لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وهبته أمه حياة جديدة فخطفها قطار قليوب.. حكايات الموت من أمام منزل أحد الضحايا

03:52 ص الأربعاء 08 مارس 2023

كتب- عبدالله عويس:


داخل شارع الروضة بأشمون، في محافظة المنوفية، كان العشرات يقفون أمام منزل سامح قنديل، أحد ضحايا قطار قليوب، الذي وقع ليلة أمس، الثلاثاء. يخفون عن والده ووالدته مصرع نجليهما، حتى تيقن الرجل من الخبر.
كان سامح الذي يعمل «استورجي» بورش موبيليا مختلفة، عائدا من حي الهرم في الجيزة إلى منزله، وكانت زوجته التي تزوجها في عام 2018، تنتظره وطفليها، أصغرهما لم يمر على ولادته شهرين، وكان يحتفل بمولده رفقة الجيران والأهل. لكن الأب لم يعد لأهله إذ صار أحد ضحايا القطار.


البكاء أمام منزل الشاب كان سيد الموقف، من أسرته وجيرانه وأقاربه، يحاولون جميعا تهدئة والده ووالدته اللذان يعملان بالفلاحة، فيما كان شقيقه الوحيد في طريقه إلى المشرحة منتظرا استلام جثمان أخيه.


وكان سامح يعمل في ورشة بمركز أشمون، لكن ومع اختلاف الظروف، اضطر للعمل في أكثر من ورشة، يركب القطار في الصباح ولا يعود إلا في المساء، متوجها لأكثر من ورشة بحسب طلب صاحبها، فتارة يعمل في ورشة بفيصل وتارة في الهرم وغيرها بحسب ما يطلب أصحاب الورش.


لكن أهل الشارع يعرفون حكاية مأساوية لسامح، الذي يحمل جزءا من أمه، إذ أنه كان مصابا في كليتيه، وكان على وشك الموت بحسب أحد جيرانه، حتى تبرعت له أمه بإحدى كليتيها، منذ فترة.


يقول إبراهيم عبداللطيف، وهو أحد جيرانه، في حديثه لـ«مصراوي» إن سامح كان مريضا قبل أن تكتب له النجاة بكلية والدته، ويعرف الناس في محيطه تلك الحكاية.

ويصف إبراهيم جاره الراحل بأنه كان على قدر كبير من التواضع والخلق: «عمره ما زعل حد ولا عمل مشكلة مع حد، كان طيب وبينزل يشوف شغله يرجع يشوف أهل بيته».
يحكي الجيران عن أخلاقه، يرددون أحاديث مختلفة عنه، يتذكرونه بكل فعل طيب قدمه، وفي عيون بعضهم الدمع، وفي نبرات أصواتهم أسى.

يصمتون قليلا، فيكسر الصمت صوت بكاء الأقارب ونحيبهم.
عاش سامح ذو الـ31 عاما في منزل والده، وحين تزوج سكن في الطابق الثاني من نفس العقار، وكان يعمل باليومية: «أبوه كان بيقولنا إنه جابله الفطار الصبح، وراح الشغل، وكان مستنيه يرجع» يحكي إبراهيم، الذي تأثر بكلام والد سامح، حين تمنى غياب ابنه عن العمل في ذلك اليوم.

أما صديق طفولته، ورفيقه في أول ورشة تعلما فيه صناعة الموبيليا، فكان حزنه كبيرا، يتذكر عشرات المواقف التي جمعتهما، وكان آخرها من شهر حين تعرض لحادث وزاره سامح.

يقول الشاب في حديثه لـ«مصراوي» بعض تفاصيل عمل صديق طفولته «كنا على الله وكل واحد بيروح يسترزق في حتة، حسب ما الشغل ينادي صاحبه، وحزني عليه كبير أوي» يحكي أحمد أبو ضلع، الذي عرف بالخبر عبر الهاتف: «عمره ما غلط في حد ولا زعل حد، ولا جاب سيرة حد على لسانه بالوحش» يحكي الشاب.


يقول يحيى البنا، وهو أحد جيرانه، إن سامح بعد فترة طويلة من التعب، وتبرع والدته له بإحدى كليتيها، لم يكن يقوى على العمل بشكل كبير، وفي رمضان الماضي، صار يبيع المخلل بأحد الطرق الرئيسية في أشمون: «وكان راجع من مستشفى بيجيب منها أدوية ليه ماشي عليها من ساعة تعبه» يحكي يحيى لـ«مصراوي».

وكان القطار الذي يستقله سامح وآخرون، قد تجاوز الـ«سيمافور» المغلق، واستمر بالمسير حتى وصل إلى السكة المنتهية بتصادم الحماية بنهاية السكة، وذلك بحسب بيان للهيئة القومية لسكك حديد مصر. فأسفر الحادث عن ضحايا ومصابين، كان سامح رجب أحمد قنديل أحدهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان