من القاهرة إلى الخرطوم.. عودة اضطرارية لأسرة سودانية إلى نار الاشتباكات
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
كتب- محمود عبد الرحمن:
غلاف- مايكل عادل:
الاشتباكات في عموم السودان تحصد الأرواح، وتضيق الحياة على المدنيين، الذين يعانون بالأساس من أوضاع وظروف اقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة، وفيما يفر الآلاف من السودان، ما بين عمليات هروب وإجلاء، إلى عدة دول من بينها مصر، يجد مهدي القاسم نفسه، مجبرا على العودة من القاهرة إلى الخرطوم.
أواخر مارس الماضي، وصل مهدي وزوجته وابنته فاطمة ذات الـ14 عاما إلى مصر، في زيارة هي الأولى للقاهرة. كان الدافع علاج ابنته التي تعاني من مشكلات طبية في الغدد الصماء، ولم يصل إلى تشخيص محدد لابنته في الخرطوم، فاتخذ قراره بالذهاب إلى القاهرة.
في مصر أخبره الأطباء بطبيعة مشكلة ابنته الطبية، مؤكدين أن صغيرته لا تحتاج إلى تدخل جراحي، وإنما سيكون علاجها بأدوية تنتظم عليها، ليطمئن قلب الرجل، الذي ترك خلفه في الخرطوم 5 أبناء، يتواصل معاهم ويطمئنهم بأحواله، إلى حين عودته إليهم.
بتاريخ الـ17 من أبريل، الجاري، حجز مهدي تذاكر عودته وزوجته وطفلته إلى القاهرة، لكن السبت السابق لذلك الموعد بيومين غير الأشياء رأسا على عقب، بعد اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أثرت في معيشة المدنيين، ووضعت البلاد في خارطة الاهتمام العالمي، برحلات إجلاء للرعايا ومحاولات لفرض هدنات لممرات إنسانية، في ظل ظروف بالغة القساوة.
قرر الرجل إلغاء الحجز إلى حين استقرار الأوضاع قليلا، ثم العودة إلى الخرطوم من جديد، للبقاء مع كافة أسرته، وبات يراقب رحلات الفرار من الاشتباكات الدائرة هناك، وعمليات الإجلاء، فيما يرغب هو في رحلة عكسية للقاء أولاده "أسرتي في خطر، ولا أستطيع النوم من القلق، منذ بداية الأحداث" يحكي مهدي، الذي يعمل مدير حسابات في أحد محال الخرطوم.
كان الرجل يتصل بأولاده، يحذرهم بين الحين والآخر من الخروج من المنزل، وربما وصل لمسامعه أصوات النيران وهو يحدثهم على الهاتف، فيصيبه الذعر أكثر مما لو كان بينهم "أخبرتهم ألا يفعلوا أي تصرف إلا بالعودة إلي وأخذ قراري خوفا عليهم". وكانت أعداد الوفيات في السودان قد وصلت إلى 411 قتيلا حتى أمس، بحسب نقابة الأطباء السودانيين.
مع استمرار الاشتباكات وتزايد حدتها، لم يجد الرجل مهربا من العودة السريعة، إلى الخرطوم. كان قد مر 14 يوما على الاشتباكات، قبل أن يحصل الرجل على تذاكر للعودة إلى الخرطوم، بعدما كادت أمواله أن تنفد، فحجز له ولزوجته وابنته تذاكر، بتاريخ قبل أمس، الجمعة، من إحدى شركات النقل البري في وسط القاهرة، لتبدأ رحلته أمس إلى الخرطوم من جديد.
يقول فتحي أحمد، موظف حجز بإحدى شركات النقل البري، إن هناك تراجعا حادا في السفر إلى السودان نتيجة الأحداث هناك، ونادر من يعود إلى هناك في تلك الفترة "كان الأتوبيس يتحرك من قبل بـ50 راكبا لكنه الآن يتحرك بـ10 أشخاص فقط" يحكي فتحي الذي له 3 أعوام في ذلك العمل، مشيرا إلى تخفيضات كبيرة على أسعار تذاكر السفر، لا سيما إن كان المسافرون عبارة عن عدة أسر "من 1700 لقيمة التذكرة إلى 1000 فقط، وإن كانت أسرة فقيمة التذكرة للفرد 900 جنيه".
فيديو قد يعجبك: