%50 زيادة| رحلة البحث عن أرخص "سبلايز" بالفجالة قبل بداية التيرم الثاني
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- محمود الطوخي:
شهدت مكتبات بيع الكتب والأدوات المدرسية بمنطقة الفجّالة إقبالاً منخفضاً، قبل أيام من انطلاق الفصل الدراسي الثاني، وسط حالة سخط عبر عنها بعض أولياء أمور الطلاب، بسبب ارتفاع أسعار الكراسات والكشاكيل والأقلام وغيرهما من الأدوات والمستلزمات المدرسية عن أسعار التيرم الأول بنسبة وصلت إلى 50%.
بدت منهكةً من التجول في ساعات الظهيرة التي تأجّجها حرارة شمس مستعرة تارة وتنقلب دون إنذار برداً قارساً تارة أخرى، وزارت كل مكتبة في طريقها؛ بحثاً عن خَصم يوفّر لها بضعة جنيهات أو عن صنف بعينه من المستلزمات التي سيحتاجها أبنائها في أول أيام الدراسة، فاطمة محمد صاحبة العقود الأربعة وأماً لولدين وفتاة، تقول: "بقالى ساعتين بلف من مكتبة للثانية.. بدور على كتاب لبنتى مش لقياه"، وتوضح أن بعض أنواع الكتب الخارجية غير متوفرة، إلى جانب ارتفاع أسعار الأدوات بشكل عام عن التيرم الأول.
وبحسب بائعين فإن عملية الشراء تبدأ بالمستلزمات الورقية مثل "الكراريس" والكتب الخارجية، تحديداً مع انطلاق موسم الدروس الخصوصية، وقبيل الدراسة بأيام يبدأ الإقبال على باقي الأدوات مثل الأقلام بمختلف أنواعها وأصناف المسطرة والبرّايات والألوان، وفق كريم عبدالله الذي يجلس على مقربة خلف منضدة خشبية يعرض عليها بعض أنواع الكراسة والكشكول على رصيف ناصية أحد الشوارع الفرعية بمنطقة الفجالة، تختلف "لعبة الأدوات عن الكتب"، حيث يقوم أصحاب المكتبات الكبرى باستيراد نسبة كبيرة من هذه المنتجات من الصين بمواصفات ذات تكلفة خاصة، فتكون حصراً لكل مكتبة؛ ليتمكنوا من بيعها بأسعار تحقق لهم أرباحاً كبيرة، إضافة إلى بعض أنواع المنتجات المحلية الشائعة، والتي يزداد الطلب عليها باستمرار: "اللى بييجى ياخد نوع معين من الأقلام دى بكمية مابياخدهاش إلا لو اشترى من البضاعة المستوردة"، وكان يبلغ ثمن العلبة الواحدة من هذه الأقلام 22 جنيها بحد أقصى.
يشير كريم إلى أن أول ما يسأل عنه جميع الزبائن هو حجم الخصومات، موضحاً أن مشاركة المنتجين للكتب الخارجية والأدوات المدرسية في معرض الكتاب بدورته الحالية أثّر بشكل كبير عليهم، حيث تباع الكتب بالمعرض بخصومات تصل لـ 15%، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأنواع المعروضة بالأسواق.
وبينما أكثر ما يشغل غالبية الزبائن المترددين على الفجّالة من الطبقة البسيطة، هو شراء ما يحتاجه أبناؤهم من أدوات خاصة بهم، كان لـ "علياء السيد" شأن آخر يشغلها: "بدور على أدوات للمدرسة طالباها من بنتي"، أو ما يعرف في مدارس اللغات وبعض المدارس الخاصة بـ "السابلايز" وتضم مناديل مبللة ومناديل جافة وأقلام للسبورة ولوحات كرتونية ومواد لاصقة وبعض المواد التي تستخدم في تزيين الحجرات الدراسية يصل ثمن الواحدة منها لأكثر من 200 جنيه، وتعرب علياء عن استيائها الشديد من هذا الأمر: "مش معقول ندفع مصروفات بالآلاف ونصرف على المدرسة كمان".
فيما شهدت أسعار الكتب والكراسات بأنواعها المختلفة ارتفاعاً وصفته علياء بـ"مبالغ فيه"، يرجع أصحاب المكتبات هذا الارتفاع، وقف استيراد بعض المواد من الخارج في الفترة الماضية والتي شملت الورق والأحبار.
هادي أبو الوفا عامل بمكتبة الاتحاد للأدوات المكتبية والمدرسية، والتي يمتلك صاحبها مصنعاً لإنتاج أنواع كراسة وكشكول مختلفة، يقول إن أسعار أنواع الكراسة والكشكول المختلفة شهدت قفزة كبيرة بعد توقف الاستيراد، مشيراً إلى أنهم اضطروا إلى استخدام الورق المصرى في صناعة منتجاتهم الورقية: "الورق المستورد نظيف وأبيض إنما الورق المصرى أصفر مايتكتبش فيه"، وكان سعر الكشكول الواحد 3 جنيهات حتى بلغ أكثر من 5 جنيهات.
وتستورد مصر نحو 300 ألف طن ورق سنوياً؛ لسد الفجوة بين حجم الاستهلاك المقدّر بـ 450 ألف طن والإنتاج المحلى الذي لا يتعدّى 170 ألف طن.
ويوضح أبوالوفا أن أسعار الأدوات المدرسية ارتفعت لأكثر من 50% : "الناس لو كانت بتشتري الأدوات الأساسية من الأنواع الشعبية ب200 جنيه (أقلام رصاص، أقلام جاف، ألوان، برّايات وأستيكة)، دلوقتي تمنهم من 350:300 جنيه".
ورغم عدم حصول فاطمة على الخصومات التي تبتغيها، فإنها في النهاية مضطرة إلى شراء ما يحتاجه أبناؤها من أدوات وكتب وكراسات، استقطعت لها مبلغاً ليس بالقليل من راتب زوجها الذي لا يتجاوز ثلاثة آلاف جنيه شهريا، فليس بمقدورها أن تعود إلى منزلها خالية الوفاض: "اشتريت شوية حاجات بحوالي 900 جنيه غير اللى اشتريته قبل كده.. بس لو مش هاناكل لازم نعلمهم عشان يعرفوا يعيشوا".
ويؤكد كريم عبدالله أن ارتفاع الدولار ليس السبب الوحيد في غلاء الأسعار ولكن بحسب تعبيره "جشع بعض التجار والمصنعين": "مجرد مابيعرفوا أن الدولار هايرفع أو الحاجة هاتغلى بيلموا البضاعة من السوق ويخزنوها أو يبلغوا في سعرها".
فيديو قد يعجبك: