لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد شهر من الحرب.. رحلة للبحث عن "كيلو لحمة سوداني" بالمجمعات الاستهلاكية

04:36 م الثلاثاء 23 مايو 2023

كتب- محمود الطوخي:

كانت نادية عبد السلام الموظفة الحكومية صاحبة الـ 40 عاماً تسير حاملة بعض أكياس الخضر التي اشترتها، قبل أن تدلف إلى منفذ بيع اللحوم السودانية التابع لوزارة التموين بالدقي، لشراء كيلو يكفي أسرتها المُكونة من 6 أفراد، لكن البائع ردّها خائبة الرجاء، تقول نادية لـ"مصراوي": "جيت هنا إمبارح ورحت لأكثر من منفذ بس كل يوم بيقولوا مش موجودة".

اعتادت نادية منذ أشهر على شراء اللحوم السودانية لانخفاض أسعارها مقارنة باللحوم البلدي التي بلغ سعرها قرابة 400 جنيهاً؛ فالكيلوجرام منها سيكفيها وباقي أسرتها بطريقة أو بأخرى.

تعد اللحوم السودانية من أكثر السلع التي تأثرت بها مصر جراء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي اندلعت منذ منتصف شهر أبريل الماضي، إذ تُعتبر السودان المورد الأهم للحوم المستوردة داخل مصر.

وفي بداية مايو الجاري أعلن علي المصيلحي وزير التموين عن وجود إمدادات كافية للمنافذ من اللحوم السودانية، كما أكد على امتلاك الوزارة نحو 5 آلاف رأس ماشية حية تكفي لمدة شهر و 7 أيام من الاستهلاك.

لكن خلال جولة لـ"مصراوي"، على عدد من المنافذ البالغ عددها 1350 مجمع استهلاكي على مستوى الجمهورية تابعة لشركة النيل والأهرام العاملة تحت مظلة وزارة التموين، كان الحال مغايراً لما أعلنه المصيلحي.

خلف ثلاجة عَرض فارغة وقف شاب ثلاثيني (امتنع عن ذكر اسمه)، داخل أحد منافذ شركة النيل التابعة لوزارة التموين بحي الدقي، يقطع الشاب اللحوم البلدي التي يبيعونها إلى جانب السودانية المدعمة: "اللحوم السودانية مش متوفرة بقالها أكثر من أسبوع".

ويستقبل البائع إمدادات الوزارة من اللحوم السودانية يومين متتالين، لينتظر بعدها يومين آخرين قبل استقبال شحنة جديدة من اللحوم، فالمنافذ تتناوب على استقبال اللحوم بصفة دورية داخل الحي الواحد: "ناس كتير بتيجي تسأل عليها، وأول ما الكمية بتنزل بتخلص على طول".

وبلغة الأرقام تعاني مصر من فجوة كبيرة بين الاستهلاك والإنتاج المحلى من اللحوم الحمراء البالغ 53.8% من استهلاك المصريين، بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء 2020، ما دفع المسؤولين إلى فتح الباب أمام الشركات الخاصة لاستيراد اللحوم والماشية.

9 شركات متعاقدة مع وزارة الزراعة لاستيراد اللحوم من السودان ولتخصيص لجان طبية للإشراف على عمليات الذبح وللتأكد من مطابقة الماشية للمواصفات تجنبا للحجر الصحي والبيطري، بحسب أحمد القذافي أحد كبار مستوردي اللحوم السودانية الذي يقول لـ "مصراوي": "كان في اتفاقيات مع بعض التجار السودانيين لتوريد أعداد من المواشي، لكن كل حاجة اتأجلت بسسب الحرب عشان المزارع كلها موجودة في الخرطوم".

ووفق تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام، بلغت واردات مصر عبر الشركة "المصرية السودانية" التي دشنها الجانبان من الأبقار الحية 26 مليونا و99 ألف دولار في يونيو 2020، بينما بلغت واردات اللحوم 126 مليونا و464 ألف دولار في ذات الشهر.

يوضح القذافي أن تداول اللحوم السودانية التي يستوردها داخل مصر يتم عن طريق بيعها لعدد من التجار بسعر 140 جنيها للكيلو جرام ومنهم إلى عدة جهات مثل منافذ المنتشرة في الميادين العامة أو الجزارين ليصل سعرها في الأسواق لنحو 200 جنيه.

وقبل نحو شهر أعلنت وزارة التموين عن زيادة قدرها 30 جنيها في أسعار اللحوم السودانية داخل منافذها، فارتفع سعر الكيلوجرام إلى 195 جنيها بعدما كان 165 جنيها.

اليوم ستعود نادية إلى منزلها خالية الوفاض، وستكتفي بإعداد وجبة غير دسمة لأسرتها، على أمل أن تعود غداّ فتقتنص كيلوجراماً من اللحم السوداني، تقول ضاحكة: "حظهم وحش.. مش مكتوب لهم ياكلوا لحمة النهاردة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان