"صنعوا كوفية إسرائيلية".. وائل توفيق لـ"ضمائر متصلة": إسرائيل زيفت التاريخ بهذه الأدوات
قال الصحفي وائل توفيق أثناء ظهوره في برنامج "ضمائر متصلة" الذي يقدمه الشاعر والإعلامي ياسر الأطرش، عبر فضائية "تلفزيون سوريا"، إن الصورة الأيقونية والرموز الوطنية الفلسطينية ساهمت في تعزيز القضية داخل نفوس مناصريها، بداية من الكوفية الفلسطينية التي كانت إفرازًا من إفرازات الثورة الفلسطينية (1936-1939)، إذ عُمم ارتداؤها في فلسطين حتى لا يُميز الثوار الفلسطينين ويتم اعتقالهم ومواجهتهم، إذ لم تكن موجودة قبلها كزي شعبي، وأصبحت فيما بعد رمزًا مرادفًا للمقاومة والقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أنه تم وصف الكوفية بأنها رمزًا نازيا يشبه القمصان البنية التي كان يرتديها الجنود النازيون، وإمعانا في خلق رمزا موازيا، صنعت إسرائيل كوفية إسرائيلية بالألوان الزرقاء.
كان ياسر حرباوي المنتج الفلسطيني الوحيد للكوفية في فلسطين، إذ كان يصنع 750 كوفية في اليوم الواحد عام 1990، ثم تقلص العدد بنقص الآلات والمعدات.
وأكد على أن إسرائيل، تعسى دوما لإخفاء كل ما يدينها من أوراق ووثائق وصور، ففي كل المجازر التي ارتكبتها مثل دير ياسين، صابرا وشاتيلا، أخفت كل ما تستطيع أن تخفيه، وسنت قانون يمنع خروجها لمدة عشر سنوات بدافع الحفاظ على الأمن القومي، وهو ما روته المخرجة الإسرائيلية التي أخرجت فيلم "ولد في دير ياسين" وثقت فيها اعترافات القادة الصهانية التي ارتكبوا المجزرة، وروت أنها التقت أحد المصورين وأخبرها أنها صوّر المجزرة وبعدما أحضر الصور لهم أخفوها تماما، ولم يبق منها إلا ما يصور الجنود الصهانية وهم واقفون لا يفعلون شيئَا.
وتابع، هدم الكيان المحتل كل المنازل الذي هجر سكانها كي لا تسمح لأي شخص توثيق الواقع قبل وبعد الهدم، كما أحرقت دور السينما الفلسطينية، واستخدمت دور السينما لصالحها في بث أفلام سينمائية تواصل من خلالها غسل دماغ مواطنيها: "تبث قبل عرض الأفلام في قاعات السينما، أفلاما تسجيلية وخبرية تؤيد رواياتها".
ولفت "توفيق" إلى أن، فلسطين تعي منذ اليوم الأول أهمية الصورة والرمز والميديا، إذا كانت تصدر للغرب وإعلامه روايات وسرديات مزيفة، منها، ما قالته جولدا مائير أنهم لم يجدوا أي فلسطيني عندما دخلوها، بالإضافة إلى تعمدهم حرمان الفلسطينيون من دراسة الآداب والفنون والثقافة والمسرح في مناهج التعليم، وفي المقابل أوكلت وضع المناهج لطلابها لعسكريين كي يعززوا داخلهم كراهية الفلسطيني وتشويه صورته إنسانيا.
وأوضح، أن السينما كانت سلاحا مهما وحيويا لجأت إليه إسرائيل في طرح سردية الاحتلال وتبرير تصرفاته، إذ أنتجت في الفترة من بداية السبعينات لنهاية الثمانينات قرابة 30 فيلما بدعم من هيوليود، وكان آخرها فيلم "جولدا" 2023 الذي سعوا من خلاله لطرح سردية أنهم انتصروا في حرب أكتوبر، وانتهي بمشهد حمامة تسقط مقتولة على الأرض أي أنهم يسعون للسلام بينما يسفك العرب الدماء.
وأضاف، اهتمت إسرائيل أيضًا بالأدب الذي كان سابقًا للمشروع الصهيوني بل مهد له وكان واقعه، أي أنه مهد الطريق لبداية المشروع الصهويني المحتل وهو ما يؤكده غسان كنفاني في كتابه "في الأدب الصهيوني"، كما عمدوا إلى تشويه صورة الفلسطيني في الرواية والشعر والقصة والسينما، وصوروه بأنه، متعطش للدماء وسفاح وراعي غنم ولا يسعى للسلام.
فيديو قد يعجبك: