نصف كيلو لحم لـ6 أفراد.. كيف تتحايل أسر الطبقة المتوسطة للحصول على البروتين؟
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
كتب- محمود عبد الرحمن:
أمام إحدى محلات الجزارة بمنطقة أرض اللواء بالمهندسين، طلبت مريم عاطف من البائع شراء كيلو إلا ربع من اللحم، لتجهيز وجبة لأسرتها، وعلى عكس ما اعتادت عليه الأم لـ6 أطفال قبل ديسمبر الماضي، بشراء كافة احتياجاتها الأسبوعية وأحيانا الشهرية مرة واحدة وتخزينها، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة نتيجة ارتفاع أسعار كافة السلع ومنها اللحوم والدواجن إلى أكثر من الضعف.
لجأت مريم إلى تقليل الكميات التي كانت تشتريها من اللحوم والدواجن إلى النصف، مثل غيرها من الأسر الموجودة في محيطها السكني والاجتماعي، نتيجة ارتفاع الأسعار، تقول الأم: "كيلو اللحمة المستورد كان بـ85 جنيه دلوقتي بـ 165 جنيه"، بجانب تقارب أسعار الفراخ من اللحوم: "الفراخ لما سعرها بقى كده بقينا مش عارفين نجيبها".
منذ سنوات طويلة اعتادت مريم، صاحبة الـ38 عاما والتي تقيم في منطقة أرض اللواء، شراء اللحوم البلدي والمستوردة معا، البلدي يتم طهيها وأكلها مباشرة، بينما اللحوم المستوردة تستخدمها في عمل الحواوشي والكفتة: "حشو الجلاش و صواني المكرونة" وغيرها من الأكلات التي تحتاج كميات أكبر من اللحوم: "كنا نعمل حواوشي وكفتة باستمرار عشان الأسعار رخيصة"، لكن الظروف الحالية وارتفاع سعر كيلو اللحوم البلدي إلى 250 جنيها وجدت مريم نفسها مجبرة على الاكتفاء بشراء اللحوم المستوردة بجانب تقليل بعض الأكلات: "بقيت أعمل الحواوشي كل فين وفين لو الأولاد كمان طلبوا"، تقول الأم.
"اللحمة دلوقتي بقت أوفر من الفراخ في الأكل وخصوصا لو معاك أسرة كبيرة"، يقول حسن علي، الذي اشترى كيلو ونصف كيلو من اللحوم لأسرته. كان شراء الفراخ الحل الأخير للأب الذي يعول أسرة مكونة من خمس أفراد في حالة توفير النفقات، يقول: "كنت أجيب فرختين وكان الكيلو أرخص بكتير من اللحمة"، لكن مع ارتفاع أسعار كيلو الفراخ إلى 80 جنيها كان حل التوفير شراء اللحوم بدلا من الفراخ.
"كيلو اللحمة بـ 160 جنيها ويقسم إلى وجبتين"، يستكمل حسن الذي يعمل سائقا بهيئة النقل العام، وذلك على عكس الفراخ التي تضاعف سعرها: "الفرخة آخرها تتقسم على أربعة أجزاء"، لذا يجد حسن أن اللحمة أوفر، وخصوصا في حالة وجود أسرة كبيرة مثل أسرته تحتاج إلى فرخة لا يقل وزنها عن 2 كيلو ونصف كيلو يصل سعرها إلى 200 جنيه بخلاف المصاريف الأخرى من خضار وعيش وخلافه.
"كل يوم المستوردين ترفع الأسعار وده خلى الحال واقف"، يقولها محمود حبيشة صاحب محل الجزارة بالمنطقة الشعبية، وتسبب هذا الارتفاع الغير مسبوق في ضعف الإقبال على الشراء، بجانب تقليل المواطنين الكميات التي كانوا يقومون بشرائها في أوقات سابقة: "ليا زباين تيجي ليا مخصوص واللي كان ياخد 2 كيلو بقي كيلو"، يقولها حبيشة.
يتذكر صاحب الـ39 عاما، حالة الإقبال من المواطنين قبل ارتفاع الأسعار: "كنا مش بنلحق نعمل كفتة ولا لحمة ولا إيه"، ليجد نفسه مجبرا بعد ضعف الإقبال بتقليل كميات اللحوم التي يشتريها من المذابح بسبب حالة الركود وعدم توافر السيولة المالية: "العجل اللي كان بـ7 آلاف دلوقتي نفس الوزن بـ16 ألف"، موضحا أنه يقوم في الوقت الحالي بشراء كميات اللحوم التي يقوم ببيعها فقط: "لو اشتريت لحمة وقعدت من غير بيع أحطها فين؟".
"السمك أسعاره زادت وممكن في اليوم كله معرفش أبيع 10 كيلو من كل الأنواع"، يقول صبري علي صاحب إحدى محلات السمك، والذي يعاني من حالة الركود، تسببت فيها موجة ارتفاع الأسعار غير المسبوقة في مختلف السلع، يقول: "كيلو السمك اللي كان بـ22 جنيه دلوقتي بـ50".
"دلوقتي أغلب الناس بتشتري السمك جاهز"، يستكمل حسن، على عكس الأيام الماضية قبل ارتفاع الأسعار، والتي كانت الزبائن تشتري كميات لتخزينها وأكلها وقت الحاجة، كنظام توفير للنفقات، فمثلا: "القلي عندي بـ10 جنيه لكن لو الأسرة تقلي في البيت محتاجه نص إزازه زيت غير الدقيق"، لذا يكون من الأفضل القلي في المحل.
لم تختلف طبيعة الحال وقلة الإقبال لدى تجار الفراخ في منطقة المهندسين، حيث سيطرت حالة من الركود على المحلات التي وقف أصحابها في انتظار الزبائن للشراء، يقول محمد قرني الذي يمتلك محلا لبيع الطيور الحية بالمنطقة الراقية: "البيع قل النص واللي كان يأخذ فرختين بقت فرخة".
منذ افتتاح قرني محله في منطقة المهندسين، لم يكون من المعتاد سؤال الزبائن عن الأسعار: "زبون المهندسين مختلف يجي يقول عاوز فرخة اتنين وبعد ما أخلص أقوله الحساب"، وهو ما اختلف الفترة الحالية، "الزبائن بتسأل الأول وبعدين تحدد هتشتري ايه".
فيديو قد يعجبك: