف يناير من عام 2016، ويلعب معه لـ 6 مواسم، قبل أن ينتقل إلى النادي الأهلي.
ومع جميع البدايات، كانت النتائج متشابهة، من هدف إلى هدفين في الموسم الأول بحد أقصى مع أي فريق ينضم إليه، وهو تمامًا ما حدث مع النادي الأهلي.
لم تتخطى عدد الدقائق الذي لعبها حسام حسن مع أي نادي الـ 1000 دقيقة خلال الموسم في مسابقة الدوري، قبل موسمه الثاني مع نادي سموحة.
حيث لعب حسام خلال الموسم الأول مع نادي سموحة، نحو 515 دقيقة خلال 9 مباريات في المسابقة نفسها، سجل خلالها هدفين، بمعدل هدف كل 258 دقيقة.
ومع بداية الموسم الثاني له مع النادي الأزرق، أصبح حسام حسن لاعبًا في 85% من قوائم مباريات الفريق في المسابقة الأهم لكرة القدم في مصر.
لكن حسام حسن احتاج نحو 935 دقيقة خلال 21 مباراة، مع النادي الأهلي ليسجل الهدفين نفسهم، بمعدل هدف كل 468 دقيقة، في موسمه الأول، وهو ما جعله غالبًا ما يتم يكون بديلًا، أو خارج قوائم الفريق من الأساس.
وعلى الرغم من ذلك، توجد علاقة طردية صريحة بين زيادة عدد الدقائق التي تواجد خلالها قائد فريق نادي سموحة في الملعب، وزيادة عدد الأهداف، كما هو مبين في الرسم التالي.
قبل أن ينتقل حسام حسن إلى النادي الأهلي، كان قد بلغ مكانة الهداف التاريخي لنادي سموحة وقائد الفريق، وكانت صفقة انتقاله بين الناديين ليست سهلة، حيث تنافست على شرائه أكبر أندية الدوري، ما اضطر الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، التواصل مع رئيس نادي سموحة فرج عامر بنفسه، وحسم الصفقة.
وفي الوقت الذي كان فيه حسام حسن يبدأ أساسيًا في جميع مباريات نادي سموحة، في حالة ما كان ضمن قوائم الفريق المشاركة في مباريات الدوري - فيما عدا أوقات الإجهاد والإصابة - كان النادي الأهلي لديه مهاجمًا أساسيًا يحمل لقب هداف الدوري في ذلك الموسم وهو محمد شريف، وكان من الطبيعي أن يصبح حسام حسن بديلًا له في أغلب الأوقات.
فلم يكن حسام حسن لاعبًا أساسيًا مع الأهلي خلال الموسم الماضي، سوى في ثلث المباريات فقط، ولم يدخل قائمة الفريق في الدوري سوى في 6 من كل 10 مباريات، للمشاركة في عدد قليل من الدقائق.
الأمر الذي لم يكن سهلًا على لاعب مثل حسام، وهو الذي كان قائدًا ونجمًا لفريقه السابق، ففي مارس الماضي، ظهر وهو يبكي أمام عدسات الكاميرات في أرض الملعب، ومدرب النادي الأهلي الأسبق بيتسو موسيماني يدفع به في الدقيقة 89 من عمر مباراة فاركو والنادي الأهلي، في الوقت الذي كان فيه المارد الأحمر فائزًا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
وقتها علق الإعلامي الرياضي أحمد شوبير على ذلك المشهد قائلًا: "ربما يشعر حسام حسن بالإحباط لأنه يحتاج إلى وقت أكبر للمشاركة في المباريات.. فلا يصح الدفع به في الدقيقة الأخيرة من مباراة محسومة".
وهو ما يفسر العلاقة بين زيادة عدد أهداف حسام حسن كلما زاد عدد المباريات التي شارك بها كلاعب أساسي.
وهو الأمر نفسه الذي دونه رئيس نادي سموحة فرج عامر، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلًا: "الناس اللي بتسأل ليه حسام حسن جاب هدفين مع الأهلي خلال موسمين في نفس الوقت حسام حسن أحرز هدفين مع سموحة في أول مباراة لعبها كاملة.. السبب غاية في البساطة هو الثقة!.. في الأهلي ضغوط كبيرة من الجماهير ومن الإعلام.. في سموحة تحرر من كل هذه الضغوط ويعلم أن فرص لعبه أكثر بكثير وأن الفريق يعتمد عليه بشكل كبير".
حسام حسن الذي شارك مع المنتخب الوطني في ثلاث مباريات.. وديتان، ومباراة رسمية واحدة، خلال عامي 2019 و2021، غاب عن قوائم المنتخب المصري منذ عامين تقريبًا، وهو الواقع الذي لن يتغير دون المشاركة المنتظمة في مباريات فريقه، وهو ما جعله يحدد هدفه في حديثه مع المراسل قائلًا: "أنا باصص على المنتخب.. وده مش هييجي إلا بمساعدة زمايلي في الفريق وأنا أساعدهم".
فبعد جميع الاستنتاجات السابقة، هل يواصل حسام حسن تألقه مع سموحة؟ وهل يحقق هدفه ويعود إلى قوائم المنتخب؟ والأهم من كل ذلك.. هل يعود إلى صفوف النادي الأهلي بعد انتهاء مدة الإعارة ويضع بصمته؟
فيديو قد يعجبك: