اللقطاء لا يزرعون الزيتون.. حكاية الرضيع "مجهول الهوية" في غزة (فيديو)
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتب- محمود الطوخي:
نائم غير واع بما حوله من أهوال، لكن خدوشا انتشرت في وجهه كانت أول عهده مع المحتل بعدما استخرجوه من بين الركام، تنهال عليه نظرات الحسرة والعطف ممن حوله، فلا اسم يدعونه به ولا لقب يستدلون به على هويته وأهله قد راحوا أسفل ركام منزلهم في جباليا بشمال قطاع غزة بعدما أصابته قذائف القصف الإسرائيلي، ليكتسب فايز الكفارنة لقب "الطفل مجهول الهوية" أو كما وصفه طبيب الذي أسعفه"أمل فلسطين".
وبينما يتساءل جميع من حاوطوه عن حالته الصحية، تتزاحم العدسات عليه لالتقاط صور له بعدما طالبهم الطبيب بنشرها؛ عسي تقود من تبقى من أهله ويهتدون إليه، الطفل فايز لم يتخط عمره شهرين ولكنه لم يسلم من قصف جيش الاحتلال الصهيوني كغيره من أطفال ونساء مثلوا 60% من الشهداء البالغ عددهم أكثر من 1900 في العدوان المتواصل منذ 7 أيام على مدن غزة، وفق بيان وزارة الصحة الفلسطينية، فقضى والده وأشقاؤه وأبناء عمومته، بينما أُصيبت والدته بجروح في الرأس نقلت على إثرها إلى أحد المستشفيات بالقطاع، فيما اصطحبه المسعفون إلى مستشفى آخر ليكون "مجهول الهوية".
جاء فايز مع أسرته إلى جباليا هرباً من القصف الإسرائيلي الكثيف على منطقة بيت حانون حيث منزلهم الأصلي، باعتبارها أكثر أمانا لكنها في النهاية لم تكن بعيدة بما يكفي للنجاة، فانهار المنزل عليهم إثر قذيفة أصابته مباشرة وفيما كُتبت له النجاة مع والدته فقد كلاهما الآخر.
"مجهول الهوية" هكذا أطلق المسعفون على الطفل فايز بعد أن عثروا عليه، أمس الأول الأربعاء، لمّا عجزوا عن التوصل إلى أي إثبات عن هويته، وقرروا نشر صورته على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية وبعض المواقع الإعلامية؛ أملا في التوصل إلى أحد أقاربه أو من يتعرفون عليه.
بعد ساعات قليلة كانت البشرى، استطاع عمه التعرف إليه وهرع إلى حيثما يكون ابن أخيه في مجمع الشفاء الطبي ليتسلمه، والفرحة تغمره، بعدما اطمأن على سلامة الطفل الرضيع وتأكد من أنه ليس ضمن 614 طفلا استشهدوا و2000 آخرين أُصيبوا خلال الأحداث الجارية في قطاع غزة المحاصر، وا صطحبه إلى مستشفى الإندونيسي حيث ترقد والدته حاليا؛ ليكون عزاء لها في من فقدتهم من باقي أفراد أسرتها.
فيديو قد يعجبك: